الكوليرا .. انتشار واسع في مخيمات نازحي شرق السودان
عاين- 20 أغسطس 2024
ترتفع المخاوف بشكل واسع وسط النازحين في ولايات شرق السودان، في ظل تزايد معدل الإصابة بوباء الإسهال المائي الحاد “كوليرا” في تلك المناطق، وسط ضعف في التدخلات الوقائية وغياب الرعاية الصحية.
وأعلن وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، عن تفشي وباء الكوليرا في بلاده نتيجة للأوضاع البيئية المتردية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع، وهي حالة نادرة يعترف فيها مسؤول رسمي في هذا البلد بانتشار الكوليرا صراحة، حيث تظهر في مثل هذا التوقيت من كل عام.
وشدد الوزير أن قرار إعلان الوباء اُتُّخِذ بحضور كل المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة في ولاية كسلا ووكالات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء، بعد عزل المايكروب خلال الفحص المعملي، وثبت أنه كوليرا. لافتاً إلى أن ولايتي كسلا والقضارف بشرق السودان هما الأكثر تضرراً من الوباء.
يعيش النازحون في القضارف خوفاً شديد من الإصابة بالكوليرا نتيجة لانتشار الذباب والباعوض، بعد انهيار وطفح دورات المياه؛ بسبب مياه الأمطار
نازح
وينقل ربيع أحمد وهو نازح في مدينة القضارف حالة من الخوف والذعر وسط النازحين في مركز الإيواء الذي يقيم فيه بعد ظهور حالات إصابة بالإسهال المائي الحاد في الحي السكني المحيط بالمخيم، لأن كل سبل انتقال الوباء إليه متوفرة في ظل انتشار كثيف للذباب، وتردي بيئي مريع نتيجة لمياه الأمطار.
وقال ربيع في مقابلة مع (عاين) إن مركز الإيواء الذي يقيم فيها يشهد تردي بيئياً مريع بعد انهيار بعض دورات المياه، وطفح في بعضها واختلاطه مع مياه الأمطار التي تهطل بكثافة في المدينة؛ مما تسبب في انشار كثيف للذباب والباعوض، في ظل غياب تام للتدخلات الوقائية من جانب السلطات الصحية.
تدخلات معدومة
ويضيف “ليس هناك أي اهتمام بنا في المركز الذي نقيم فيه وهو عبارة عن مدرسة داخل القضارف، لا توجد حملات رشح أو تطعيم ضد الكوليرا، حتى حصص الأكل والشرب توقفت عنا، فنحن أمام كارثة حقيقية”.
سلطات القضارف أوقفت الدعم الإنساني عن النازحين الذين رفضوا الترحيل خارج المدينة، وتمسكوا بالبقاء في المدارس كإجراء عقابي” مصدر بغرفة الطوارئ
متطوع في غرفة طوارئ
وبحسب مصدر في غرفة الطوارئ في القضارف تحدث مع (عاين) فإن سلطات ولاية القضارف قررت وقف كافة المساعدات والتدخلات للنازحين الذين رفضوا قرار الترحيل إلى المخيمات خارج المدينة، وتمسكوا بالبقاء في المدارس، كنوع من العقاب لهم وإجبارهم على المغادرة، الشي الذي جعلهم عرضة للجوع والوبائيات مثل الكوليرا.
وتشير الناشطة في منظمات المجتمع المدني في القضارف أم كلثوم التاج في حديثها لـ(عاين) إلى ظهور العديد من حالات النازحين في مراكز الإيواء في القضارف، وشُخِّصَت على نحو رسمي، لكن لا توجد أرقام دقيقة حتى الآن، وهو مؤشر خطير في ظل ضعف التدخلات الصحية.
وقالت “هناك العديد من النازحين فضلوا البقاء في العراء بشوارع مدينة القضارف، ورفضوا الذهاب إلى مراكز الإيواء، بسبب ما يتناقل عن تفشي الكوليرا فيها”.
وباء قاتل
من جهتها، دعت السلطات الصحية في كسلا وهي الأكثر تأثرا بالوباء، المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة وفورية لمجابهة الكوليرا في الولاية التي تضم الآلاف من نازحي الحرب.
وزارة الصحة في ولاية كسلا تعلن أكثر من 300 حالة إصابة بالكوليرا و20 حالة وفاة
وكشف المدير العام لوزارة الصحة ولاية كسلا دكتور علي آدم في تصريح صحفي، عن تسجيل أكثر من 300 حالة إصابة بالكوليرا في ولايته، و20 حالة وفاة بسبب الوباء.
وقال إنهم قاموا بعدة تدخلات لاحتواء الكوليرا من بينها فتح عنابر العزل في المحليات المتأثرة بالوباء عن طريق الإدارة العامة للطواري ومكافحة الأوبئة، وتوزيع الكلور لتنقية المياه للمصادر خارج الشبكة، فضلاً عن تنفيذ حملات إصحاح للبيئة، وتنظيم حملة تطعيم ضد الكوليرا في محلية ود الحليو التي توجد فيها معظم حالات الإصابة.
ويقول عضو غرفة طوارئ كسلا عبد الرؤوف محمد لـ(عاين) إنه “رغم إعلان وزارة الصحة تفشي الكوليرا في الولاية، إلا أن التدخلات الخاصة بمجابهة الوباء دون المطلوب خاصة في محليتي كسلا وود الحليو الأكثر تأثراً، في ظل تدهور بيئي مريع في المنطقة.
وشدد محمد، أن النازحين سيكونون الأكثر عرضة لخطر الكوليرا، لأن غالبية مراكز الإيواء غير مؤهلة للسكن، بينما جاء كحل إسعافي لإيواء الفارين من نيران الحرب إلى ولاية كسلا، داعيا إلى ضرورة تنظيم حملات توعية أوسع بمخاطر الوباء وطرق الوقاية منه والتي على رأسها النظافة المستمرة.