الكوليرا:  إهمال الدولة وضعف التثقيف 

الكوليرا: إهمال الدولة وضعف التثقيف

تقرير: عاين 19 اكتوبر 2019م

مع نهاية المرحلة الاولى من حملة لقاح الكوليرا الذي  تشرف عليه منظمة الصحة العالمية في السودان، بعد إعلان وزارة الصحة الاتحادية  حالة الطوارئ بولاية النيل الأزرق في 28 أغسطس المنصرم. قالت : منظمة الصحة أنها فرغت من تطعيم( 1.6 ) مليون شخص في ولايتي النيل الأزرق وسنار، بعد أن تم تسجيل( 278 ) حالة إصابة بالكوليرا وثمانية وفيات. وظل السودان يشهد تكرار  لداء الكوليرا من العام 2016 ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، جميع هذه الحالات في ولاية النيل الأزرق. واكد اطباء ولاية النيل الازرق لـ(عاين) إنه يمكن السيطرة على المرض رغم مأسوية الوضع مقارنين في ذلك بين انتشار الكوليرا في الأعوام الماضية والعام الحالي،.  موضحين أن السلطات ممثلة في وزارتي الصحة الاتحادية والولائية أكثر تفهماً للوضع الصحي وهو ما ساعد في تفاعلهم كأطباء مع المرضى وعلاجه.

وتشير بعض التقارير إلى أن حالات الكوليرا التي رصدت في مناطق عدة بولاية النيل الأزرق، 21 حالة رصدت بالدمازين، 68 حالة بالروصيرص، 3 حالة بمنطقة ود الماحي، وحالتين بقيسان، وباو، وطالبت وزارة الصحة السودانية من منظمة الصحة العالمية القضاء على الكوليرا بالمنطقة، في سبتمبر الماضي أكدت حكومة ولاية النيل الازرق، ان عدد الحالي منذ بداية المرض  94 حالة.كانت وزارة الصحة  الاتحادية قد اعلنت أعلنت  أن عدد الإصابات بمرض الكوليرا وصل 226، في ولايتين، أعلن وزير الصحة المكلف، سليمان عبدالجبار ان وضع الكوليرا تحت السيطرة في الولاية. 

ضعف التثقيف الصحي 

الكوليرا: إهمال الدولة وضعف التثقيف

كشف الطبيب العمومي مصعب محمد يوسف احمد، عن عدد حالات الإصابة بالكوليرا بمستشفى الروصيرص التي بلغت العشرات. قائلاً لـ(عاين)  “مع استمرار عمليات الرش، التثقيف الصحي، واستخدام الكلور، يتوقع أن تقل حالات الاصابة بالمرض” واستدرك أن الحالات المشتبه كانت قد بلغت ( 35 )حالة.  مرجعاً سبب انتشار الوباء إلى غياب التثقيف الصحي، إشكاليات الإصحاح البيئي، مستشهدا بمنطقة (قنيص شرق) ولاية النيل الأزرق التي انتشرت فيها الكوليرا  بسبب غياب الإصحاح البيئي و اكتظاظها بالسكان حيث يوجد بالمنزل (18) فرد؛ مضيفاً الى ذلك جهل المواطن بأساليب الوقاية ” قلة المستوى التعليمي وضعف المستوى المعيشي”.  وزاد مصعب أن الخطورة تكمن في رمي المخلفات في النيل ” الولاية كلها ترمي مخلفاتها في النيل” ثم يأتي المواطن ويستخدم مياه النيل مباشرة في الشرب والغسيل. ومضت في ذات الاتجاه  الطبيبة عهود محمد كاشفة عن أن الحالات التي تم علاجها منذ بداية الانتشار تقدر بـ(41) حالة…وان معدل الاصابة بالمرض ليس مخيفاً؛ معزيةً ذلك بالقول: ” معدل الشفاء من المرض بلغ 99.9% ومعدل الموت قليل جداً” مقارنة بين  العامين السابقين والعام الجاري، موضحة ان الاعلان عن المرض قلل من انتشاره.   

الكوليرا: إهمال الدولة وضعف التثقيف

حدود مفتوحة 

 لوضع حد لانتشار الكوليرا الذي بدأ يتكرر كل عام حاصداً أرواح المواطنين طالب مصعب حكومة الفترة الانتقالية أن تأتي بالمنظمات للعمل في اصحاح البيئة، مخلفات الصرف الصحي، المياه.  ناصحاً بعدم رمي المخلفات في النيل، ضرورة بتناول ماء شرب نقية ومعالجة بالكلور، واستخدام الحمامات، لانها تقلل من انتشار المرض، القيام بالتثقيف في الجوامع والمدارس والبيوت، الاستعداد من وقت مبكر. مشددا بضرورة بدء  الإجراءات الوقائية ويطالب قبل الخريف.  الكوليرا: إهمال الدولة وضعف التثقيف

وأكد كل من مصعب وعهود عن وجود دعم خارجي من منظمة الصحة العالمية  التي وفرت الحاجات الأساسية لمرض الكوليرا، وايضا منظمة أطباء بلا حدود،  غير ان عهود اكدت لـ(عاين) “كل الأسباب في النيل الأزرق تساهم في انتشار الكوليرا، بعضها معاناة انسان الولاية من الحروب، النزوح، ضعف صرف الدولة على المجال الصحي، وموارد وزارة الصحة ضعيفة قائلة ” نحن بدأنا المشوار وسنواصل”

الكوليرا: إهمال الدولة وضعف التثقيف

ميزانية الدولة 

 الناشط بالمجتمع المدني في ولاية النيل الأزرق بكري عمر انتقد الصرف الرسمي على الصحة   قائلاً ” ميزانية الدولة المرصودة لمكافحة المرض صفر، مقارنة مع بقية ميزانيات الدولة، إذا ظهر مرض في  أي مكان، يتحول إلى وباء في ايام قليلة جدا، مرض الملاريا ممكن يتحول إلى وباء”. موضحاً أن أمراض الطفولة عديد من الدول تجاوزتها لوجود بنية صحية،  في السودان، لا يوجد كادر ممكن يتدخل في حالة ظهور المرض في بدايته. 

اما تعبان محمود خيرالله يضيف ان ولد اخته توفي بسبب مرض الكوليرا، أنه جاء من الخرطوم للعمل في النيل الأزرق، وحفيده أصيب بالمرض، ولكنه تماثل للشفاء، بعد أن قضى 4 ايام في المستشفى، حفيده عمره 11 عاما، مطالبا السلطات بمراعاة الناس، وتحكي مني رابح، إحدى المصابات بمرض الكوليرا، انها شعرت بألم حاد، ولم تستطع الحراك، بعدها الاسهال، تقول ل(عاين) انها ذهبت للمستشفى، أعطيت دربات وعلاج الإسهال، ونفت وجود حال وفيات في ذلك اليوم، فترة علاجها استمرت ثلاثة أيام.