السودانيون يتظاهرون مجدداً رفضاً للإنقلاب وعصابات تهاجم المحتجين
6 ديسمبر 2021
عاد آلاف السودانيين اليوم الاثنين إلى الشوارع لمواصلة احتجاجهم السلمي ضد استيلاء الجيش السوداني على السلطة الانتقالية في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وما تلاه من اتفاق سياسي مع رئيس الوزراء قضى بعودته لمنصبه.
وواجهت قوات الشرطة السودانية المئات بعبوات الغاز المسيل للدموع ومنعتهم من الاقتراب من محيط القصر الرئاسي واقامت حواجز على بعد أمتار من القصر وسط الخرطوم.
ورصد (عاين) مطاردات عنيفة من قبل الشرطة للمتظاهرين وسط الخرطوم استمرت حتى دخول المساء. وتوزع المحتجون في الشوارع الجانبية لمنطقة السوق العربي، وشيدوا المتاريس على الطرقات الرئيسية. وكانت مواكب جماهيرية انطلقت من أحياء الديم والخرطوم 3 وجبرة بإتجاه القصر الجمهوري وسط الخرطوم.
وجنوبي العاصمة الخرطوم شهدت العديد من الساحات العامة تجمعات كبيرة في مناطق الازهري ومحطة سبعة بمنطقة امتداد الدرجة الثالثة استجابة للدعوات التي أطلقتها تنسيقيات لجان المقاومة للتظاهر اليوم بأشكال مختلفة واجراء العديد منها مخاطبات جماهيرية.
هجوم مسلح على المعتصمين
من جهتها، نفذت تنسيقية الخرطوم شرق اعتصام اليوم الواحد في ميدان الشهيد عباس فرح بحي المعمورة على شارع الستين، ورغم تعرض الموكب الاول في شارع الستين الى هجوم من عصابة مسلحة بالاسلحة البيضاء إلا ان المتظاهرين استعادوا تجميع الموكب وَوصلوا الى الاعتصام الذي طالب متحدثيه بالسلطة المدنية الكاملة.
وكانت عصابة مسلحة هاجمت موكب شارع الستين شرق العاصمة السودانية مع بداية تجمع المتظاهرين وأصيب متظاهر في قدمه ونقل الى المستشفى. وتمكن المتظاهرون من القبض على 30 من عناصر العصابة التي كانت تحمل السكاكين والسواطير وجرى تسليمهم الى مركز الشرطة شرق العاصمة السودانية.
وذكر احد المتظاهرين في تصريح لـ(عاين)، ان حافلة كبيرة تتبع لهيئة مواصلات الخرطوم الحكومية أقلت العصابة الى شارع الستين وبدأوا على الفور هجوما عشوائيا وتوعدوا الثوار بالذبح إن لم يعودوا الى منازلهم.
وقال المتظاهر، أن الثوار أصروا على تسليم المجموعة المعتدية لمركز الشرطة في شارع الستين بضاحية الرياض. وأشار إلى انهم حصلوا على معلومات أن مسؤولي الشرطة في مخفر الشرطة لم يتعاملوا بمسؤولية مع العصابة وتم ابقائهم دون تحريات او ايداع الحراسة. واضاف “لا نثق في الشرطة لانها ليست محايدة او تحمي المواطنين.. يبدو انها تنوي الإفراج عنهم ليلا “.
ولاحق بعض المتظاهرين بالسيارات الحافلة التي أقلت العصابة حتى عبورها جسر سوبا شرق العاصمة السودانية. وقال احد منظمي اعتصام اليوم الواحد بميدان الشهيد عباس فرح، كان حري بالشرطة أن تلاحق الحافلة إذا كانت في خدمة المواطن وحمايته لكن هذا مستحيل لأن الشرطة تقف الى جانب المكون العسكري ولم يعد جهازا مدنيا ينفذ القانون.
أما في اعتصام ميدان الشهيد عباس فرح ردد المعتصمون هتافات تطالب بالسلطة المدنية وعودة العسكر إلى الثكنات. وقالت رزان عبد الله 25 عاما أن الانقلاب العسكري الذي نفذه قادة الجيش جعلنا ننتبه لانقاذ الثورة المجيدة حاليا شعارنا لا مساومة لا شراكة لا تفاوض
وقالت عبد الله، انها جاءت الى الاعتصام حتى يكون الشارع في حيويته لاننا نرفض الشراكة مع العسكريين. بينما قالت سلافة عثمان بلول من منصة الاعتصام ان الثورة بعد ثلاثة سنوات لم تحققها شعارها حرية وسلام وعدالة موضحة أنها والدها الضابط في الجيش السوداني والذي أعدم في 1990 لا يعرفون أين دفن ولم يحاسب القتلة المعروفين من رموز النظام البائد.
واشارت بلول إلى أن العدالة ركن أساس لتحقيق أهداف الثورة ولا يمكن القفز عليها مهما كانت المبررات. من جهته اكد متحدث باسم تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم شرق، أن الانقلاب العسكري سيسقط قريبا. موضحا أن المتظاهرين لن يتراجعوا َ. وقال ان الاسابيع القادمة ستشهد توسيع نطاق الاحتجاجات الشعبية حتى يعود العسكريين الى “ثكناتهم”. وقدم منظموا الاعتصام فاصلا حول الانتهاكات التي ترتكبها القوات العسكرية بحق المتظاهرين السلميين وتعدد القوات التي تقمع المتظاهرين.
حشود في بحري
وفي مدينة الخرطوم بحرى احتشد الآلاف في تقاطع المؤسسة بحري، ومثل هذا التجمع نقطة التقاء للمواكب الضخمة من مدن الخرطوم بحري، وشرق النيل وأم درمان. ونصب المحتجون في المنطقة منصة خاطب عبرها أعضاء لجان المقاومة المحتشدين، وجدد المتحدثين بحسب ما رصدت (عاين) تمسكهم بإسقاط حكومة الانقلاب العسكري والعمل على تحقيق دولة مدنية كاملة في البلاد.
وأعلنت لجان أحياء بحري و لجان مقاومة ولاية الخرطوم أنها بصدد صياغة إعلان سياسي يحمل مطالب الشارع، سيصل إلى الجميع عبر الوسائط والقنوات الخاصة بالعمل المقاوم.