نازحو بابنوسة يواجهون الجوع مع توسع هجمات الدعم السريع بكردفان

عاين – 15 يونيو 2024

يواجه أكثر من 64 ألف شخص نزحوا بسبب القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، شبح الجوع، فهم بلا طعام في الوقت الحاضر نتيجة توقف متطوعين عن تقديم الوجبات؛ بسبب نفاد المبالغ المستقطبة من الخيريين، ولم يتمكنوا من الحصول على دعم إضافي.

في حين توسع قوات الدعم السريع نطاق الحرب في ولاية غرب كردفان، باستهداف المدن والقرى الآمنة والتي ليس بها أي وجود عسكري للجيش ومناصريه، مما خلف مزيد من النازحين في المنطقة.

وهاجم مسلحو قوات الدعم السريع أمس الجمعة، منطقة أبو قلب الواقعة شمال شرق محلية أبوزبد، وقتلوا 6 من شباب البلدة عن طريق إطلاق الرصاص مباشرة عليهم، بسبب رفضهم تسليم ممتلكاتهم للقوة المعتدية، كما نهب المهاجمون سيارات ووسائل نقل وأجهزة إنترنت فضائي من مواطني المنطقة تحت تهديد السلاح.

ويستمر القتال في مدينة بابنوسة الاستراتيجية منذ يناير الماضي، إذ تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة عليها، بينما يستميت الجيش في الدفاع عنها، واضطر سكان المدينة إلى مغادرتها بشكل جماعي، وهم يقيمون كل هذه الفترة تحت ظروف إنسانية سيئة، حيث يأوي الكثير منهم إلى ظلال الأشجار، ويتوقف معاشهم على مجهودات غرفة طوارئ بابنوسة الطوعية.

توقف قسري

لكن في الثامن من يونيو الجاري، أعلنت غرفة طوارئ بابنوسة أنها مضطرة لوقف عمل “التُكل” وهو المطبخ المجاني، وذلك بسبب نفاد الميزانية التي أصبحت صفراً، ومع ذلك مواصلة الجهود طالما هدفها تخفيف المعاناة عن كاهل المواطن الذي أجبر على النزوح جراء الحرب التي فرضت عليه”.

وقال عضو غرفة طوارئ بابنوسة مهاد جامع في حديثه لـ(عاين) إن “عمل المطبخ الخاص بنازحي بابنوسة كان بدعم من المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين، وانتهت المنحة المالية، وليس بمقدورنا مواصلة عمل -التكل”.

نزوح سكان من مدينة بابنوسة في غرب كردفان- الصورة ارشيفية: غرفة طوارئ بابنوسة

ويكشف عن تراجع كبير في الوضع الإنساني لنازحي بابنوسة بعد توقف فعاليات المطبخ، وأصبح سيء للغاية، فالنازحون كلهم بدور الإيواء فقدوا مصادر رزقهم، فبالتالي ليس أمامهم من سبل للحصول على الغذاء، كما توجد صعوبات في الوصول إلى مياه الشرب، فهناك نازحون في قرى وأرياف بابنوسة لا يوجد بها مصدر مياه، ويضطرون لقطع مسافة 3 – 4 ساعات ذهاباً ومثلها إيابا لجلب مياه الشرب.

ويضيف: “الأطفال دون سن الخمسة شهور، وبسبب نقص الغذاء والحالات النفسية السيئة للمرضعات يجدون صعوبة في الحصول على الحليب، حيث يبلغ سعر العلبة الواحدة 20 ألف جنيه، ولا تكفي سوى أسبوع واحد”.

وفي شهر مارس الماضي كشفت غرفة طوارئ بابنوسة، عن وفاة أكثر من 60 طفلاً حديثي الولاة دون سن الخمسة أشهر وسط نازحي مدينة بابنوسة، وكانت الأسباب الراجحة لتلك الوفيات هي نزلات البرد والحميات ووباء الملاريا، إلى جانب نقص الغذاء للمرضعات وتدهور حالتهن النفسية”.

توسيع الحرب

ومع توسع النزاع المسلح تتزايد موجة النزوح في ولاية غرب كردفان نحو المناطق الآمنة نسبياً، في حين لا توجد أي تدخلات إنسانية لإيوائهم وإطعامهم، سوى مجهودات من المجتمعات المحلية المضيفة، والتي بدورها تعاني أضاع معيشية سيئة.

وقال شهود لـ(عاين) إن قوات الدعم السريع روعت المواطنين في منطقة أبو قلب، ومارست أعمال نهب على الممتلكات الخاصة، وقتلت 6 أشخاص وجرح آخرين، مما اضطر معظم سكان البلدة إلى مغادرتها، وإلى الفيافي والاحتماء بالأشجار والقرى المجاورة هم يعيشون حالياً تحت ظروف إنسانية قاسية.

الصورة: غرفة طوارئ بابنوسة

وبحسب الشهود، فإن قوة الدعم السريع انسحبت من منطقة أبو قلب بعد هجومها الواسع على المواطنين، ونهب نحو 6 سيارات لمدنيين، وأجهزة إنترنت فضائي، ومركبات نقل “تكتوك”.

وكانت قوة من الدعم السريع هاجمت منطقة طيبة غرب محلية أبوزبد في ولاية غرب كردفان، وقتلت 4 مواطنين على الأقل وحرق السوق الرئيسي بالبلدة، وعدد من الأحياء السكنية، وهو توسع نطاق الصراع من جانب الدعم السريع، نتج عنه مزيد من النازحين، كما لا يوجد أي وجود للجيش بتلك المناطق، وأن الهجمات كلها كانت بدافع النهب.

ويتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة على إقليم كردفان، حيث يحتفظ الجيش بمدن الفولة، النهود، بابنوسة، في غرب كردفان، والأبيض في ولاية شمال كردفان، إلى جانب كادوقلي والدلنج في ولاية جنوب كردفان. فيما يسيطر الدعم السريع على الجزء الجنوبي والغربي من ولاية غرب كردفان مثل المجلد وغبيش وابوزبد، إلى جانب هبيلا والدبيبات في ولاية جنوب كردفان، وجزء من ولاية شمال كردفان.