حرب السودان في لقاء (بايدن- بن زايد).. ماذا جرى؟

عاين- 25 سبتمبر 2024

في اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن وحاكم دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ناقش الطرفين العمل على وقف الصراع في السودان وهي تحركات دولية تحدث لأول مرة ضمن هذه المستويات الرفيعة على مستوى البلدين.

تصدرت الأزمة السودانية الاجتماع الذي جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن وحاكم دولة الإمارات محمد بن زايد في البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية مساء الاثنين الماضي، وأصدرا بيانا مشتركا أكد أنه لا حل عسكريا في السودان.

وعبر الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد عن قلقهما العميق إزاء التأثير المأساوي الذي خلفته أعمال العنف على الشعب السوداني، وعلى البلدان المجاورة.

اتفق بايدن وبن زايد على العمل المشترك لتهدئة الصراع في السودان

وأكد البيان المشترك على ضرورة محاسبة جميع الأفراد والجماعات التي ترتكب جرائم حرب، وأن تكون الأولوية الآن يجب أن تكون لحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، وتأمين فترات توقف إنسانية من أجل توسيع نطاق وتسهيل حركة المساعدات الإنسانية إلى داخل البلاد وعبر خطوط الصراع، وضمان إيصال المساعدات إلى المحتاجين، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا.

تفعيل أميركي لأدوات وقف الحرب

التحركات الأميركية في الأجندة الموضوعة بشأن الشرق الأوسط شملت نائبة بايدن – السيدة كمالا هاريس التي عقدت لقاءً مماثلًا مع الزعيم الإماراتي، وشددت المسؤولة الأميركية الرفيعة على أهمية دفع الطرفين المتحاربين في السودان إلى طاولة المفاوضات.

أما الرئيس الأميركي جو بايدن مضى إلى أبعد من ذلك، ودعا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلى إيقاف تسليح الجنرالين في السودان، حتى يتم إيقاف الصراع المسلح الذي يستمر من 17 شهرا.

ومن المقرر أن يقدم رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان خطابا اليوم غد الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

مرحلة ساخنة

ويقول الباحث في الشأن الأفريقي عادل أحمد إبراهيم لـ(عاين) إن اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأميركي والزعيم الإماراتي محمد بن زايد جاء هذه المرة وحرب السودان تدخل شهرها الـ 17 دون أي معنى لاستمرار القتال الذي دفع نصف سكان البلاد إلى الهاوية.

البرهان يصل مدينة نيويورك، على رأس وفد السودان المشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف: “ينبغي أن يتجه البرهان إلى تقديم خطاب مختلف في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لأن لقاء بايدن ومحمد بن زايد أكد أن العلاقة بينهما استراتيجية، وعلى قائد الجيش السوداني أن يتوجه نحو لغة تدعو إلى المفاوضات وإيقاف الحرب بدلا من المطالبة بتصنيف الدعم السريع مليشيا إرهابية”.

ويرى عادل أحمد إبراهيم أن زيارة البرهان، إلى نيويورك لها ما بعدها إما أن يعود إلى البلاد، ويمضي في خطوات وقف الحرب أو أن المرحلة القادمة سيجد نفسه خارج المعادلة، وربما يجبره الجيش على التنحي”.

ويقول الباحث الدبلوماسي عمر عبد الرحمن لـ(عاين) إن “الأزمة السودانية في طريقها إلى الإدارة الأميركية بدلا من البقاء في أضابير وزارة الخارجية التي لم تحقق اختراقا خلال 17 شهرا من اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع”.

أمام البرهان خياران عندما يعود من نيويورك، إما أن يرسل وفد الجيش إلى المفاوضات أو العزلة الدولية

باحث دبلوماسي

وأضاف: “في ذات الوقت رفع الأزمة السودانية لتكون أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية لا يعني أن الحل سيأتي من البيت الأبيض؛ لأن مصالح واشنطن مع الإمارات أكبر من مصالحها مع السودان”.

وتابع الباحث الدبلوماسي: “أمام البرهان خياران عندما يعود من نيويورك إلى بورتسودان إما أن يرسل وفد الجيش إلى المفاوضات، ويبرم اتفاقا على وقف العدائيات أو أن يكون معزولا من المجتمع الدولي وغالبا سيطيح به الجيش؛ لأنه عاجز في الحرب والتفاوض، أو يطيح به الإسلاميون؛ لأنهم يريدون التصعيد العسكري وعدم وقف الحرب ويعتقدون أن البرهان يقف عقبة أمام انتصار القوات المسلحة”.

وتابع عبد الرحمن: “الإدارة الأميركية حاولت الحصول على بعض التنازلات من الإمارات فيما يتعلق بتخفيف حدة الصراع والبيان الصادر عنهما لم يحمل جديدا في الأزمة العميقة، بل هناك مخاوف من عدم ممارسة الولايات المتحدة الضغوط الكافية على أبوظبي”.

ويرى عبد الرحمن أن تطرق البيان المشترك بين بايدن ومحمد بن زايد لخطورة جذب الشبكات الإرهابية في السودان يعني أن الزعيم الإماراتي حذر واشنطن من احتضان الجماعات الإسلامية في السودان للمتطرفين، وذلك لحض الولايات المتحدة على ضغوط أميركية على الجيش السوداني.