“السريحة”.. مجزرة جديدة للدعم السريع بالجزيرة
عاين- 26 أكتوبر 2024
وسعت قوات الدعم السريع من عملياتها العسكرية بولاية الجزيرة، وارتكبت مجزرة أخرى الجمعة في قرية “السريحة” بعد مقتل 124 مدنيا وإصابة نحو 200 آخرين واعتقال 150 شخصا وسط انتهاكات واسعة ضد المواطنين وعمليات نهب واسعة طالت الأسواق ومنازل السكان.
ونقل عدد من أبناء المنطقة موجودون خارج السودان لـ(عاين): “أن أهل قريتهم استفاقوا صباح الجمعة على وقع هجوم كاسح لقوات الدعم السريع على القرية استخدم فيه المهاجمون أنواعاً مختلفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة ما أوقع 124 قتيلا وعدد من الجرحى إصاباتهم خطيرة في ظل نقص حاد للعلاج”.
وسيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة لاسيما عاصمتها ود مدني في ديسمبر من العام 2023 في أعقاب انسحاب الجيش من المنطقة، ومارست القوات انتهاكات واسعة بحق المدنيين ونهب للمتلكات والسيارات والأعيان المدنية قبل أن تنتقل إلى القرى المكتظة بالسكان والمحيطة بالمدينة.
وفي يوليو الفائت ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة مماثلة بحق مواطني بلدة ود النورة في ولاية الجزيرة، بعد مهاجمتها القرية ومقتل ما لا يقل عن 100 شخص.
واستعمت (عاين) لتسجيلات صوتية لأهالي السريحة، وهم يستنجدون بالقرى الأخرى، ويطلبون منهم إرسال الدواء والعلاج.
اعتقالات
وقال مؤتمر الجزيرة وهو تنظيم مدني، أن “قوات الدعم السريع اقتادت أكثر من 150 من مواطني القرية إلى معتقلات في منطقة كاب الجداد القريبة من السريحة”.
ونقل المؤتمر في تعميم صحفي اطلعت عليه (عاين) اليوم السبت، عن مواطنين من بلدة السريحة، تأكيدهم بأن المنطقة شهدت واحدة من أخطر المجازر والانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب التي نفذتها مليشيات الدعم السريع، والتي شملت القتل الجماعي والتهجير والاعتقال وانتهاك حرمات النساء وكبار السن. كما تم نهب القرية وتخريب الممتلكات”.
قوات الدعم السريع ونصبت أسلحتها ومدافعها أعلى المباني، وبدأت في إطلاق النار صوب المواطنين العزل
مؤتمر الجزيرة
وتابع التعميم: “قوات الدعم السريع ونصبت أسلحتها ومدافعها أعلى المباني، وبدأت في إطلاق النار صوب المواطنين العزل”.
ومنذ أيام تهاجم قوات الدعم السريع عديد القرى والمدن في ولاية الجزيرة من بينها مدن تمبول ورفاعة والقرى المجاورة لها في شرق الجزيرة، بجانب مهاجمتها قرى في غرب الجزيرة من بينها قرية أزرق وسليم.
وفي شرق الجزيرة شهدت مدينة تمبول ورفاعة والقرى التي تقع حولهما هجوم لقوات الدعم السريع تسبب في مقتل العشرات من المواطنين ونزوح أعداد كبيرة من قرى صفيتة النواب وصفيتة والعربية والصقيعة ود رحوم وبانت والعوايدة والهبيكة النقر والهبيكة عكود والعريباب والشرفة نزحوا إلى مدينتي حلفا الجديدة والقضارف مشيا على الأقدام، بينما نزح جزء من مواطني تمبول إلى منطقتي حداف وود الفضل.
وتأتي هجمات الدعم السريع على القرى، والتي وصفت بـ(الانتقامية) على خلفية انشقاق القائد العسكري أبوعاقلة كيكل من الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش.
وحصدت هذه الهجمات إدانات محلية ودولية واسعة، وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، يوم الجمعة، نتابع آخر الهجمات المروعة التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين بولاية الجزيرة. وأضاف بيرييلو عبر حسابه على منصة إكس، أن “عمليات القتل والعنف الجنسي التي ترتكبها هذه القوات مروعة”.
عمليات القتل والعنف الجنسي التي ترتكبها قوات الدعم السريع مروعة
المبعوث الامريكي للسودان
وأردف أن “الدعم السريع والجيش السوداني يفشلان باستمرار في الوفاء بالتزاماتهما فيما يتعلق بحماية المدنيين، وسنواصل العمل ضد المسؤولين عن هذه الانتهاكات
عنف جنسي
وكانت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان، قالت في بيان الجمعة، أن “التقارير الأولية تشير إلى استخدام قوات الدعم السريع العنفَ الجنسي والاغتصاب ضمن تكتيكاتها الحربية خلال النزاع، بهدف إهانة الرجال وإضعاف المجتمعات وهدم أسسها وإذلالها وإجبارها على إخلاء المنازل وتهجيرها قسريًا، وعبرت عن قلقها البالغ إزاء ارتفاع حدة الانتهاكات بحق المدنيين في ولاية الجزيرة، لا سيما المرتبطة بالعنف الجنسي ضد النساء والفتيات.
وقالت الوحدة- حكومية- إنه “ورَدَت إليها مؤخرًا تقارير غير مؤكدة عن حالات عنف جنسي ضد نساء وفتيات على يد عناصر من الدعم السريع في بعض القرى، عقب تصاعد وتيرة الانتهاكات ضد المدنيين في شرق الجزيرة، فضلًا عن حالات عنف جنسي ضد مقدمات الخدمة الصحية في أحد المرافق على الأقل.