نازحو أحداث (بليل).. حياة قاسية بعد فقدان الممتلكات وحرق القرى  

7 يناير 2023

قالت مفوضية العون الانساني بولاية جنوب دارفور، إن آلاف النازحين الفارين من الصراع الاهلي شرق الولاية لازالوا يعيشون أوضاع إنسانية قاسية بعد أن فقدوا مدخراتهم وأحرقت منازلهم ومحاصيلهم الزراعية بشكل كامل. 

واندلعت اشتباكات في 23 ديسمبر في محلية بليل بولاية جنوب دارفور، عقب مشاجرة وقعت في 21 ديسمبر، بين شباب من أهليتي “الرزيقات” و”الداجو” تصاعدت إلى أعمال عنف. وذكرت تقارير محلية مقتل 10 أشخاص وإصابة 25 آخرين. 

ووفقًا لمفوضية العون الإنساني الحكومية في ولاية جنوب دارفور، فقد نزح ما يقدر بنحو 16,200 شخص. واشتكت المفوضية من ضعف التدخل الإنساني بسبب عطلة، ويأتي ذلك في أعقاب تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من تجدد أعمال العنف في قرى منطقة “بليل”.

وقال  مفوض العون الإنساني بولاية جنوب دارفور، صالح عبدالرحمن لـ(عاين)، إن الفارين وصلوا (4) تجمعات كبيرة في مخيم “دُمه” في محلية مرشينج، بجانب تجمع في بلدة “تعايشة” بمحلية نتيقة شرقا، بجانب تجمع ثالث في مدارس مخيم “دريج” بمدينة نيالا بجانب أكبر تجمع في رئاسة محلية “بليل”.

وأشار المفوض، إلى أنهم وجدوا اعداد النازحين أكبر بكثير من توقعاتهم. وأكد وصول فرق منظمات للمسح وتقييم الأوضاع علاوة على وصول قليل من المساعدات من حكومة الولاية. ودعا داعيا للمساهمة العاجلة لجهة أن المنظمات لا تتدخل إلا بعد المسح وتقيم الاوضاع الانسانية، ونوه المفوض أنهم حثوا المنظمات الانسانية بضرورة الإسراع في التدخل. 

نازحو أحداث (بليل).. حياة قاسية بعد فقدان الممتلكات وحرق القرى

وتقول الأمم المتحدة، إن ما يقدر بنحو 292,229 شخصًا  يعيشون في محلية بِليل، منهم حوالي 246,339 شخصًا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وذلك وفقًا لاستعراض وثيقة اللمحة العامة للاحتياجات الإنسانية لعام 2023. ومن المحتمل أن يصل حوالي 43,834 شخصًا إلى مستوى “الأزمة” وما فوقها من مستويات عدم استقرار الأمن الغذائي بين أكتوبر 2022 وفبراير 2023، وفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وأضاف صالح، أن قافلة مساعدة أولية متواضعة للنازحين في بلدة تعايشة مساهمة من المجتمع المحلي في بلدة “البان جديد” بمحلية نتيقة وصلت للمتأثرين من العنف مما يعكس التفاعل الإيجابي للمجتمع المحلي في مساعدة بعضهم بعض. 

من جهته، أعلن والي جنوب دارفور حامد التجاني هنون، عن نفير يشارك فيه مواطنو الولاية والمؤسسات لإغاثة النازحين إلا أن مراقبون يقللون من تأثير النفير لجهة أن الولاية تعيش أوضاع معيشية بسبب الأمطار الغزيرة والسيول التي أثرت بشكل كبير على الإنتاج الإنتاج الزراعي.

نازحو أحداث (بليل).. حياة قاسية بعد فقدان الممتلكات وحرق القرى

أطفال منفصلين عن ذويهم 

من جهته، كشف متحدث باسم النازحين بمخيم دُمه -محمد أبكر- عن وجود (15) طفلاً منفصلين عن ذويهم فروا من مناطق العنف الى مخيم “دُمه” لا يعلمون أين أهلهم. وطالب أبكر حكومة الولاية مساعدتهم في البحث عن ذويهم بجانب تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لهم. 

وحول أوضاع الأطفال، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” عن قلقها حول مصير الأطفال جراء الاشتباكات في جنوب دارفور قبل أن تطالب بحمايتهم من العنف والأذى. وقالت المنظمة انها تشعر بالقلق إزاء تجدد الاشتباكات التي تعود من جديد لتجعل الأطفال عرضة للخطر والعنف.

النساء يدفع الثمن 

من جهتها، طالبت متحدثة باسم نساء مخيم تعايشة -شادية احمد عبدالجبار أرباب- بضرورة حماية النساء الفارات من العنف لجهة أن المرأة دفعت الثمن غالياً، وقالت لـ(عاين)، “واجهت النساء أشد انواع العنف أثناء هجوم المليشيات على بلدات، أموري- وحجر سمبو- وحميضة”. وأشارت عبد الجبار إلى لجنة أمن محلية ”بليل” ولجنة أمن الولاية حول هجوم متوقع من المليشيات الا أن الحكومة لم تستجيب لنجدتهم. وأضافت “وصولت لجنة أمن الولاية بعد خمسة أيام من اجتياح المليشيات القرى وحرقها تماما”.

نازحو أحداث (بليل).. حياة قاسية بعد فقدان الممتلكات وحرق القرى

الدعم السريع.. اتهامات ونفي 

وبينما وثق مراسل (عاين) الذي زار تجمعات للنازحين ضحايا الأحداث الاخيرة، في “تعايشة” و””فاشا” و”دُمه”، شهادات نساء يتهمن قوات الدعم السريع بمساندة المليشيات خلال الهجمات على القرى والبلدات شمال شرق ولاية جنوب دارفور، ورفعن شعارات تندد بالقوات الدعم خلال زيارة لجنة أمن الولاية لتجمعات النازحين، قال قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إن التحقيقات بشأن أحداث مناطق محلية بليل مستمرة لكشف الحقيقة، وأنها ستكون مختلفة عما كانت عليه في السابق.

وأعلن “حميدتي” خلال زيارته المنطقة الخميس الماضي، توقيف كل من ظهر من قواته في تسجيلات الفيديو وإحالتهم  إلى السجن إلى حين تسليمهم للجنة التحقيق للفصل في أمرهم. وأشار إلى إنهم وقفوا يشاهدون الأحداث دون تدخل، متهما جهات -لم يسمها- بمحاولة تشويه سمعة قواته عبر تصوير بعض عناصر الدعم السريع ممن ظهروا في الفيديوهات، ومحاولة إلصاق التهمة بهم. وأشار إلى أن التحقيقات ستظهر الحقائق، وقال أن “قواته تحركت لمكان الأحداث برفقة قوات مشتركة تنفيذاً لتوجيهات لجنة أمن الولاية”.