معارك ضارية بـ الجنينة و(عاين) تتحصل على احصائية ضحايا «كرينك»
25 أبريل 2022
دارت معارك ضارية بين قوات التحالف السوداني والدعم السريع اليوم الاثنين داخل مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها بلدة كرينك القريبة من المدينة الأحد وأسفرت عن مقتل(153) شخصا بينهم أطفال ونساء وجرح (95) آخرين بحسب ما افاد مسؤول محلي (عاين) اليوم الاثنين.
وانتقلت المواجهات المسلحة إلى مدينة الجنينة مساء الأحد وصباح اليوم بعد إجلاء الرعاة جرحاهم الذين سقطوا اثناء هجومهم على بلدة كرينك الأحد إلى مستشفى الجنينة قبل أن تداهمهم قوة تتبع للتحالف السوداني الذي يقوده والي الولاية خميس أبكر- قوة موقعة على اتفاق سلام جوبا- داخل المستشفى الذي دارت بساحته معركة سقط على أثرها قائد القوة المهاجمة بقيادة اللواء إلياس مصطفى ومقتل ثلاثة من مرافقيه وجرح ثلاثة من قوات الدعم السريع التي اشتبكت معهم.
وأقر والي ولاية غرب دارفور، ورئيس قوات التحالف السوداني، خميس ابكر، في تصريح صحفي الاثنين، بمخالفة أحد قادة قوات التحالف السوداني تعليمات الحركة و قيامه بمهاجمة المستشفى قبل أن يلقي حتفه، وأكد خروج قوات التحالف من سيطرة القيادة وانحيازهم لطرف في القتال الاهلي بالولاية ومهاجمة مواقع عسكرية داخل المدينة.
فوضى امنية
ونقل شاهد من مدينة الجنينة، أن الوضع في مدينة الجنينة تحول الى فوضى أمنية عارمة بعد مقتل قائد في قوات التحالف السوداني، وتبادل الطرفان إطلاق الأسلحة الثقيلة.
وقال الشاهد لـ(عاين)، “الاوضاع الانسانية تتفاقم بصورة سيئة للغاية بعد نزوح آلاف المدنيين من الأحياء الطرفية الى وسط المدينة والاحتماء بالمؤسسات الحكومية بحثا عن الأمان”.
من جهة ثانية، قالت لجنة اطباء السودان المركزية، أنه ومنذ اندلاع أحداث مدينة كرينك المؤسفة – 80 كلم شرق مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام- خرجت المستشفيات عن تقديم الخدمة لعلاج المرضى بالمنطقة ومصابي وجرحى الأحداث، وكذلك المستشفيات الخاصة نتيجة لحالة الذعر وفقدان الأمن المصاحب للأحداث.
وقالت اللجنة في بيان اطلعت عليه (عاين)، “حتى الآن عدد الضحايا الذين تم حصرهم داخل الجنينة 10 ضحايا (4 منهم من مدينة كرينك و6 من مدينة الجنينة) تم تشريح عدد 6 من الضحايا و4 لم يتم تشريحهم بعد”.
واضاف بيان اللجنة “الضحايا والمصابين بالمدينة لا حصر لهم حتى الآن ولم نتحصل على تفاصيلهم بعد وهناك صعوبات بالغة تواجه الكوادر الطبية والجهات ذات المصلحة للقيام بدورهم”.
مقابر جماعية
وكشف المدير التنفيذي لمحلية كرينك التي شهدت الأحداث الدامية، ناصر الزين، لـ(عاين)، عن حصر (153) قتيلا بينهم (17) طفلا و(27) امرأة بجانب حريق سوق البلدة ومؤسسات خدمية وشرطية وبعض منازل المواطنين.
ووارى اهل المدينة جثامين القتلى صباح اليوم الاثنين في مقابر جماعية.
ووصف ناصر الزين، الاوضاع الامنية والانسانية في بلدة كرينك بـ”المأساوية للغاية” بعد اغلاق كل الطرق وقطعها أمام الحركة لأكثر من أربعة أيام على التوالي، قبل أن يطالب ناصر بضرورة تدخل حكومي وإنساني عاجل لتدارك آثار القتال في المنطقة
أوضاع خطيرة بدارفور
وبالمقابل لفت الباحث بدراسات السلام بجامعة “نيالا” محمد آدم علي، الى ما سماه بـ”خطورة تدخل الحركات المسلحة في الصراع الأهلي بدارفور واستمرار قوات الدعم السريع بوضعيتها الحالية”.
وقال محمد آدم لـ(عاين)، إن “حركات دارفور التي عادت للمدن بعد توقيع سلام أصبحت واحدة من أكبر المهددات الأمنية وتحولت الى قوات اهلية تمتلك أسلحة ثقيلة وتدافع عن مكوناتها القبلية وشكلت قوة على الأرض توجه أسلحتها ضد الأهالي من المكونات الاجتماعية الأخرى”.
وعزا محمد آدم، ذلك الى تأخر تنفيذ بند الترتيبات الامنية في اتفاق سلام جوبا والذي كان بإمكانه أن يحول هذه القوات الى قوات إيجابية لحماية والوطن بعد دمجها وتوزيعها في القوات المسلحة.
وفيما يتعلق بوضعية قوات الدعم السريع يرى محمد آدم، أن وضعها الحالي يزيد من تعقيد المشهد الأمني خاصة في ولايات دارفور، لجهة أن المواطن لا يعتبرها قوات عسكرية وطنية ذات عقيدة عسكرية بحسب تكوينها الاجتماعي وتشكيلاتها العسكرية ذات الطابع القبلي مما يجعلها موضع شكوك وسط المدنيين في دارفور خاصة بعد أشارت الاتهامات لها بالتورط في الصراع الأهلي سوءا كان بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق مشاركة أفرادها مع قبائلهم في كثير من المعارك التي شهدتها ولايات دارفور.
جلسة طارئة
وفي العاصمة الخرطوم، ترأس رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، اليوم جلسة طارئه لمجلس الأمن والدفاع أحداث غرب دارفور، بجانب جلسة لمجلس السيادة، وكان لافتا غياب نائبه وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وفقا لمقاطع فيديو الاجتماع التي بثها إعلام مجلس السيادة.
وأعرب المجلس عن أسفه البالغ للأرواح البريئة التي راحت ضحية القتال، وأوضح وزير الدفاع يس ابراهيم يس، في تصريح صحفي عقب الجلسة أن المجلس اتخذ عدة إجراءات شملت تعزيز التواجد الأمني بولاية غرب دارفور بدفع قوات للفصل بين الأطراف واحتواء الموقف وضرورة إستكمال الجهود والترتيبات الأمنية والاستمرار في إنفاذ نصوص إتفاق جوبا لسلام السودان.
وأضاف يس، ان المجلس كلف وفداً سيادياً للوقوف على الأحداث بولاية غرب دارفور وتهدئه الأوضاع وتكوين لجنة لمعالجة الأوضاع الإنسانية و تحسين وتطوير بيئة لعمل النيابات والمحاكم.