انهيار اسعار محصول الفول السوداني تكبد مزارعي دارفور خسائر فادحة
29 ديسمبر 2021
تكبد مزارعو الفول السوداني بإقليم دارفور غربي البلاد خسائر فادحة بسبب انهيار الاسعار في أعقاب الزيادة العالية في تكاليف الإنتاج ازاء الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأدى تدهور الأسعار إلى صدمة كبيرة للمزارعين خاصة في ولايات دارفور وكردفان والتي تعتبر أكبر المناطق المنتجة للمحصول المصنف ثاني الصادرات الزراعية في السودان الذي يساهم في عائدات الصادرات بنحو (٢) مليار دولار سنويا حسب تقديرات وزارة التجارة.
يصنّف السودان في المرتبة الخامسة بين المنتجين العالميين للفول السوداني وفق منظمة الزراعة والاغذية العالمية التابعة للامم المتحدة (فاو)، وتبلغ حصته 14% من الإنتاج العالمي. وبلغ سعر قنطار خام الفول السوداني (6500) جنيه في ولايات دارفور بدلا عن (12000) جنيه العام الماضي مسجلا أدنى مستوى انخفاض خلال الخمس سنوات الماضية.
أسعار صادمة
ويقول المزارع، علي آدم علي، انه واجه مأساة حقيقية خلال موسم هذا العام بعد أن أنفق أموال طائلة في استزراع نحو (600) فدان في بلدة “مجيلد” شمال مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، في مقابل أسعار بيع زهيدة للانتاج. وقال علي لـ(عاين)، “الاسعار كانت صادمة للغاية لكل المزارعين أمثاله وصغار المنتجين الذين يعتمدون اعتمادا كاملا على محاصيلهم في مصروفاتهم اليومية”.
فيما أفادت خديجة عيسى، المزارعة في بلدة “أبوكارنكا” الواقعة شرق الضعين انها حصلت على تمويل من البنك وهي الآن عاجزة عن سداد مديونية البنك لجهة أنها أنفقت ثلاثة أضعاف إنتاجها مصروفات تكاليف إنتاج وأضافت أنها تفاجأت باسعار مخيبة للآمال. في ولاية جنوب دارفور أضافت مشكلة ضعف الإنتاج كارثة جديدة للمزارعين التقت (عاين) عددا منهم، معبرين عن تجربتهم القاسية بعد أن بنوا توقعاتهم على مؤشرات أسعار العام الماضي، وقاموا باستزراع مساحات واسعة، إلا أن انهيار أسعار بددت طموحاتهم وكبدتهم خسائر كبيرة خاصة لصغار المنتجين
وأبان المزارع عبدالله الصادق، أن تكاليف سعر إنتاج قنطار الفول تساوي ضعف سعره الحالي بالسوق, مؤكدا وقوع خسائر كبيرة وسط المنتجين، مضيفا: أن ما حدث هذا العام ينذر بعزوف المزارعين من الزراعة العام القادم ستكون ضعيفة للغاية وسيخرج الكثير من المزارعين من عملية الإنتاج. وطالب الصادق وزارة الزراعة بوضع تدابير عاجلة لتدارك الازمة حتى لا تكون سببا تراجع الرقعة الزراعية في العام المقبل.
أسباب
لم يكن المزارعون وحدهم من تفاجأ بتدهور اسعار الفول أيضا التجار تفاجأوا بغياب الشركات والبنوك من شراء المحصول من الاسواق، وعزا تاجر المحصول ببورصة نيالا أحمد محمد أحمد في تصريح لـ(عاين)،ان السبب الرئيس في تدني أسعار الفول لعدم وجود مشترين. وأضاف هناك غياب تام للشركات الخارجية هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، التي كانت تخلق تنافس كبير في شراء محصول الفول
هدر العائدات
ويرى عمر موسى استاذ الاقتصاد في جامعة نيالا أن عدم الاستقرار الاقتصادي والتذبذب في قرارات الصادر افتقدت السودان ميزات تفضيلية وأسواق مهمة وحلّت دولة الهند محلّه في سوق الفول السوداني خاصة في الصين وإندونيسيا السوقين الرئيسيتين للسودان الذي كانت حصته من هذه السوق تبلغ 14% بحسب الأمم المتحدة.
وأكد عمر في إفادة لـ(عاين)، أن هناك دراسة اجرتها الغرف الزراعية في السودان ابريل الماضي، أثبتت إمكانية تحقيق عائدات ب(6) مليارات دولار من سلعة الفول السوداني، إذا تمّت عملية تطوير إنتاجه بتوفر بعض المتطلبات من تهيئة بيئة الإنتاج واستخدام الميكنة الزراعية وتوفير التمويل اللازم والاهتمام بعمليات الجودة والتسويق والتصنيع.