استهداف عمال الإغاثة يتواصل في حرب السودان
عاين- 27 مايو 2024
رغم اتساع الحوجة إلى المساعدات الإنسانية في السودان، يواجه عمال الإغاثة مخاطر أمنية كبيرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023. وارتفع عدد عمال الإغاثة الذين لقوا مصرعهم في السودان منذ بدء الحرب إلى نحو 34 عاملا.
وفي حادثتين منفصلتين أمس وأمس الأول، قتل مسؤول جمعية الهلال الأحمر داخل مدينة الرهد بشمال كردفان بشير شعيب سليمان بطلق ناري كما، لقي موظف بمنظمة أطباء بلا حدود مصرعه أمس في مدينة الفاشر بشمال دارفور عقب سقوط دانة خلال المواجهات العنيفة بين قوات الجيش والقوات المشتركة والدعم السريع.
وفي الأسبوع قبل الماضي قتل اثنان من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدارفور عن طريق مسلحين. وتصف الأمم المتحدة بيئة العمل الإنساني في السودان بأنها الأخطر في العالم.
وكان موظفو الصليب الأحمر ضمن فريق عائد من منطقة ليبا بشرق جبل مرة في مهمة لتقييم أوضاع المتأثرين بالحرب حيث أطلق عليه مسلحون النار؛ ومقتل اثنين على الفور كما أصيب ثلاثة آخرون من موظفي المنظمة.
ووصف المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان في حديث عدنان حمزة، لـ(عاين) الحادثة ب”غير المقبولة”.
وقال: “استهداف العمال يلقي بظلاله على الاستجابة الإنسانية؛ وبالتالي التأثير الكبير جدا على من يتلقون المساعدات التي يقدمها الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى العاملة في العمل الإنساني”.
ودعا عدنان جميع الأطراف في السودان إلى: “فهم دور المنظمات وأهميتها خاصة تحت هذه الظروف والأوقات الحرجة في أن تكون إلى جانب الشعب السوداني لتقديم العون الإنساني والخدمات الإنسانية وتخفيف من المعاناة عن الشعب السوداني التي تزداد يوما بعد يوم”.
وأضاف: “للأسف الشديد هناك سوء فهم أو نقص معرفة فيما يخص العمل الإنساني نتج عنه للأسف هذه الحوادث الأليمة التي تعقد الاستجابة الإنسانية من قبلنا أو من قبل المنظمات الأخرى”.
وتابع: “نأمل أن يكون هناك تفهم كبير من الجميع للعمل الإنساني وأهميته خاصة وأن السودان يعاني من هذا الصراع وأي جهد إنساني يساهم لو باليسير في رفع المعاناة”.
ضغط دولي
ويقول عامل إغاثة سوداني فضل حجب اسمه، “إن طرفي الصراع لا يحترمون عمال الإغاثة، ويستهدفونهم بالعراقيل والنهب والسرقة والاحتجاز “.
وطالب المجتمع الدولي بممارسة ضغوط إضافية على جميع الأطراف في السودان للتقييد بالتزاماته بموجب القانون الدولي وتسهيل أعمال عمال الإغاثة وعدم استهدافها. وأشار إلى أن الطرفين لا يفهمون مدى حاجة المواطنين العالقين، والذين في حاجة إلى المساعدات.
وكان المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي، والقائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان، إيدي رو، قال في وقت سابق إنه “وخلال مسيرتي التي امتدت إلى 30 عاما في العمل الإنساني لم أجد بيئة عمل أصعب من التي في السودان”. وتابع في مقال نشره مؤخرا: “ما شاهدته شخصيا، وعندما بدء النزاع في أرجاء السودان في 15 أبريل وما أسمعه – ولا سيما في دارفور -مفزع جدا”.
وبحسب الأمم المتحدة تعرضت أكثر من 53 من مخازن منظمات الإغاثة إلى النهب و 87 مكتبا للاعتداء منذ بدء الحرب في السودان كما تم نهب نحو 40 ألف طن من المساعدات الغذائية لبرنامج الغذاء العالمي فضلا عن احتياج أكبر مركز لوجستي للمنظمة في شمال وسط السودان، ويعد الأكبر في أفريقيا.
وفي 9 مايو الحالي أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن إيقاف عملها في مستشفى مدني بولاية الجزيرة؛ بسبب انعدام الأمن، وكشفت عن استهداف طال عمالها من قبل قوات الدعم السريع شملت نهب المستشفى وسرقة المركبات واحتجاز موظفين عند نقاط التفتيش وجرائم أخرى.
وأدت الحرب في السودان التي بدأت في أبريل العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى انهيار القطاع الصحي في السودان، وتعطل عمل نحو 70% من المستشفيات.
ويقول جابر حسن، الذي يعمل في أحد المنظمات الإقليمية من الفاشر بشمال دارفور، “نعمل في ظروف قاسية.. ولكننا مصرون على مساعدة المحتاجين”.
وأضاف في حديث لـ(عاين): “نحن نخاطر بكل شيء من أجل المساعدة”.
وتابع: “الآن أنا في الفاشر واذهب يوميا إلى المكتب وأحيانا تقع جوارنا القذائف، ونتعرض لكثير من المخاطر، لكننا نفضل العمل ومساعدة الآخرين بقدر المستطاع”.