“إهمال حكومي و تغير مناخي”.. تراجع الإنتاج الزراعي في إقليم النيل الأزرق
16 مارس 2023
يواجه القطاع الزراعي بشقيه المروي والمطري في إقليم النيل الأزرق جنوب شرقي السودان، صعوبات عديدة ارتبط معظمها بغياب التخطيط الحكومي والدعم، بجانب ملاحظة المزارعين في الإقليم تغير مناخي أدى لارتفاع معدلات الأمطار.
وبينما يواجه المزارعون في الاقليم بلاغات جنائية بسبب عجزهم عن سداد التمويل الذي استلفوه من البنوك، يحمل مزارعون الحكومة عبر وزارة الزراعة فشلهم في سداد هذه المديونيات لجهة غياب الارشاد الزراعي الذي يساعدهم على ضمان إنتاج وفير .
“شلنا معنا مشاكل الموسم الزراعي الماضي ودخلنا بيها الموسم الحالي، وجئنا للموسم الجديد مثقلين بالديون للبنوك والتجار في الأسواق”. يقول المزارع بولاية النيل الأزرق منطقة اطورو والقرابين، على سليمان أحمد، لـ(عاين) ويضيف:” لم يمولها البنك الزراعي في الموسم الفائت واصبحنا تحت رحمة التجار والمرابين.. اشترينا برميل بأسعار مختلفة تبدأ من 100 الف جنيه للبرميل الواحد وتصل إلى 400 ألف جنيه”.
يضيف المزارع بمنطقة بُك، حامد بروقو بكاري، إلى المشكلات التي تواجه الزراعة في ولاية النيل الازرق، مشاكل أخرى يصفها بـ الكبيرة ويقول لـ(عاين)، “هناك مشاكل آفات وحشرات تضرب المحاصيل الزراعية هذا إلى جانب تدني أسعار المحاصيل عندما يحين وقت الحصاد”. ويضيف:” هذا الأمر يتسبب فيه التجار الذين يتفقون على تخفيض أسعار المحاصيل بدايات الحصاد حتى يشتروها بأثمان زهيده ومن ثم يقومون بتخزينها لأشهر حتى يرتفع سعرها”.
والحال نفسه بالنسبة للمزارع بمنطقة اطورو والقرابين، على سليمان أحمد، الذي يقول “عند زراعة القطن كانت الأسعار مناسبة والقنطار الواحد سعره حوالي 60 ألف جنيه، وعندما جاء الحصاد بدأنا نسمع عن السعر تدني إلى حدود 30 الف جنيه”.
ويتابع سليمان: زراعة دون سياسة واضحة من الدولة قفزة في الظلام، ولا يجود تسعير المنتجات، والحكومة لا تظهر للمزارعين إلا في نقاط الجباية والرسوم التي تفرضها على المزارعين”.
ويضيف: “على الحكومة أن تعيد النظر في سياساتها تجاه الانتاج والمنتجين، او تجعلنا نصدر منتجاتنا بأنفسنا او تسمح للبنوك التنافس بحرية في مسألة التمويل الزراعي”.
“رفعت الدولة يدها بالكامل عن الزراعة في منطقتي”. يقول المهندس الزراعي بالمعاش في منطقة الدندر بولاية سنار، عثمان عبد الماجد فرج، لـ(عاين) ويشير إلى أن هذا الأمر عاد بنتائج كارثية على الزراعة المطرية. وتابع “الزراعة تواجه مشاكل كبيرة حتى يرتفع الإنتاج خاصة في التمويل والارشاد الزراعي.
وأشار فرج، إلى عجز المزارعين عن سداد مديونيات البنوك. وقال: “هناك حوالي 60 مزارع في المنطقة يواجهون بلاغات اعسار”. وينوه المهندس الزراعي المعاشي، إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية. ويقول “انتاجية الفدان لبعض المحاصيل في القطاع المطري جوال واحد، وفي بعض المناطق أقل من ذلك، و12 جوال للفدان للذرة.
تغير مناخي
لا تتوقف حيرة المزارعين المحليين في إقليم النيل الأزرق، عند سوء التخطيط الحكومي وغيابه الكامل عن القيام بدوره المنوط به، لكنهم يضيفون ملاحظات مرتبطة بالتغير المناخي وزيادة معدلات الأمطار التي لديها تأثير سلبي على الزراعي في المنطقة.
“هناك تغيرات مناخية، مثلا محصول عباد الشمس تتم زراعته على حسب سياسات الحكومة او الفنيين في بداية يوليو حتى منتصف اغسطس، لكن مع الرطوبة العالية والتاثيرات المناخية اصبح غير ناجح.. والمزارعون تلقائيا جربوا بداية زراعته في شهر سبتمبر”. يقول المزارع بمنطقة اطورو والقرابين، على سليمان أحمد، لـ(عاين).
فيما يؤكد المزارع بمنطقة بُك، حامد بروقو بكاري، أن زراعة السمسم لها ثلاثة سنوات تواجه مشاكل في الطقس.. هناك مناخ متغير لكن هذه شكوكنا، وليست هناك جهة حكومية رسمية تحدد لنا المشكلة المناخية تكمن في ماذا؟”.
لكن وزير الري والموارد المائية السابق، ياسر عباس، لا يعتقد أن ما يراه المزارعون في الإقليم حول التغيرات المناخية وتأثير سد النهضة على فشل الموسم الزراعي في السودان، صحيحا. ويقول لـ(عاين)، “نعم هناك تاثير على مياه النيل الأزرق لكن ليس ذات صلة بانخفاض وزيادة معدلات الامطار حول منطقة الدمازين او الكرمك او داخل السودان خاصة مناطق الزراعة الآلية جنوب ولاية النيل الأزرق”.
ويضيف: “الأمطار التي تهطل في هذه المناطق تتشكل من السحب التي تدفعها الرياح من المحيطيين (الاطلسي، ,الهندي). ويرجح أن المشاكل التي تواجه الزراعة في الإقليم تعود إلى السياسات المتعلقة بمسألة الانتاج الزراعي و الركود الاقتصادي عقب انقلاب 25 أكتوبر والذي أدى الى ارتفاع في أسعار مدخلات الزراعة خاصة المنتجات البترولية.