وباء الكوليرا يتمدد في غرب كردفان وسط جهود طبية محدودة
عاين- 5 سبتمبر 2025
تشهد ولاية غرب كردفان، انتشار واسع لوباء الكوليرا، وسط انهيار شبه تام في القطاع الصحي، وشح في الأدوية الأساسية بما في ذلك المحاليل الوريدية الخاصة لعلاج الإسهالات المائية الحادة.
وخلال أسبوع مضى توفي 17 شخصاً في منطقتي الكبرة شمال مدينة النهود، وأبو قلب التابعة لمحلية أبو زبد جراء إصابتهم بالكوليرا، وإصابة المئات، بحسب مصادر طبية تحدثت مع (عاين).
ويقابل انتشار وباء الكوليرا في ولاية غرب كردفان غياب تام للتدخلات الإنسانية وفراغ إداري كبير بمؤسسات الدولة خاصة الصحية، مما أدى إلى غياب التدابير والخطط الوقائية لمحاصرة المرض، وفق ما قاله آدم أحمد – اسم مستعار لمتطوع في غرفة الطوارئ بالمنطقة.
ويشير آدم الذي تحدث مع (عاين) إلى أن المستشفيات الرئيسية في مدن النهود وأبوزبد والخوي في ولاية غرب كردفان، تفتقد لأبسط مقومات الرعاية الطبية، بينما لا يستطيع السكان التحرك إلى الأبيض في شمال كردفان لتلقي للعلاج؛ بسبب إغلاق قوات الدعم السريع كافة الطرق المؤدية إليها، ومنعها الحركة تماماً.
وضع سيئ
وتابع: “الوضع الصحي سيئ للغاية في ولاية غرب كردفان، وتفاقم بعد انتشار الكوليرا، وانعدام الأدوية. هناك أصحاب بعض الحالات المرضية الحرجة يغامرون بالسفر إلى الأبيض عن طريق التهريب باستغلال دراجات نارية، لكن كثيراً منهم يقعون في يد مسلحي قوات الدعم السريع، فيُعَذَّب مرافقيهم.. الطريق أصبح خطيراً جداً“.
وتفرض قوات الدعم السريع منذ شهرين حصاراً على مدينة الأبيض في ولاية غرب كردفان، من ثلاثة اتجاهات؛ الشمال والغرب والجنوب، ومنعت حركة المرور نهائياً من وإلى الأبيض، مما أدى إلى انقطاع التواصل بين ولايتي غرب وشمال كردفان، وتوقف المصالح المشتركة للمواطنين.
وقال متطوع في غرفة طوارئ منطقة الكبرة الواقعة شمال مدينة النهود: إن “الكوليرا تسببت في وفاة 15 شخصاً خلال أسبوع واحد، 4 منهم من أسرة واحدة؛ وثلاثة أطفال وامرأة حامل في الشهر السادس؛ وإصابة أكثر من 100 شخص آخرين“.
وأضاف المتطوع في حديث مع (عاين): أن منطقة الكبرة تأوي مئات النازحين من مدينة النهود؛ وأن وباء الكوليرا يتوسع في الانتشار، في ظل تدهور في الرعاية الطبية وانعدام الأدوية والمحاليل الوريدية.
وتابع: “تم تحويل المركز الصحي الوحيد في منطقة الكبرة إلى مركز عزل لمرضى الكوليرا، بينما تُعَالَج الحالات المرضية الأخرى؛ خارج المركز في العراء. الوضع صعب نتيجة تسارع انتشار المرض والاكتظاظ السكاني، ولا توجد أي تدخلات إنسانية؛ فالمنطقة منسية تماماً“.
تدابير محلية
ويشير إلى وضع بعض التدابير ضمن مساعٍ متواضعة لمحاصرة وباء الكوليرا؛ من بينها استدعاء جميع الذين لديهم علاقة بالحقل الطبي بالمنطقة للمداومة بالمركز الطبي، والتوعية والإرشادات والتنبيه عبر مكبرات الصوت في المسجد العتيق يوميا بشكل متكرر؛ وإغلاق المقاهي ومنع التجمعات العامة إلى حين إشعار آخر.
وقال رئيس غرفة طوارئ أبو قلب في ولاية غرب كردفان، عمر آدم حسين: إن “الكوليرا تسببت في وفاة شخصين خلال الأسبوع الماضي، وأن العدد التراكمي للوفيات منذ ظهور الوباء بلغ 6 أشخاص”. ويشير إلى في مقابلة مع (عاين) إلى أن المنطقة تواجه نقصاً في الأدوية؛ وقد ساعدتهم السلطات في محلية أبوزبد ببعض المعينات الدوائية لمكافحة وباء الكوليرا.
ويتواصل انتشار الكوليرا داخل مدينة النهود؛ وسط إمكانيات محدودة لمجابهتها؛ بينما تعاني المستشفيات والمراكز الطبية نقص حاد في الأدوية.