الدعم السريع تعتقل العشرات على خلفية قصف الجيش مواقعها بدارفور

عاين- 12 سبتمبر 2024

بالتزامن مع الضربات الجوية التي شنها طيران الجيش على مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور، نفذت الأخيرة حملة اعتقالات واسعة في المنطقة ضد المدنيين بتهم تزويد الطيران بإحداثيات مواقع تجمعات القوات.

ونقلت مصادر  مطلعة لـ(عاين): أن استخبارات الدعم السريع اعتقلت عشرات المواطنين بتهم تتعلق بالتعاون والتنسيق مع الجيش وتزويده بإحداثيات مواقع تجمعات عناصرها، وشملت الاعتقالات مدن نيالا، الضعين، زالنجي ومليط.

وأفاد محمد أزرق، وهو أحد الذين اُعْتُقِلُوا الأسبوع الماضي أن قوة تتبع لاستخبارات الدعم السريع اقتادته من شارع الجنقو في نيالا شمال، إلى مقر قوات الدعم السريع بحي “المطار” في مدينة نيالا، واحتجزوه لأكثر من (72) ساعة قبل أن يطلقوا سراحه.

وقال أزرق في حديثه لـ(عاين): أنه “اضطر لمغادرة المدينة بعد يوم واحد من إخلاء سبيله” لجهة أن إطلاق سراحه تم بعد كتابة تعهد بعدم مغادرة المدينة، مشيراً إلى أنهم هددوه حال اتهامه مجدداً سيتحمل مسؤوليته الكاملة.

وكشف أزرق أنه في أثناء وجوده بالمعتقل التقى نحو (18) من أمثاله جرى اعتقالهم خلال فترة الغارات الجوية، ويواجه معظمهم تهم نفسها الانتماء إلى وحدات الجيش السوداني.

الخميس الماضي، اعتقلت قوة مسلحة ترتدي زي قوات الدعم السريع، “إسماعيل يعقوب عامر”، من متجره بسوق موقف الجنينة شمال غرب مدينة نيالا بواسطة قوة مسلحة. وقال أحد تجار لـ(عاين) إن “زميلهم إسماعيل جرى اعتقاله من أمام متجره بواسطة قوة مكونة من (18) شخصاً مسلحين، واقتادوه لجهة غير معلومة”، مشيراً إلى أن تجار السوق طالبوا قوات الدعم السريع بالكشف عن مكان اعتقاله والسماح لأسرته التواصل معه.

وشهدت مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، عملية اعتقال مماثلة طالت (8) مواطنين في أعقاب سلسلة غارات جوية استهدفت وسط المدينة من بينها مستشفى الضعين التعليمي، وتسببت في مقتل (16) مدنياً بحسب غرفة طوارئ المدينة.

وفي مدينة “مليط” بولاية شمال دارفور، التي تعرضت لغارات جوية مكثفة خلال الثلاثة أسابيع الماضية، شنت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات وصفت بالأعنف طالت تجار ومواطنين، وأخضعتهم إلى استجواب وتحقيق.

ردة فعل قوات الدعم السريع تجاه الغارات الجوية على مناطق سيطرتها انعكست في حملة اعتقالات وحجز تعسفي للمدنيين غير مبرر بتهم إرشاد الطيران الحربي

حقوقي

وكشف مسؤول أهلي في المدينة- فضل عدم ذكر اسمه- لـ(عاين)، عن اعتقال (9) مدنيين خلال الأسابيع الماضية، وفشلت المساعي المحلية لإطلاق سراحهم.

وتخضع مدينة مليط التي تبعد نحو (60) شمال مدينة الفاشر  عاصمة ولاية شمال دارفور لسيطرة قوات الدعم السريع بعد مواجهات مسلحة مع القوات المشتركة من الحركات المسلحة.

ونوه المسؤول الأهلي، إلى أنه لأكثر من شهرين احتجزت قوات الدعم السريع القيادي الأهلي محي الدين أحمد، رئيس اللجنة العليا للطوارئ بمحلية مليط بجانب أربعة آخرين من أهالي المنطقة بتهمة انتمائهم إلى الحركات المسلحة قبل أن يطلق سراحه أمس.

وأشار عضو تجمع المحاميين الديمقراطيين في ولاية جنوب دارفور، أحمد حسين محمد، إلى أن ردة فعل قوات الدعم السريع تجاه الغارات الجوية على مناطق سيطرتها انعكست في حملة اعتقالات وحجز تعسفي للمدنيين غير مبرر بتهم إرشاد الطيران الحربي.

وقال الحقوقي أحمد في حديث لـ(عاين): إن “منظمات حقوقية تحصلت على معلومات موثقة تؤكد أن قوات الدعم السريع نفذت حملة اعتقالات واسعة خلال الفترة ما بين العشرين من أغسطس وحتى الخامس من سبتمبر الجاري”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *