السودان: لماذا تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الأبيض؟

عاين-20 يوليو 2023

خلف قصف مدفعي متبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الخميس إصابات وسط المدنيين وتدمير عدد من المنازل في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان أواسط البلاد.

واستيقظ سكان الأبيض على دوي انفجارات ضخمة وغارات جوية نفذها الجيش السوداني على حشود من قوات الدعم السريع متمركز شرق وغرب المدينة، واعقب ذلك اطلاق مكثف للذخيرة في الهواء من جانب عناصر الجيش الذي مازال يحكم قبضته على المدينة، وفق ما نقله شهود لـ(عاين).

ومنذ أسابيع تفرض قوات الدعم السريع حصاراً على الأبيض من الناحية الشرقية والغربية، وكررت عدة محاولات للسيطرة على المدينة، لكن قوات الهجانة التابعة للجيش تتصدى لها.

وتمكنت قوات الدعم السريع من دخول مدينة الأبيض لأول مرة في الرابع من مايو الماضي، لكن استطاعت قوات الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش “الهجانة” أبعادها خلال ساعات محدودة بعد معركة ضارية وسط المدينة.

وقال شهود من المدينة لـ(عاين)، إنه عند الساعة الخامسة صباحاً نفذ الجيش السوداني غارات جوية على تجمعات الدعم السريع غرب وشرق المدينة، وسمعت أصوات المضادات الأرضية ترد بكثافة.

وبحسب الشهود، فإن الضربات الجوية أعقبها تبادل بالقصف المدفعي بين الهجانة المتمركزة داخل الأبيض مع قوات الدعم السريع، وعلى اثر ذلك سقطت قذيفة متفجرة في حي الصفا غرب المدينة وخلفت إصابات متفاوتة وسط المدنيين بينهم أطفال وإلحاق أضرار بعدد أربعة منازل على الأقل.

واستمر القصف المدفعي المتبادل حتى منتصف نهار الخميس وبعده عاد الهدوء الى المدينة وفتحت الأسواق أبوابها، وفق الشهود.

أسباب

ويفسر الخبير العسكري اللواء معاش أمين إسماعيل مجذوب، إصرار قوات الدعم السريع على الإستيلاء على مدينة الأبيض نسبة لأهميتها الإستراتيجية فهي تقطع في منتصف المسافة بين الخرطوم وإقليم دارفور وأن السيطرة عليها تؤمن خط إمداد عسكري ولوجستي كبير.

ويقول مجذوب لـ(عاين)، إن “قوات الدعم السريع تريد السيطرة على الأبيض حتى ترتكز بداخلها وتجعلها درع حماية تتراجع إليه حال تلقت هزيمة في الخرطوم لتجميع قوات ومهاجمة العاصمة مجددا”.

“إذا حاولت قوات الدعم السريع التراجع نحو دارفور فهي بعيدة للغاية وستكون متحركاتها مكشوفة ويسهل اصطيادها بالطيران فهي تسعى لاستلام الأبيض حتى تجعلها درعا استراتيجيا يتضمن مطار المدينة”. يضيف أمين مجذوب.

وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على معسكرات للجيش السوداني شرقي مدينة الأبيض عند منطقة “الجبل” على الطريق القومي المؤدي الى كوستي، بجانب قاعدة طيبة جنوب غرب المدينة، واتخذتها كمنصات للهجوم على عاصمة ولاية شمال كردفان.

وبحسب مصادر عسكرية فإن الدعم السريع عزز قواته المتواجدة على ثلاثة محاور حول الأبيض “الغرب، الجنوب، الشرق” بقوات كبيرة وصلت المنطقة من إقليم دارفور غربي السودان.

وفي نفس اتجاه “مجذوب” يذهب الخبير العسكري عمر أرباب الذي يرى أن رغبة الدعم السريع في السيطرة على الأبيض لتأمين خط إمداد عسكري ولوجستي من خلال المطار الدولي في المدينة.

ويقول أرباب لـ(عاين):”السيطرة على الأبيض ستمكن قوات الدعم السريع من ارسال تعزيز بسلاسة الى الخرطوم نسبة لقرب المسافة مقارنة بإقليم دارفور، بجانب تحييد الطيران الحربي من مطار المدنية، فضلاً عن تلقي السند اللوجستي والعسكري جواً”.