الجيش السوداني يعيد انتشاره بمنطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا
عاين –30مارس 2020
أعاد الجيش السوداني، انتشاره بعد غياب استمر لنحو 25 عاماُ في منطقة “الفشقة الصغرى” الحدودية مع دولة اثيوبيا والمتنازع عليها بين البلدين والتي تشهد توترات من وقت لآخر جراء نشاط عصابات “الشفتا” الإثيوبية في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد ركن عامر محمد الحسن، إن نشر القوات الذي تم مؤخراً في المنطقة يعود لحفظ الأمن ويقع ايضاً ضمن الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة السودان فى مجابهة جائحة فايروس كورونا المستجد. واضاف الحسن، في تصريح خاص لـ(عاين)، إن “نشر القوات أيضا لتأمين المنطقة من النزاعات التي تحدث بين المزارعين عند بداية التحضير للموسم الزارعي”.
والخميس، الماضي اندلعت مواجهات مسلحة بين عصابات الشفتا الإثيوبية ومسلحين سودانيين بمنطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا. وتعود خلفية الاشتباكات لإختطاف عصابات “الشفتا” ثلاثة من الرعاة السودانيين تم احتجازهم في مكان مجهول بالقرب من منطقة ” تايا” التابعة لمحلية “باسندا” بولاية القضارف.
وطلب المختطفون من اهالي الضحايا دفع فدية قدرها ستة مليار جنيه سوداني مقابل إطلاق سراح المحتجزين، الامر الذي دفع ذوي الرعاة المخطوفين للاحتشاد في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس و تمشيط المنطقة والسيطرة على الطرق داخل الاراضي الواقعة تحت السيطرة الاثيوبية واستعادة المخطوفين.
وقال عضو لجنة أراضي الفشقة بتجمع الاجسام المطلبية، الرشيد عبد القادر لـ(عاين)، ان قوة من الجيش السوداني انتشرت في خطوة تاريخية بالمنطقة منذ ليل السبت الماضي، وتمركزت القوات في معسكرات معكر تايا، والقلابات، واللقدي، ومعسكر آخر يقع في منطقة الحدود القديمة لنطقة الفشقة الصغرى. وأشار الرشيد، إلى ان الخطوة وجدت ترحيبا من السكان المحليين لجهة ان الجيش السوداني ومنذ العام 96 لم يعبر نهر عطبرة باتجاه حدود السودان لما بعد النهر.
وتاريخياً، تشن عصابات “الشفتا” هجمات متكررة على الشريط الحدودي بمنطقة الفشقة المُتنازع عليها بين الخرطوم وأديس أبابا، ويعود إحتلال إثيوبيا للفشقة ووفقاً لمصادر سودانية للعام 1957 بتسلل مزارعين إثيوبيين للعمل بطريقة بدائية، وعادوا في العام التالي بصحبة آليات زراعية حديثة، وحينها إعتراض الأهالي ما دفع مسؤولي البلدين لعقد إجتماع إعترف خلاله الإثيوبيين بوجودهم داخل الأراضي السودانية، وبحلول العام 1962 بلغت مساحة التي زرعوها (300) فداناً.
وبدأت المرحلة الثانية للوجود الإثيوبي بالفشقة في العام 1992 حينما دخل أحد المزارعين الإثيوبيين ذوي الإمكانيات الكبرى بآليات ضخمة وتوغل في عمق أراض السودان تحت حماية قوات إثيوبية، وقد تمكن في العام التالي من طرد المزارعين السودانيين والإستيلاء على مزيد من الأراضي، وصلت مساحتها إلى (44) كيلومتراً مربعاً، وفي العام 2013 توصلت لجان ترسيم الحدود المُشتركة بين البلدين إلى اتفاق قضى بإعادة أراضي الفشقة للسودان لكنه لم يُنفذ.
وكان تجمع الاجسام المطلبية في السودان- تجمع مدني مطلبي- شكا الاسبوع الفائت من تزايد نشاط عصابات “الشفتا” الإثيوبية على الشريط الحدودي مع البلاد لا سيما منطقة “الفشقة” ومهاجمة القرى داخل الأراضي السودانية وإجبار سكانها على مغادرتها وسط صمت الحكومة السودانية.
وقال التجمع في بيان اطلعت عليه (عاين) الخميس الفائت، ان لجوء المواطنين للحشد او ما يعرف شعبيا في السودان بـ الفزع، خيارا واحد أمام المواطنين السودانيين الذين لم يجدوا أي تجاوب مع الشكاوى المتكررة . وحذر التجمع من هجمات انتقامية للعصابات الاثيوبية، وقال ” الحادثة الأخيرة والاشتباكات المسلحة تفتح الباب اما توقعات بعمليات وهجمات انتقامية متوقعة، وقد تتسع دائرة الاشتباكات بحيث يصعب السيطرة عليها” .