انتشار غير مسبوق للعنف وسط الأطفال بدارفور ومقتل (17) العام الفائت  

انتشار غير مسبوق للعنف وسط الأطفال بدارفور ومقتل (17) العام الفائت

 نيالا- 16 فبراير2020م

حذر مجلس رعاية الطفولة بولاية جنوب دارفور دارفور غرب السودان، من انتشار وصفته بـ”غير المسبوق” للعنف وسط الاطفال في مدينة نيالا ثاني أكبر المدن السودانية. وولاية جنوب دارفور واحدة من الولايات الأكثر تأثراً بالحرب التي اندلعت في إقليم دارفور خلال العام 2003 وأدت الى مقتل وتشريد الملايين، ويستقر الألاف من المتأثرين بالحرب منذ ذلك التاريخ في مخيمات نزوح بضواحي المدينة. 

وقالت الأمينة العامة لمجلس الطفولة، نجاة محمد آدم لـ(عاين)، ان “مجلس الطفولة الولائي رصد (٦٨٣) حالة عنف استخدمت فيها السلاح الأبيض والناري داخل اسوق واحياء مدينة نيالا ادت لمقتل نحو (١٧) طفلا في احصائية رسمية خلال العام الماضي”. وعزت نجاة العنف إلى الانتشار الواسع لتعاطي المخدرات وسط الاطفال، واشارت الى ان ظاهرة العاطي وسط الاطفال ازدادت بشكل كبير خلال العام الماضي قبل ان تتهم -جهات لم تسمها- باستخدام الأطفال في ترويج المخدرات وتجارتها مستقلة اوضاع الأسر الإقتصادية السيئة. وطالبت المسؤولة الحكومية الجهات الامنية بضرورة حماية الأطفال وإغلاق أماكن تجارة المخدرات المنتشرة داخل أسواق المدينة.

من جهته، كشف وكيل نيابة الطفل، تبن عوض الله، عن زيادة كبيرة في إعداد الأطفال الذي يسميهم قانون الطفل السوداني بـ”الجانحين”، -اي لا يعدهم مجرمين-، ودعا مؤسسات المجتمع المدني الى ضرورة لعب دور في توعية الاسر والاطفال للحد من انتشار ظاهرة العنف ومدى خطورتها على المجتمع. وقال تبن لـ(عاين)،  ” اغلب الجرائم التي يرتكبها الاطفال وتصل الى نيابة الطفل هي جرائم الجراح والأذى الجسيم الناتجين عن استخدام الأسلحة البيضاء، بالاضافة الى جرائم العنف ضد الاطفال بصورة عامة”.

انتشار غير مسبوق للعنف وسط الأطفال بدارفور ومقتل (17) العام الفائت

وناشد تبن، سلطات الولاية بإصدار اوامر محلية تمنع الاطفال من حمل الاسلحة البيضاء، وكشف عن وقوع “١٧” جرائم قتل طعناً بالسكين بواسطة أطفال خلال العام المنصرم، بجانب “230” جريمة اغتصاب ضد الاطفال، و107 جريمة تحرش في العام المنصرم. وقال “هذه الإحصائيات هي فقط التي تم التبليغ عنها ناهيك عن جرائم الاغتصاب التي تتستر عليها الأسر خوفاً من الوصمة والعار”.

وأشار تبن، إلى أنه على الرغم من ان قانون الطفل 2010م ينص على ان تتولى الدولة إصلاح الاطفال الجانحين الا ان جنوب دارفور ليس لديها دور للرعاية والاصلاح. الى ذلك، لفت المحامي جمال ضحاوي، الى أن المتاجرين بالمخدرات استغلوا أجواء الحريات التي وفرتها الثورة السودانية والفراغ الإداري الناتج عن عدم تشكيل الأجهزة التنفيذية والتشريعية للفترة الانتقالية في الولايات، وقال لـ(عاين)، “يمارس الاطفال عملية النهب الجماعي نهارا داخل سوق نيالا ويهددون ضحاياهم في معظم الأحيان بالأسلحة البيضاء”.