السودان: القصف العشوائي يستمر في حصد أرواح المدنيين

عاين- 8 ديسمبر 2023

تستمر المعارك الدائرة بالعاصمة السودانية الخرطوم في حصار المدنيين العالقين ومواجهتهم القصف العشوائي المتزايد رغم المطالبات المحلية والدولية المستمرة لطرفي النزاع بالابتعاد عن الأماكن المأهولة بالسكان، إلا أن سقوط مواطنين قتلى بسبب المعارك المستمرة  بات أمر متكرر.

والإثنين، أعلنت غرفة طوارئ الفتيحاب في ام درمان غربي العاصمة عن قصف قوات الدعم السريع سوق “أم دفسو” الشعبي ما أدى لمقتل 8 أشخاص بينهم طفل وأصيب نحو 20 شخصا.

وبحسب غرفة طوارئ الفتيحاب فإن السوق الذي جرى قصفه يعد منفذ المواطنين الوحيد لتلبية احتياجاتهم اليومية.

وأدت الحرب المندلعة في الخرطوم العاصمة منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، لمقتل نحو 10 آلاف شخص كما أدت لتشريد أكثر من 6 مليون شخص.

وحول قصف سوق “أم دفسو” بمنطقة الفتيحاب بواسطة قوات الدعم السريع، فإن بيانا لمحامي الطوارئ طالب طرفي النزاع بالابتعاد عن مناطق تواجد المدنيين والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني.

ودعا البيان طرفي النزاع للتمييز بين الأهداف الأهداف العسكرية والتناسب في القوة المستخدمة منعا لوقوع أضرار بالمدنيين والأعيان المدنية التي يعتمدون عليها في ممارسة حياتهم اليومية مثل المستشفيات والمدارس والأسواق والمحال التجارية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني.

كما دعا محامو الطوارئ طرفي النزاع إلى الابتعاد عن مناطق تجمعات المدنيين خاصة الأسواق ودور العبادة.

وتقع مسئولية تحديد الأهداف العسكرية على عاتق قيادة هذه القوات كما ينص القانون الدولي الإنساني الذي يتعامل معها جرائم حرب، وفقا لمحامي الطوارئ.

وسبق وطالبت غرفة طوارئ الفتيحاب بوقف قصف المدنيين العزل ومحاصرتهم وتجويعهم وقطع الماء والكهرباء عنهم.

كيف رأيت الخرطوم بعد (3) أشهر من الحرب؟ مراسلة لـ(عاين) تعود للعاصمة وتتجول لوقت قصير في شوارع المدينة

 

واعتبر عضو الجبهة الديمقراطية للمحامين، طارق طلحة، أن استهداف المدنيين يعد جريمة ضد الإنسانية.

ولفت في حديث لـ(عاين) إلى أن اتفاقية جنيف الخاصة بحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب تجرم استهداف المدنيين في الحروب الداخلية، كما تجرم استهداف الأشخاص العسكريين الذين لا يشاركون في العمليات القتالية لأنهم محميون وفقا للمادة (3) من هذه الاتفاقية.

وأكد عضو الجبهة الديمقراطية للمحامين، أن استهداف المدنيين بواسطة قوات الدعم السريع والجيش يعتبر جريمة ضد الإنسانية. ولفت إلى أن للحروب قواعد يتحتم على طرفي النزاع الالتزام بها.

وأوضح طلحة، أن الغرض الرئيسي للقانون الدولي الإنساني هو الحفاظ على شيء من الإنسانية في النزاعات المسلحة وإنقاذ الأرواح.

وبشأن استهداف المدنيين في منطقة الفتيحاب، أكد عضو الجبهة الديمقراطية للمحامين أن ما قامت به قوات الدعم السريع في منطقة الفتيحاب من استهداف يرتقي لجريمة حرب.

القصف العشوائي

وتلاحق الاتهامات طرفي النزاع، الجيش والدعم السريع بعدم توفير الحماية للمدنيين منذ بدء المعارك العسكرية بينهما.

ويرى الخبير العسكري، عمر أرباب، أن حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية خاصة في حرب المدن. واعتبر أن طرفي النزاع لا يضعان الأهمية الكافية لهذا الملف، موضحا أن عمليات القصف العشوائي لا تزال مستمرة.

وعلى الرغم أن من أن جرائم القتل والاغتصاب والنهب وتهجير المدنيين تعتبر جرائم ضد الإنسانية إلا أن الخبير العسكري يرى أن طرفي النزاع لم يحرصا على توفير الحماية للمدنيين كما قال إنهما تعاملا مع هذا الملف باستهتار.

ولفت إلى أن القصف العشوائي بواسطة طرفي النزاع على منازل المواطنين والأعيان المدنية، أدى إلى تضرر المواطنين كما يعتبر مهددا مستمرا لحياتهم.