أهالي إقليم مجاور لـ”اثيوبيا” يحتجون على سير مفاوضات سد النهضة
عاين – 25 فبراير2020م
احتج العشرات من نشطاء ولاية النيل الازرق جنوبي السودان، والحدودية مع دولة اثيوبيا، على المفاوضات الجارية بين دول السودان ومصر واثيوبيا حول سد النهضة، ونفذ المحتجين وقفتين احتجاجيتين امام مجلس الوزراء، والقصر الرئاسي وسط العاصمة.
وسلم المحتجين من ابناء الولاية المتوقع تاثرها سلبيا مع بداية تشغيل سد النهضة الاثيوبي، مذكرتين لمجلسي السيادة والوزراء، قبل ان يطالبوا بتعويضات عادلة لأهل الإقليم الواقع بين سدي الروصيرص والنهضة الاثيوبي وما يسببه ذلك من آثار بيئية مدمرة.
وشملت المذكرة التي اطلعت عليها (عاين)، على سبعة مطالب ابرزها تجميد المفاوضات الحالية لحين انعقاد مؤتمر للإقليم و رفع توصياته حول قضية سد النهضة، وعزل وزير الري الحالي و لجنته الفنية، والكشف عن بنود المفاوضات منذ بدايتها و تمليك الحقائق لأبناء الإقليم و الشعب السوداني كاملة، بجانب التأكيد على ضرورة مشاركة أهل الاقليم ضمن وفد الحكومة المفاوض، وتضمين التعويضات العادلة لما يسببه السد من آثار بيئية مدمرة.
وشددت المذكرة على التأكيد على حق اهل الإقليم و الدولة السودانية فى عملية إدارة السد، وإجراء دراسة علمية للآثار البيئية والاجتماعية للسد على كل المنطقة وإجراء اللازم لتحميل إثيوبيا والعالم تكاليف تفادي الآثار الجانبية لها.واعتبرت المذكرة أن اقليم النيل الازرق ظل منذ الإستقلال يتعرض للعديد من المظالم و التي تسببت في نشوب النزاع المسلح منذ أكثر من ثلاثون عاما وهو ما أفرز واقعا إنسانيا مؤلما من حالات النزوح و اللجوء و ادى الى فقدان الكثير من الخدمات الأساسية و قبل ذلك كله فقدان الأرواح فضلا عن المشاريع الزراعية تم سلبها من قبل النظام البائد وأحالت أهل الإقليم الى مجرد عاملين بالأجر الزهيد .
وقال المشارك في الاحتجاج، عبد العاطي محمد الفكي، ان الإقليم بعد إقامة خزان الرصيرص تحمل الآثار البيئية من هذا المشروع دون ان ينال اي تعويض لتأتي حكومة المؤتمر الوطني بتعلية السد الذي تسبب في كارثة بيئية وتهجير الكثير من القرى و فقدانهم الكثير من موروثاتهم التاريخية و الأثرية. ولفت الفكي، إلى النظام السابق عمد الى خداع المتأثرين ببناء مدن سكنية نموذجية، قبل أن يلقي بهم فى تجمعات سكنية دون خدمات. وقال عبد العاطي لـ(عاين)، ” الإقليم موعود بمستقبل يحمل المرض و النزوح بفعل الآثار البيئية أو الفناء بسبب الغرق حال انهيار السد الذي أقيم على ارضي بركانية”
وكان وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، اقر في مؤتمر صحفي أمس بجملة سلبيات محتملة على السودان من السد الاثيوبي أبرزها تقليص مساحة الري الفيضي”الجروف”بمقدار النصف، واكد أن حصة السودان من المياه لن تتأثر ابدا بعد تشغيل السد. فيما أكد الخبير القانوني السابق بوزارة الري احمد المفتي، وهو أبرز معارضي قيام السد، بأن سد النهضة لم يشيد لتوليد الكهرباء، بل لاعادة توزيع الحصص المائية على حساب السودان ومصر.