استمرار التوتر بولاية النيل الأزرق ونزوح للأهالي بعد تجدد أعمال العنف 

16 يوليو 2022

يُخيم التوتر على ولاية النيل الأزرق بعد اندلاع اعمال اقتتال اهلية عنيفة بعدد من مدن وبلدات الولاية الجمعة وتجددت اليوم السبت، بين مجموعة الهوسا الاهلية وأهليات الانقسنا “البرتا” وخلفت نحو (31) قتيلاً وأكثر من (39) جريحاً -بحسب احصائيات حكومية-وحرق أعداد كبيرة من المنازل والمتاجر بينما شهدت عدد من المناطق موجة نزوح كبيرة إلى مدينة الدمازين عاصمة الولاية.

فيما قالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها اليوم السبت حول الحالة الصحية بمستشفيي الدمازين والرصيرص انها احصت (19) حالة وفاة حتى الآن، و(27) حالة إصابة بالرصاص الحي من بينها (3) حالات إستدعت عمليات استكشاف مستعجلة وحالتي إصابة بالرصاص الحي في الصدر، بجانب (9) حالات إصابة في الأطراف أدت لحدوث كسور من بينها إصابات للأوعية الدموية، بجانب إصابات عديدة بأسلحة بيضاء لم يتم حصر عددها بدقة.

وقال بيان اللجنة الذي اطلعت عليه (عاين)، “ما زالت الاشتباكات مستمرة في المناطق التي شهدت نزاعاً بولاية النيل الأزرق رغماً عن أمر الحاكم العام الخاص بإعلان حالة الطوارئ.”

وأشار البيان إلى استقبال مستشفيي الدمازين والرصيرص اليوم عدد من المصابين، وسط “انعدام في المعينات الأساسية والأدوية المنقذة للحياة وأدوية الطوارئ، حيث يعمل الأطباء وعموم الكوادر الصحية في ظروف معقدة مع غياب تام لوزارة الصحة بالولاية”.

وبلغ التوتر ذروته امس الجمعة عندما هاجمت مجموعات مدينة قيسان مستخدمة أسلحة نارية وبيضاء سقط على إثرها ضحايا أغلبهم من التجار بجانب قتل طفل حرقاً بالنار.

وأفاد التاجر بسوق الروصيرص محمد حمد (عاين)، أن مجهولين اشعلوا النار في المحلات التجارية بسوق مدينة الرصيرص الكبير وتسببت النيران في تدمير المتجار بصورة كبيرة كما أشاعوا حالة من الفوضى في شوارع المدينة وسط غياب تام للأجهزة الأمنية.

أسباب

وبحسب شهود في المنطقة، فإن الصراع تطور بسبب حادثة قتل في أعقاب مطالبة “الهوسا” بنظارة ادارة أهلية أسوة بالمكونات الاجتماعية الاخرى، الأمر الذي رفضته قبائل “الأنقسنا” التي تعتبر نفسها صاحبة الملكية التاريخية للأرض.

ويقول الناشط السياسي في المنطقة، خميس محمد أبكر، لـ(عاين)، إن الأحداث بدأت عندما قتل شخص في منطقة “اداسي” بمحلية قيسان غرب النيل الأزرق قبل أن ينتقل القتال إلى شرق الولاية في بلدة تتبع لمحلية “ود الماحي” وتحول يوم الجمعة الى بلدة “قنيص” في محلية الروصيرص، وسط توقعات بانتقال العنف الى عاصمة الولاية.

وبالمقابل عزت لجنة أمن الولاية تطور الأحداث يوم الجمعة لمقتل مزارع في منطقة “أمورا” بمحلية قيسان، قبل أن يتحول الى تفلتات قبلية ترتب عليها قتلى وجرحى وحرق (16) متجرا بحسب ‘بيان رسمي’.

جتانب من احداث ولاية النيل الازرق 15 يوليو 2022- الصورة من موقع التواصل الاجتماعي ففيس بوك

ويرجح خميس أن تكون قيادات في نظام الرئيس المخلوع عمر البشير  وراء إشعال الصراع بين المكونات الاجتماعية، وهي تخطط في العودة للحكم عبر القبائل التي كانت تساند النظام سابقا، وتخلق كيانات و منصات قبلية، خاصة بعد وصول الحركة الشعبية-قيادة عقار- للسلطة عبر حكومة الإقليم.

التدخل الحكومي

وكانت حكومة إقليم النيل الأزرق قد أعلنت عن قرارٍ بحظر التجول من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحًا لمحاصرة الاضطرابات القبلية، وشمل القرار منع التجمعات والمواكب بالإقليم.

وقالت لجنة أمن الولاية أن  قوة من الشرطة بدعم من القوات المسلحة والدعم السريع، تدخلت للسيطرة على الموقف وضبط بعض المشتبه بهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وناشدت لجنة أمن الإقليم المواطنين الالتزام بقراراتها والتعاون مع الأجهزة الأمنية في سبيل حفظ الأمن وضبط المنفلتين الجناة وتقديمهم للعدالة.