السودان: نقص في اجهزة علاج السرطان يتسبب في موت مرضى

السودان: نقص في اجهزة علاج السرطان يتسبب في موت مرضى

عاين – 16 مارس 2020م

قال معاونون طبيون في مستشفى الخرطوم لعلاج الاورام السرطانية، ان نقصاً في أجهزة العلاج بالأشعة، أدى إى وفيات في قوائم المنتظرين للعلاج والذين تقدر أعدادهم بالآلاف، فيما تتفاقم معاناة المنتظرين مع قوائم الانتظار الطويلة في ظل عجز حكومي مستمر منذ سنوات في استجلاب اجهزة علاج جديدة.

وتقدر إحصائية لوزارة الصحة السودانية للأعوام 2009ـــ 2013، عدد المصابين بالسرطان بـ  28.769 حالة، وتسجيل 12 ألف حالة جديدة سنوياً. ويعد مستشفى الخرطوم لعلاج الأورام-الذرة- احد اكبر المراكز الحكومية للعلاج  بالاشعة في العاصمة السودانية، إلى جانب مركز ثان في ولاية الجزيرة أواسط البلاد. ويواجه المركز مشاكل متراكمة منذ سنين طويلة متمثلة غي نقص عدد أجهزة الإشعاع وعدم قدرتها على تغطية كل المرضى، إلى جانب غياب الصيانة لعدد من الأجهزة المتعطلة منذ العام 2016، كما يعيش مرضى الذرة في بيئة متردية.

وقالت معاونة طبية في المستشفى فضلت حجب اسمها لـ(عاين)، “أدى نقص عدد أجهزة الإشعاع إلى ضعف تلقي مرضى السرطان للخدمات الطبية، وتطاول قائمة الإنتظار التي وصلت المئات المنتظرين منذ العام 2016.. ونجم عن ذلك وفاة عدد كبير من المنتظرين لتلقي العلاج من الذين لم تسعفهم قدراتهم المالية للعلاج بالخارج أو المراكز الخاصة”.

واضافت، “عمل المستشفى بجهازين فقط خلق أزمة في قدرة المستشفى على تغطية عدد المرضى الكبير والمتزايد، ووصفت الوضع الحالي بالمأساوي”. وأشارت إلى وجود آلاف المرضى الذين يحتاجون لتلقي العلاج الكيميائي، وأكدت أن بعض الأجهزة غير قابلة للصيانة لطول مدة عملها وانتهاء صلاحيتها، فيما كشفت عن شراء المستشفى لجهاز جديد لم يتم العمل به بعد نسبة لعدم وجود مكان لوضع الجهاز بالمستشفى.

وشهدت مستشفى الذرة في نهاية العام الماضي موجة إضرابات واحتجاجات من قبل العاملين من الممرضين والصيادلة بسبب تحضير العلاج الكيميائي الموكل الممرضين بشكل يخالف القانون، وقادت الاحتجاجات إلى إقالة الطاقم الإداري للمستشفى من المدير العام ومساعده وألأمين العام وكبيرة الصيادلة بسبب انتمائهم لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير. كما أقدمت الإدارة الجديدة في ذلك الوقت على فصل ونقل عدد من الكوادر الصحية التي نشطت في الإضراب، قبل أن يتم إرجاعهم لمواقعهم بعد تغيير الإدارة.

وأعلنت إدارة مستشفى الذرة في الأيام الماضية، عن عطاء حر للشركات لصيانة أجهزة الاشعاع، وبحسب المتابعات، فإن الشركات المتنافسة على العطاء، شركتان من بينهما شركة بايولاين التي ظلت تحتكر عطاء صيانة الأجهزة منذ العام 2016 وتفشل في ذلك، ما قاد لتعطل 3 أجهزة والعمل بجهازين منذ ذلك الحين.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر من داخل المستشفى لـ(عاين)، أن المرضى الخاضعين لجرعات العلاج الكيميائي، يعانون من ضعف التغذية العلاجية، وذلك بسبب غياب معيار لضبط الوجبات وعدم استيفاء الوزن القياسي المحدد.

وتعاني بيئة مستشفى الذرة من إهمال واضح في ظل ضعف عمل شركة النظافة المتعاقد معها، حيث تتراكم النفايات داخل أسوار المستشفى، ويرقد المرضى ومرافقيهم في غرف تشاركية متسخة ولا تتم نظافتها بشكل يومي، ما قاد لاحتجاجات متكررة من مرافقي المرضى وصاحبهم في ذلك عدد من الكوادر الصحية العاملة.