إعتصام كافوري رسالة في بريد البشير
تقرير عاين :21يناير 2019
في بادرة هي الاولى من نوعها استطاع تجمع المهنيين السودانيين ان يحدث اختراق في التظاهرات المطالبة باسقاط الحكومة السودانية. اذا انه نقل معركة التظاهرات الى ضاحية كافوري التي تعتبر عمق نظام الحكم في السودان. يقطنه قادة نافذين في الحكومة السودانية على رأسهم رئيس الجمهورية عمر البشير الذي ظل يشهد نظام حكمة تظاهرات ساخنة وقمع مفرط من قبل الحكومة السودانية، في كافة أرجاء السودان عدى ضاحية كافوري.
حادثة اغتيال
انطلقت تظاهرات كافوري عشية الثامن عشر من الشهر الجاري بعد أن أودت رصاصة بحياة الطبيب أبو بكر عبدالحميد الذي كان يهرع لمعالجة المصابين قبل أن تصطاده ايادي الاجهزة الامنية برصاصة اخترقت جسده النحيل في عدة مواقع قبل أن ترديه قتيلا. ورد ناشطون حالات اشتباك مباشر بين الشرطة والمتظاهرين بحي بري شرق الخرطوم يرجحون انه عائد الى لحظات سقوط الطبيب ابوبكر قتيلاً على يد الأجهزة الحكومية، وسارعت الشرطة لنفي ضلوعها في الحادثة واكد الناطق الرسمي باسم الشرطة ان شخصين قتلا خلال الاحتجاجات يوم 17 المنصرم. ولم تتهم اي جهة في اغتيال المتظاهرين الذين بلغ عددهم الأربعين وفق تقارير المنظمات، وكان مدير جهاز الامن والمخابرات صلاح قوش تبرأ في لقاء سابق مع إعلاميين الشهر الماضي من قتل المتظاهر.
تغبيش الحقيقة
وقالت وزارة الصحة السودانية في بيان لها أن اصابة الطبيب بابكر كانت من الخلف في إشارة لصدقية تصريحات البشير وصلاح قوش. وفي المقابل كشفت مصادر طبية ل (عاين) عن سقوط القتيل برصاص بندقية كلاشنكوف، عقب ان دخلت بجسده عدة رصاصات إحداها في الرئة تسببت في مقتله. مضيفا لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قامت الأجهزة الأمنية والشرطة المحاصرة لحي بري بمنع سيارات الإسعاف والمسعفين من دخول المنطقة.
اعتصامات
بعد إعلان وفاة الطبيب ابوبكر عبدالحميد والمواطن ببري معاوية عثمان تحول مستشفي رويال كير الى اعتصام اعلنه ناشطون في الحراك الجماهيري اضافة الى عائلة واصدقاء ابوبكر، تحركت الجموع الى حيث موارة الثرى على جسده بمقابر ” الصحافة ” ومن ثم تحول الى اعتصام بمنزل ابوبكر التي رفضت أسرته تلقي العزاء وقالت والدته ” انا ما بقبل عزاء في ولدي الا الحكومة تسقط” الأمر الذي شجع الاستمرار في الاعتصام الى لحظة كتابة هذا التقرير كما ظل المعتصمين يرددون هتافات ضد العنصرية وضد تقسيم انسان السودان الى جغرافية واثنيات. وهتافات ضد البشير على شاكلة ” العنصري السفاح وين الجنوب وين راح” و ” العنصري المغرور كل البلد دارفور” ، وأكد معتصمو كافوري بشكل واضح رفضهم لرواية الرئيس عمر البشير التي اتهم فيها عناصر من حركة عبد الواحد محمد نور بقتل الطبيب ورفض الدية ويتهمون جهاز الأمن بقتله.
رسالة في بريد الرئيس
في حادثة فريدة لم تقم الاجهزة الامنية سيئة الصيت بتفريق اعتصام كافوري الذي استمر حتى الان لخمس ايام، وكانت السلطات الامنية قد تعاملت مع المتظاهرين في مناطق متفرقة من الخرطوم بعنف تباين وسائله ما بين إطلاق غاز مسيل للدموع إلى رصاص حي ومحاولات دهس بالسيارات فضلاً عن الضرب بالهراوات والاعتقال الذي تجاوز مئات الافراد اضافة الى مداهمة المنازل اقتياد أفراد. وفي ذات الأثناء لم تشهد احتجات ضاحية كافوري أي نوع من القمع. وقال أحد المتظاهرين في كافوري لـ(عاين) التظاهرات وصلت الان الي كافوري علي بعد اقل من كيلومتر من منزل البشير، هذه رسالة واضحة من المتظاهرين في بريد السيد الرئيس”. فيما قالت متظاهرة لـ(عاين) لن نفارق هذا الاعتصام وسنظل من هنا نقض مضاجع الرئيس وبطانته من داخل كافوري حتى نسقط النظام ونحاسب القتلة ونجيب التار”.
“تآكل قاعدة”
ويرجح محللون سياسيون العزوف عن العنف لاسباب جيوسياسية واجتماعية بحتة ويقول المدافع عن حقوق الانسان حافظ اسماعيل لـ( عاين) ” الحكومة ما تقدر تضرب كافوري بالمبان ولا تقدر تضرب رصاص عشوائي لانو ممكن يدخل في بيت الرئيس ويحصد ليه روح” ويضيف الموضوع بالنسبة للحكومة أكثر حساسية المتظاهرين في كافوري اغلبهم يا اما ابناء نافذين في الحركة الاسلامية أو نافذين في الحكومة، وهو حال المنطقة المحيطة بالاعتصام لذلك عجز النظام في تفريقهم بالوسائل المعروفة. وتوقع حافظ ان يزداد احتجاج كافوري مع استبعاد القمع. فيما يرى اخرون ان اعتصام كافوري يشير بشكل واضح لتآكل القاعدة الاجتماعية للإسلاميين والطبقات والامتيازات التي يدعون الدفاع عنها، مبينين ان الهدف الاساسي للاسلاميين أو بشكل ادق للبطانة الامنية المحيطة بالرئيس هو البقاء في الحكم مهما كان الأمر.
تخبط حكومي
وفقاً لمتابعات شبكة عاين يعتبر اغتيال الطبيب ابوبكر وما صحبه من حركة رفض للحكومة هو الأكثر تاثيراً لقيادة الحكومة السودانية حيث تحدث رئيس الجمهورية في أول خطاب له عن طبيب بري واتهم البشير الحركات المسلحة قائلاً في منطقة الكريدة بولاية النيل الأبيض ” في ناس مندسين ومخربين يقتلون المتظاهرين” وزاد “السلاح الاتقتل بيه طبيب بري ده نوع سلاح ما عندنا زيو في السودان ونحن قبضنا من ناس من حركة عبد الواحد واعترفو انهم جو من بره عشان التخريب ” ولم يمضى على حديث الرئيس البشير ساعات حتى وظهر مدير عام جهاز الأمن السوداني الفريق صلاح عبد الله قوش باتهامات مغايرة لتصريحات رئيس الدولة. واتهم قوش ما اسماهم العلمانيين والشيوعين بقتل المتظاهرين من الخلف وقال قوش في تصريح مسرب استمعت له (عاين) “الطبيب الشهيد ما اتقتل بى كلاشنكوف انحنا ما عندنا غير الكلاشنكوف وال M 16 وقال اتقتل بى خرطوش صغير اسمو مورس : “انحنا مصورين المظاهرة فى بت بى وراهو فتحت شنطتها و عملت العملية دى وحننشر صورتها و حنًجيبها ونحَاكمها بالإعدام” رغماً عن ان كاميرات مواطنين رصدت الأجهزة الأمنية تطلق رصاص حي في مظاهرات بري.