ممر آمن.. معرض تشكيلي بمدينة بورتسودان
عاين- 14 مارس 2024
منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي، يعمل فنانون تشكيليون يعملون في صمت على عكس صورة إيجابية في واقع الحرب المستمرة بالبلاد. ومن بين عشرات المبادرات والمعارض أقام تشكيلون معرض “ممر آمن” بمدينة بورتسودان.
ويقول الفنان التشكيلي فيصل تاج السر، أن معرض “ممر آمن” أقيم في مبنى عمارة باعبود بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وإنه معرض جماعي يضم مجموعة من التشكيليين،
ويشير تاج السر، إلى أنه وخلال الظروف التي تعيشها البلاد، أصبح الكل يبحثون عن ممرات توصله إلى مكان يشعر فيه بالأمان، وأوضح أنهم يعرضون أعمالهم في الممر المزدحم في عمارة باعبود ما جذب انتباه المارة، وأشار إلى حركة التشكيل النشطة في مدينة بورتسودان حيث أقيمت مؤخرا أقيمت معارض جماعية، و4 معارض فردية.
يساعد الممر الفنانين المحليين الشباب، وهناك فنانة عمرها 17 سنة، عرضت عملها الأول في الممر الذي يتبنى ويشجع الفنانين المبتدئين، وكذلك، إتاحة الفرص لهم، وهناك رسائل واضحة يجب أن تصل إلى كل من يهمهم الأمر.
ترى الفنانة الشابة حنين، إن الحرب صعبة للغاية، لكنها فتحت آفاقاً جديدة، أكدت أنها تعرفت على معرض ’’ ممر آمن‘‘ عن طريق صديقتها، لم تكن تتوقع يكون مثل هذا الحدث الفني الكبير في مدينة بورتسودان، وأهم شيء الرسالة والفكرة التي يحملها المعرض للجمهور.
بعد الحرب والنزوح لا توجد صالات عرض متاحة تعرض فيها الأعمال الفنية بشكل متواصل، بعدها جاءت فكرة الممر الآمن، يعمل المعرض على رفع وعي الناس بأهمية الفن التشكيلي، ونشر الموسيقى أيضا، والأعمال التشكيلية للتشكيليين.
الفنان التشكيلي، نصرالدين الدومة المقيم في العاصمة الأوغندية كمبالا، يقول، إنه يكرس مجهوده للعمل من داخل حقل الثقافة السودانية، وقام بدارسة عميقة للفولكلور السوداني التي تتعمق في الموروث الثقافي التي يوثق احتياجات الناس الحقيقية، والدومة لجأ إلى دولة أوغندا، ويحاول إعادة إنتاج الأعمال التي دمرتها الحرب.
تتمحور أعمال الدومة حول القواسم المشتركة بين فئات الشعب السوداني، ثم التعريف بالسودان من خلال أعمال جديدة، تحمل مضامين السلام والأمن والتعايش السلمي، ويعد الدومة الشعب بأعمال لها نظرة جديدة، تهدف لعكس صورة السودان الحقيقي، بعيدا عن الحروب والنزاعات، والمجاعات والأشياء الأخرى.
بينما ترى الفنانة التشكيلية فدوى سيد أحمد، أن الرسم يعتبر وسيلة ناجعة تساهم في علاج النفس، ويؤدي دورا في إزالة كل التداعيات والصدمات النفسية.
وقال مدير معرض اتجاهات للفن التشكيلي، “بخلال جاليري‘‘ بمدينة بورتسودان، محمد معتصم، أن النزوح وتدفق الفنانين في الولايات شكل إضافة نوعية للمعرض ليمثل مقراً لمن نزحوا من التشكيليين، ويهدف المعرض إلى إثبات أن الفنان قادر على أن ينتج ويستغل عمله ورسالته لصالح الناس والمسؤولية المجتمعية، وكذلك يوثق الحدث الراتب لعكس آثار النزوح بمختلف الفنون اللوحات، والأعمال اليدوية.