وصول صعب للعلاج بمستشفى بشائر جنوبي الخرطوم
5 فبراير 2024
عاود أطباء مستشفى بشائر العمل بعد إضراب استمر لستة أيام احتجاجا على إطلاق جنود يتبعون للدعم السريع الأعيرة النارية داخل محيط المستشفى الذي يعمل في المنطقة مع قليل من مثيلاتها في العاصمة الخرطوم.
وللمرة الثانية خلال أشهر الحرب أغلق مستشفى بشائر أبوابه بسبب إطلاق عناصر الدعم السريع داخل محيط المستشفى الذي يقع تحت إشراف وتمويل منظمة أطباء بلا حدود وعشرات المتطوعين من أعضاء الطوارئ في المنطقة.
ممرات معدومة
وإذا عثر المدنيون في منطقة جنوب الخرطوم على الخدمة في مستشفى بشائر الواقعة في تخوم حي مايو، فإن العثور على ممرات آمنة للذهاب إلى هناك يحتاج إلى إجراءات أمنية عديدة.
يقول نادر وهو أحد سكان منطقة جنوب الخرطوم، إن “مستشفى بشائر يقع ضمن منطقة ساخنة تشهد قتالا متواترا بين الحين والآخر بين الجيش والدعم السريع وغالبية الإصابات من المدنيين تصل إلى المستشفى حيث يتمكن الأطباء من إنقاذ حياة المئات من مصابي الاشتباكات“.
المستشفى الذي يقدم الخدمات لمئات المدنيين في المحلية الواقعة جنوب الخرطوم يعمل بالحد الأدنى، وينتظر الأطباء معينات العمل من المنظمات التي تتأخر بعض الأحيان بسبب القيود العسكرية في مناطق الجيش خاصة وأن المنظمات كما يقول “مهند الحسن” المتابع للقطاع الصحي في السودان لـ(عاين): “تعمل هذه المنظمات بالتنسيق مع الجيش؛ لأن الموانئ وطرق الإمداد تقع على ساحل البحر الأحمر المنطقة الواقعة تحت سيطرته“.
وكانت غرفة طوارئ جنوب الحزام أكدت مساء السبت عودة مستشفى بشائر جنوب العاصمة اعتبارا من الأحد، وقالت إن “قوات الدعم السريع تعهدت بضبط عناصرها وتوفير التأمين العسكري للمستشفى“.
ويقلل مهند، من تعهدات الدعم السريع بضبط تصرفات عناصرها إزاء التعامل مع المدنيين والمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات. وقال: إن “هذه القوات تنتشر بشكل واسع جنوب العاصمة؛ لأنها تقع بالكامل تحت سيطرتها لاستهدافها منطقة سلاح المدرعات في الشجرة لذلك عندما تشن الهجمات العسكرية، فإنها لا تتعامل بمعايير الحماية مع المدنيين“.
فيما يقول الطبيب حسام الأمين، إن “حرب السودان تفتقر للتعامل مع المعايير المدنية بما في ذلك المدنيين في مناطق القتال كان يمكن لطرفي الحرب أن يعملا على ضمان حماية المدنيين، لكن هذا لم ينفذ من كلا الطرفين بشكل تام“.
وأضاف: “الدعم السريع في بعض الأحيان تجبر الكوادر الطبية على علاج جنودها جراء الاشتباكات المسلحة وتعرض حياتهم للخطر، وحتى الجيش لا يطبق البروتوكولات المعروفة بالتعامل مع هذا الواقع بشكل مسؤول“.
انتزاع الأمل
مع نقص في الكهرباء التي يعوضها مولد كهربائي لبعض الوقت بمستشفى بشائر جنوب الخرطوم، يبذل الأطباء قصارى جهدهم لإنقاذ ضحايا الاشتباكات المسلحة في العاصمة الذين من بينهم أطفال يصدمون أحيانا برحيل ذويهم، وهذا ما حدث للطفل “أحمد” الذي استفاق من العناية المشددة بالمستشفى، وسأل عن والده، لكنه لم يجد الإجابة لدى الأطباء خوفا على وضعه النفسي.
ومع هذا الواقع المأساوي، لا تكف الحياة عن منح المزيد من الأمل إلى السودانيات اللائي يضعن المواليد على يد أطباء المستشفيات العاملة في مناطق الحرب.
القادم أسوأ
في عاصمة تشهد قتالا عنيفا وعدم تخصيص ممرات آمنة من قبل طرفي الحرب، فإن العثور على مركز غسيل الكلى قد يكون “أمرا شاقا” بالنسبة لآلاف المرضى الذين هم بحاجة إلى الاستصفاء الدموي وفقا لماهر الطبيب السابق في منظمة دولية.
يقول ماهر لـ(عاين) إن “البروتوكولات التي يجب أن تتبع في ظروف الحرب هو إبقاء جميع المستشفيات تعمل دون توقف، لكن هذا لم يحدث، لقد كان هذا الوضع ملاحظا قبل حدوثه حينما غادرت جميع البعثات الدبلوماسية العاصمة السودانية، لقد عرفوا مدى السوء الذي سيصل إليه السودان بسبب الحرب“.
ويعتقد ماهر، أن منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة لا تبذل جهوداً كافية لممارسة ضغوط على الطرفين المتحاربين في السودان. لذلك فإن الحرب إذا لم تتوقف “أتوقع توقف جميع المستشفيات العاملة في العاصمة الخرطوم”.