(البرهان) يبحث عن تفاهمات جديدة من “نيروبي وأديس أبابا”
عاين- 16 نوفمبر 2023
لم تكن زيارة قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة الكينية نيروبي وأديس أبابا يومي الاثنين والأربعاء سوى عملية جديدة للبحث عن إيقاف الحرب في السودان- وفقا لمصادر دبلوماسية.
وتقول مصادر دبلوماسية لـ(عاين)، إن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك لعب دورا في ترتيب زيارة البرهان إلى نيروبي وأديس أبابا وقلب العلاقة من مرحلة التوترات إلى مرحلة جديدة يتطلع فيها السودانيون إلى سلام حقيقي على الأرض.
واندلعت الحرب بين الجيش والدعم السريع “قوات شبه حكومية” والتي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” وحليف البشير سابقا ويقترب القتال المستعر من الشهر الثامن وأدى إلى تشريد أكثر من 6 ملايين شخص بينهم 2.9 مليون شخص من العاصمة السودانية إلى جانب 1.2 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول الجوار.
منبر جدة هو الأساس
الإثنين الماضي وصل البرهان إلى نيروبي وعقد مباحثات مع الرئيس الكيني وليام روتو تطرقت إلى عملية السلام في السودان وإمكانية تفعيل دور الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية الدولية “الإيقاد” من خلال الدعوة لعقد اجتماع لرؤساء دول “الإيقاد”.
ويرى الباحث السياسي مصعب عبد الله في حديث لـ(عاين) أن زيارة البرهان إلى نيروبي وأديس أبابا تتعلق بإمكانية البحث عن منبر بديل لمنبر جدة حيث يواجه البرهان ضغوطات هائلة من الميسرين الأمريكيين والسعوديين طبيعة لوضع الجيش على أرض المعركة.
ويقول مصعب عبد الله: إن “المفاوضات الأخيرة في منبر جدة والتي انطلقت في نهاية أكتوبر وحتى مطلع نوفمبر الجاري لم يتوصل الطرفان إلى وقف إطلاق النار بسبب وضع الجيش ميدانيا وفرض وفد الدعم السريع شروط يرفضها الجيش تماما مثل البقاء في الشوارع والحواجز الأمنية خلال وقف إطلاق النار”.
وتابع: “إزاء وضع الجيش المتأخر ميدانيا والذي ينعكس على طاولة المفاوضات في جدة زار البرهان نيروبي وأديس أبابا للعودة إلى مفاوضات عن طريق الاتحاد الأفريقي حيث تعتقد الحكومة السودانية أنها يمكن أن تؤثر على الاتحاد الأفريقي من خلال بعض المساومات هنا وهناك”.
وخلال لقائه برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي لم يتردد البرهان في وصف قوات الدعم السريع بـ”المليشيا المتمردة” على الدولة. وقال إن “هذه القوات ارتكب فظائع بحق المدنيين في السودان”.
منبر بديل
بالمقابل يرى الباحث في العلاقات الدولية عمر عبد الرحمن، إن البرهان أراد أن يستبق جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس في نيويورك والمخصصة للشأن السوداني حيث تعقد جلستين الأولى مفتوحة والثانية مغلقة.
وأردف: “يعلم البرهان ومن خلفه دعاة الحرب أن الاتحاد الأفريقي هو الذي سيعمل مع مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في السودان في حال قررت الأمم المتحدة إرسال قوات لحماية المدنيين لذلك ذهب إلى نيروبي وأديس أبابا لتحسين العلاقة بين الاتحاد الأفريقي و”الجيش” وهو سلطة الأمر الواقع”.
وقال عبد الرحمن إن الرئيس الكيني وليام روتو تحدث صراحة حول ضرورة وقف العدائيات من خلال منبر جدة ومن ثم يمكن البحث عن عملية سياسية لتكوين حكومة مدنية لقد أبلغ البرهان بهذا الأمر – يضيف عبد الرحمن.
ويقول عبد الرحمن إن “البرهان يبحث عن وضعية مريحة تتيح له وقف الحرب وفق رغبة مجموعة داخل الجيش”، لذلك من خلال زيارة نيروبي وأديس أبابا هذا إلى جانب أنه أيضا يحاول شراء الوقت وإرسال رسالة إلى المجتمع الدولي أن علاقته جيدة مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الإقليمي.
التقاط القفاز
بينما أبلغ مصدر من القوى المدنية (عاين) أن زيارة البرهان إلى أديس أبابا كانت ناجحة إذا ما مضى في التعهدات التي صدرت خلال لقائه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي.
وتابع : “أبلغت إثيوبيا والاتحاد الأفريقي البرهان بالعمل على وقف العدائيات في منبر جدة وتنفيذ المسار الإنساني وبناء الثقة مع الدعم السريع”.
وأردف: “ربما ينقلب البرهان كعادته على هذه التعهدات والمقترحات وربما يمضي فيها قدما وينقذ نفسه ويوقف الحرب لأنه في نهاية المطاف إذا قرر الذهاب في خيار الحرب ربما يعزل من منصبه بواسطة الاسلاميين”.