“غضب وإضراب”.. ماذا حدث بمستشفى بشائر جنوبي الخرطوم؟
عاين- 6نوفمبر 2023
عادت مستشفى بشائر جنوبي الخرطوم إلى العمل بتحفظ، بعد دخول أطبائها في إضراب مفتوح عن الخدمة مساء أمس الثلاثاء احتجاجاً على اعتداء أحد جنود قوات الدعم السريع على المدير الطبي للمشفى، وفق ما ذكره بيان صحفي صادر عن غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام.
وبحسب شاهدين من غرفة طوارئ جنوب الحزام تحدثا لـ(عاين)، فإن الحادثة فجرت موجة غضب واسعة وسط الأطقم الطبية؛ مما دفعهم لمغادرة المستشفى وإغلاق العيادات بما فيها قسم الطوارئ والإصابات، قبل أن يستأنفوا عملهم اليوم بعد تعهدات من قوات الدعم السريع بمحاسبة الفرد المعتدي وتعزيز الحراسات في المستشفى لحماية الأطباء والمتطوعين.
ويعتبر مستشفى “بشائر” أحد أهم وأكبر المستشفيات التي تعمل في منطقة جنوب الخرطوم، وتتعلق به آمال آلاف المواطنين لتلقي الخدمة الطبية، ويقع جغرافيا في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وتتولى غرفة طوارئ جنوب الخرطوم الإشراف الإداري علىه وتشغيله، وتساهم أطباء بلا حدود في الدعم.
وبدت الحاجة أكثر إلحاحاً في ظل تجدد أعمال القصف العشوائي على منطقة جنوب الحزام فهو الأقرب لاستقبال الجرحى من المدنيين في تلك المنطقة، ويوم أمس الثلاثاء قتل 7 أشخاص بينهم أطفال من أسرة واحدة نتيجة سقوط دانة على منزلهم في حي الإنقاذ مربع 4 جنوبي الخرطوم، وفق غرفة الطوارئ.
وكانت غرفة الطوارئ بجنوب الحزام، أعلنت دخول الكوادر الطبية بمستشفى بشاير يوم الثلاثاء في إضراب مفتوح عن الخدمة؛ بسبب تعدي فرد يتبع لقوات الدعم السريع بإطلاق النار على المدير الطبي للمستشفى وأحد عضوية غرف الطوارئ بالإضافة لتهديد الطاقم الطبي المرابط في المشفى.
إدانة واستنكار
وقالت الغرفة في بيان صحفي: “نحن ندين ونستنكر هذا التصرف الهمجي المرفوض، وندعم خيار الإضراب حفظاَ لحقوق الكوادر الطبية وكرامتهم، كما ندعو قوات الدعم السريع لضبط أفرادها والمنتسبين إليها واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية المتعارف عليها، حفاظا على المرفق العام الذي يخدم مواطني المنطقة في المقام الأول والأخير”.
ويروي شاهدان من غرفة الطوارئ فضلا عدم ذكر اسميهما أنه “في عصر الثلاثاء حضر أحد جنود قوات الدعم السريع إلى البوابة الرئيسية لمستشفى بشاير، وبدأ يصيح سائلا عن الغفير (الحرس) وساعتها كان مخموراً، وعندما جاءه الحفير انهال عليه بالضرب بيديه في وجهه مع توجيه شتائم وإساءة إلى الحضور من الشباب المتطوعين”.
ويضيف الشاهدان: “عندما تحدثنا معه وحاولنا إيقافه خرج من المستشفى، ولكنه عاد بعد دقائق قليلة يحمل سلاح كلاشنكوف، وضرب أعيرة نارية على الأرض بالقرب منا، الشيء الذي أدى إلى ترويع الحضور والأطقم الطبية في المستشفى، وشكل انتهاكاً صارخا قاد إلى الدخول في إضراب عن العمل”.
وبعد ذلك حضرت مجموعة من قوات الدعم السريع قالت إنها من لجنة مكافحة الظواهر السالبة، ووعدت بعدم تكرار الحادثة وتعزيز قوات الحراسة في مستشفى بشاير وإسناد هذه المهمة إلى جنود مدربين بشكل جيد، وفق الشهود.
انتهاك صارخ
ويقول عضو لجنة مقاومة جنوب الحزام، عمر هنري لـ(عاين): “كثرت الانتهاكات الصارخة بحق غرف الطوارئ من القوات العسكرية، رغم الجهود العظيمة التي يقومون بها والتضحية بأنفسهم لخدمة المواطنين وضحايا الحرب في المناطق المختلفة”.
ويضيف: “يجب أن يكافأ هؤلاء الأبطال على ما يقومون به، فهم عملوا المستحيلات من أجل استمرار الخدمة الطبية في مستشفى بشاير، فيجب أن يتوقف استهدافهم والتصرفات الرعناء بحقهم”.
ويشير محسن قرشي، وهو أحد الشباب الفاعلين في العمل الإنساني بجنوب الحزام، إلى أن توقف مستشفى بشاير عن العمل سيكون بمثابة كارثة بحق آلاف المواطنين الذين ما زالوا عالقين في مناطق جنوب الخرطوم، فليس لهم مشفى أو مركز غيرها لتلقي العلاج.
ويقول قرشي لـ(عاين): “شهدت منطقة جنوب الحزام هدوءاً كبيراً دام لأسابيع، ولكن خلال هذا الأسبوع عادت عمليات القصف العشوائي وبالأمس سقط 7 قتلى من أسرة واحدة في حي الإنقاذ، لذلك أصبحت الحاجة أكبر لأن يظل مستشفى بشاير مستمراً في تقديم الخدمات الطبية”.