قتلى وجرحى في غارة جوية للجيش السوداني على نيالا

عاين- 13 سبتمبر 2023

عاشت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان اليوم الأربعاء ساعات عصيبة في أعقاب تدخل سلاح الجو السوداني في المعارك المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في ثاني مرة منذ اندلاع الحرب.

وخلفت غارات جوية نفذها طيران الجيش على مواقع في الاتجاهين الجنوبي والشمالي من مدينة نيالا 12 قتيلا على الأقل وسط المدنيين وإصابة آخرين وتأثر عدد من المنازل، وذلك حسبما نقلته مصادر طبية وشهود من المدينة لـ(عاين).

وبحسب الشهود، بدأت مناوشات حادة بين الجيش وقوات الدعم السريع ليل الثلاثاء، استهدفت خلالها قوات الدعم السريع مقر قيادة الفرقة 16 مشاة بالمدافع والطيران المسير، وفي الصباح حلقت طائرات “انتنوف” في سماء مدينة نيالا قبل أن تنفذ غارتين واحدة في السوق الشعبي جنوب المدينة، والثانية في سوق الملجة شمالي نيالا.

وقال مصدر طبي لـ(عاين) إن جثامين 12 قتيلا من المدنيين جراء قصف اليوم وصلت الى المستشفى التركي، وهناك عشرات المصابين يتلقون الرعاية حالياً في ذات المشفى متأثرين بجروح متفاوتة جراء القصف المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأثار تحليق وقصف طيران الانتنوف الرعب وسط المواطنين خاصة سكان حي الوادي وكرري والمستقبل وقاموا بالخروج من منازلهم الى الشوارع لمراقبة الطائرات حتى يتمكنوا من تجنب مكان سقوط البراميل المتفجرة لأن البقاء داخل الثكنات سيكون أكثر خطراً على حياتهم حسب اعتقادهم، وفق شهود.

براميل متفجرة

ويُسقط الطيران من طراز انتنوف البراميل المتفجرة من على مستوى تحليق عالي تجنباً للمضادات الأرضية، وهي المرة الثانية التي يتدخل فيها طيران الجيش في الحرب بنيالا إذ كانت الأولى في أغسطس الماضي وتسببت سقوط قتلى وجرحى من المدنيين كذلك.

ويقول ياسر عثمان نوح وهو معلم مقيم في نيالا لـ(عاين): إن “الوضع الأمني الإنساني في المدينة تراجع بشكل مريع، وسط تزايد في حركة النزوح فهناك أحياء سكنية خاصة التي تقع في منتصف نيالا لم يتبق من سكانها سوى 5%، وترتفع وتيرة القلق والخوف دائما من القصف العشوائي وسقوط مقذوفات متفجرة”.

ويضيف: “استهدف الطيران الحربي مواقع في جنوب وشمال نيالا وسقط ضحايا من المدنيين، كما يستمر الطيران المسير في استهداف مقر قيادة الجيش وقد تأثر السكان في الأحياء المجاورة للفرقة 16 مثل الجير والثورة وغيرها”.

وتستمر معارك ضارية منذ حوالي شهر في نيالا ثاني أكبر مدن السودان من حيث الكثافة السكانية، بمجموع يقدر بنحو 7 ملايين نسمة، الشيء الذي قاد الى تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية مع انقطاع في التيار الكهربائي وتذبذب شبكة الاتصالات والانترنت واغلاق تام للمصارف والأسواق المركزية، وتوقف المستشفيات والمراكز الطبية المرجعية إلى جانب نقص حاد في الادوية والغذاء.

وبحسب مصادر من نيالا، فإن الجيش ما زال يسيطر على وسط المدينة الذي يضم قيادة الفرقة 16 مشاة ومقر رئاسة حكومة جنوب دارفور ومجمع الوزارات والسوق المركزي والمصارف، والجسر الوحيد الذي يربط شمال نيالا مع جنوبها، بينما تنتشر قوات الدعم السريع في الجزء الشمالي والشرقي، كما تُحكم قبضتها على المعابر المؤدية الى نيالا.

لا تدخلات

ويشير ياسر نوح، إلى أن العديد من سكان نيالا نزحوا إلى معسكرات الإيواء القائمة أصلاً وهي كلمة وعطاش وهم يعيشون أوضاعاً إنسانية سيئة، وليست هناك أي تدخلات سواء من السلطات الحكومية او المنظمات التطوعية.

ويقول:”مع تزايد حركة النزوح تنذر الأوضاع بمزيد من التدهور، فالحالة الأمنية للنازحين نفسها غير مستقرة فهناك العديد من المهددات والمخاطر خارج نيالا أيضاً”.

وذكر بيان منسوب إلى (اعيان نيالا) نشر على منصات التواصل الاجتماعي واطلعت عليه (عاين) أن “طيران الجيش السوداني قصف بالبراميل الحارقة، السوق الشعبي وموقف الضعين والملجة اليوم الأربعاء”.

وأضاف البيان: “القصف العشوائي خلف اضرارا جسيمة في الأرواح والممتلكات يجري حصرها، وللأسف كل الذين استشهدوا لا علاقة لهم بالدعم السريع والعمل العسكري”.

ويعتبر سوق الملجة والشعبي التي تم قصفها بالطيران الحربي يوم الأربعاء، أسواق طرفية ظلت تعمل إلى جانب سوق موقف الجنينة، بعد إغلاق الأسواق المركزية الكبرى بسبب الاعمال العسكرية وجرائم النهب المسلح، ومن المناطق المأهولة حيث يرتادها المواطنين للحصول على احتياجاتهم من الغذاء.