تصريحات مثيرة لـ(العطا).. هل يطمح في خلافة (البرهان)؟
عاين- 14 سبتمبر 2024
مرة أخرى، عاد الجنرال ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للجيش السوداني إلى سطح الأحداث، وتحدى علنا في خطاب أمام الجنود والضباط شمال البلاد باستمرار العسكريين في السلطة خلال الدورات الانتخابية عبر صلاحيات سيادية.
“لن يكون بمقدور المدنيين إقامة حكمهم حال انتهاء الحرب في السودان؛ لأن الجيش لن يتنازل عن سلطاته السيادية حتى خلال الفترات الانتخابية”. صدرت هذه التصريحات عن مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا الأسبوع الماضي.
تحدث الجنرال ياسر العطا أمام الجنود والضباط في قاعدة عسكرية بولاية نهر النيل، وقال: إن “الجيش لن يفرط في البلاد، وسيكون لديه صلاحيات سيادية خلال الفترات الانتقالية بما في ذلك أربع إلى خمس دورات انتخابية“.
ومع استمرار الحرب في السودان منذ 17 شهرا لم يتمكن الجيش من إحراز تقدم على الأرض، وتتزايد الضغوط على قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان قد يتطلع العطا إلى الوصول لمنصب قائد الجيش.
طموحات سياسية
ويرى الباحث في مجال الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد، أن تصريحات العطا تعبر عن طموحاته السياسية؛ لأنه أول من تحدث حول رغبة البرهان بالتنحي، ثم عاد وتخلى عن هذه التصريحات عقب تعرضه إلى ضغوط من مكتب قائد الجيش قبل شهرين.
ويقول مجاهد أحمد: إن “الجيش لم يفكر مطلقا في نقل السلطة إلى المدنيين حتى بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير بثورة شعبية، والقوات المسلحة تعتقد أن وصول المتظاهرين وقتها إلى مقارها هو رغبة السودانيين في منحها السلطة السيادية“.
(العطا) يرى في نفسه الأكثر حظا ليكون قائدا للجيش وحاكما
باحث
ويضيف “العطا دائم البحث عن قوى سياسية تسانده للبقاء في مجلس السيادة عقب الحرب، ومع تزايد الانتقادات ضد البرهان يسعى ليطرح نفسه ليكون قائدا للجيش، فهو يشعر بأنه الأكثر حظا من بين أربعة جنرالات في السيادي“.
مغازلة الإسلاميين
فيما يقول المحلل السياسي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء في الفترة الانتقالية فائز الشيخ، إن الجنرال ياسر العطا دائما ما يراود نفسه بالصعود إلى مقصورة السلطة بديلا لعبد الفتاح البرهان خاصة وأن طموحاته تنامت عندما مكث خلال الحرب في سلاح المهندسين بأم درمان مع الإسلاميين.
(العطا) يسعى لإطالة أمد الحرب حتى يُطَاح بالبرهان
محلل سياسي
ويرى الشيخ في حديث لـ(عاين) إن تصريحات العطا تعني أن الجيش يريد السلطة، رغم أنف الناخبين فالحديث عن استمرار المؤسسة العسكرية في السلطة خلال الفترات الانتخابية يظهر رغبة الجيش في عدم تسليم السلطة إلى المدنيين.
ويعتقد الشيخ، أن ياسر العطا يسعى إلى إطالة أمد الحرب والإطاحة بالبرهان بالتحالف مع الإسلاميين.
وأضاف “في تصريحاته أشار العطا إلى أن القائد العام للجيش سيكون مستمرا بالصلاحيات السيادية خلال الفترات الانتخابية من أربع إلى خمس دورات، ولم يذكر اسم البرهان ما يعني أنه يطمح ليكون قائدا للجيش بالتالي حاكما على البلاد“.
ويستبعد الشيخ، قدرة الجيش حتى بعد توقف الحرب على حكم السودان. ويضيف أن “الوضع الراهن يعكس تراجعه ميدانيا، ومن الصعب تحقيق انتصار عسكري على الأرض“.
وفي أكثر من مناسبة هاجم العطا دولة الإمارات، واتهمها بإرسال العتاد والسلاح إلى قوات الدعم السريع. وقال إن “هذا البلد الخليجي يعمل زعماءه على تقسيم السودان“.
ويعتبر ياسر العطا أحد الجنرالات الذين عملوا في عهد نظام البشير، ثم عين عضوا في المجلس العسكري عندما جرت الإطاحة بالنظام السابق في 11 أبريل 2019، وعندما اقترب المدنيون والعسكريون من التوقيع على مسودة اتفاق لتشكيل الحكومة المدنية مطلع أبريل 2023 عقب توقيع الاتفاق الإطاري يعد العطا أبرز الجنرالات الذين عارضوا هذه الخطوة؛ لأن الإعلان السياسي كان ينص على إلغاء مجلس السيادة بالتالي فقدان منصبه وصعوبة عودته قائدا عسكريا في الجيش- وفق ما يقول فائز الشيخ.
انقسام بين الجنرالات
ويقول الباحث السياسي أحمد مختار، إن الجيش على مستوى الجنرالات في مجلس السيادة يواجه انقساما بسبب الطموحات السياسية خاصة بين البرهان والعطا أعتقد المنافسة بينهما ظهرت للعيان.
ويرى مختار في حديث لـ(عاين) أن البرهان غير موثوق من الإسلاميين ومع صعود علي كرتي وزير الخارجية الأسبق إلى قيادة “التيار الإسلامي العريض” ويمكن ربط تطلعات “العطا” مع رغبة هذا التيار في رؤية هذا الجنرال قائدا للجيش وبديلا للبرهان.
ويقول مختار، إن ياسر العطا أظهر الولاء للبعض التيارات السياسية المقربة للجيش خلال فترة الحرب وظهر في أكثر من مرة مع ضباط المخابرات الذين على صلة بمطابخ القرار في قاعدة المهندسين العسكرية ووادي سيدنا في أم درمان.
وأضاف: “صعد العطا ليتصدى للإمارات، ويتهمها بإرسال العتاد والسلاح لقوات الدعم السريع، ورغم أن هذه الاتهامات صحيحة وفق تقارير دولية، لكن من خلال هذه التصريحات أراد أن يثبت أحقيته بقيادة الجيش والصعود نحو مقصورة السلطة.