قتلى بالدانات والمرض في قصف مستشفى الضعين

عاين- 27 أغسطس 2024

كانت عائشة جبارة تتأهب لإجراء عملية ولادة قيصرية في مستشفى الضعين بولاية شرق دارفور غربي السودان، لكن اللحظة التي تتوجه فيها نحو غرفة العمليات، قصف طيران الجيش المشفى، وتساقطت المقذوفات المتفجرة عشوائيا، مما اضطر ذويها إلى حملها والهروب من المكان.

توفيت عائشة بعد إنجاب جنينها على يد قابلة محلية في إحدى المناطق النائية في ولاية شرق دارفور، لتنضم إلى حصيلة الضحايا من المدنيين نتيجة الغارات التي نفذها طيران الجيش خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين على عدة مواقع في مدينة الضعين بما فيها المستشفى التعليمي.

الغارة الجوية على مستشفى الضعين أدت إلى مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة 21 آخرين معظمهم من النساء، و6 من العاملين في المشفى، كما خرج المستشفى التعليمي عن الخدمة

مصادر طبية

وبحسب مصادر طبية لـ(عاين)، فإن الغارات الجوية على مستشفى الضعين أدت إلى مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة 21 آخرين معظمهم من النساء، و6 من العاملين في المشفى، كما خرج المستشفى التعليمي عن الخدمة تماماً تاركاً فجوة كبيرة في القطاع الصحي، وما يتبعه ذلك من معاناة بالغة للمرضى في إقليم دارفور.

وبعد الاضطرابات الأمنية التي شهدتها الفاشر، صارت مستشفى الضعين الوجهة الوحيدة للمرضى في كل إقليم دارفور لتقلي العلاج، وكانت تعاني نقصا في الخدمات الطبية والأدوية، قبل أن تغلق أبوابها تماماً في وجه المرضى نتيجة استهدافها بالقصف العشوائي بواسطة طيران الجيش.

غارات مباغتة

قبل عمليات القصف العشوائي، قرر الأطباء عملة قيصرية إلى عائشة عبد الجبار البالغة من العمر 35 عاماً قبل أسبوع من حلول موعد ولادتها الطبيعية، لأنها عانت الإصابة بالتشنجات خلال ولادتها السابقة، لكن في اللحظة التي كانت تتأهب فيها لدخول غرفة العمليات سقطت دانات الطيران على المستشفى، وفق ما يرويه زوجها محمد حسن لـ(عاين).

ويقول حسن: “تفاجأنا بانفجار قوي هز أرجاء المستشفى مع غبار كثيف غطى المنطقة، ساعتها هرب الجميع من المستشفى بما في ذلك المرضى ومرافقوهم والأطقم الطبية، وتركوا مريضة واحدة داخل غرفة العمليات، فاضطررنا للهروب إلى قريتنا التي تبعد عن الضعين بـ52 كيلومتراً شرقا، وهناك تنعدم الرعاية الصحية”.

ويضيف الزوج: “في اليوم الثالث من قصف مستشفى الضعين، وضعت عائشة جنينها في بلدة صغيرة نائية تنعدم فيها أدنى مقومات الرعاية الطبية، وتعرضت لحالة التشنجات، ولم يكن هناك سبيل لإنقاذ حياتها”.

ضحايا كُثر

عائشة التي توفيت بسبب الولادة، كانت واحدة من 700 مريض يتلقون الرعاية الطبية في مستشفى الضعين، ويتابعون حالات مرضية مختلفة، واضطروا جميعا للهروب بآلامهم إلى المجهول بعد سقوط الغارات الجوية على المشفى.

أكثر من 20 حالة عملية قيصرية من المقرر إجراؤها في اليوم الأول من الغارة الجوية واليوم التالي منه، إضافة إلى نحو 30 طفلًا يخضعون إلى عملية تنفس بالأوكسجين

مدير مستشفى الضعين

من جهته، يقول المدير عام لمستشفى الضعين الدكتور علي محمود: إن “أكثر من 20 حالة عملية قيصرية من المقرر إجراؤها في اليوم الأول من الغارة الجوية واليوم التالي منه، وهي تواجه مصيراً مجهولاً حالياً، إضافة إلى نحو 30 طفلًا يخضعون إلى عملية تنفس بالأوكسجين”.

ويشير محمود في تصريح صحفي، إلى أن كل أقسام المستشفى كانت ممتلئة بالمرضى لحظة قصف الطيران، وبعد إخلائهم المستشفى الرئيسي الوحيد الذي يعمل في ولاية شرق دارفور، يواجه مئات المرضى خطر الموت.

بدوره، قال عضو غرفة الطوارئ في ولاية شرق دارفور محمد محمود في حديثه لـ(عاين) إن “إخلاء مستشفى الضعين من المرضى بصورة كاملة كان من أجل الحفاظ على سلامتهم، خاصة أن منطقة المستشفى أصبحت هدفاً للغارات الجوية من طيران الجيش”.

وأشار  إلى أن عملية البحث عن بدائل لتقديم الخدمات الطبية أصبحت في غاية الصعوبة في ظل الوضع الراهن، إذ إن كل سكان محليات ولاية شرق دارفور تعتمد على مستشفى الضعين، لا سيما فيما يتعلق العمليات القيصرية.