الحرب تضاعف تكاليف أهم موسم زراعي شمالي السودان
عاين- 12 يناير 2024
يواجه الموسم الزراعي الأهم في الولاية الشمالية- شمال السودان، تحديات كبيرة في توفير مدخلات الإنتاج من التقاوي والأسمدة والمبيدات بعد خروج العديد من الشركات الكبيرة التي كانت تمد المزارعين بهذه المدخلات “التقاوي” عن العمل؛ بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.
وتقول المهندسة الزراعية عبير علي، اختصاصي أول وقاية النباتات بمركز تربال للخدمات الزراعية بمدينة دنقلا لـ(عاين): أن “الإسناد الزراعي لهذا الموسم واجهته تحديات وصعوبات في ظل الحرب الدائرة في السودان، خاصة مسألة توفير المدخلات الزراعية من البذور والأسمدة، والمبيدات بأنواعها المختلفة”.
وتشير عبير ، إلى أن المشكلة الكبيرة تكمن في أن أغلب الشركات في العاصمة السودانية خرجت عن الخدمة بسبب الحرب، ولهذا السبب معظم المدخلات الزراعية، لا يستطيع مزارعو الولاية الحصول عليها، إضافة أن مدخلات العاصمة اتجهت إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، قبل أن تتدهور الأوضاع فيها، وتابعت علي: “تصل بعض المدخلات إلى الولاية الشمالية لكن بأسعار عالية نسبة لارتفاع تكلفة الترحيل”.
وأشارت عبير إلى أن تكلفة الترحيل من ودمدني إلى الولاية إلى الشمالية تؤدي إلى زيادة قيمة المنتج بأكثر من 50%، مؤكدة أن المزارعين يشكون ارتفاع التكاليف مقارنة بالموسم السابق،
المزارع يفتقد التمويل
في ذات السياق، قال عمر أحمد بشير عبد الحفيظ، من شركة امباب للتنمية المحدودة بمدينة دنقلا، أن المزارع يفتقد التمويل، ورغم المعاناة يوجد إقبال كبير على المدخلات الزراعية، ويرجح بشير ارتفاع الأسعار إلى فروقات الترحيل. ويقول “في السابق كانت المدخلات تأتي مباشرة من العاصمة الخرطوم إلى الولاية الشمالية، والآن تأتي من ولاية الجزيرة عن طريق البطانة، وبعد إغلاقه عقب سيطرة الدعم السريع على ود مدني أصبحوا يعتمدون على طريق كسلا”.
وينوه أحمد بشير في مقابلة مع (عاين)، إلى أن وصول المدخلات إلى الولاية يحتاج أسبوعاً كاملاً، وهذا بالضرورة يؤثر في مجمل الأسعار بالولاية الشمالية.
استغلال المساحة الكبيرة للزراعة
“قبل الحرب كانت الاستعداد للموسم الزراعي الشتوي تجري وفقا لخطة واضحة، لكن الآن يواجه المزارعون مشاكل كثيرة”. يقول المهندس الزراعي محمد عبدالله عبدالرحيم من مركز الخدمات الزراعية لـ(عاين). ويضيف: “الآن هناك بعض المنتجات والمبيدات والأسمدة متوفرة، وآخرى منعدمة، كما يواجه المزارعون مشكلة الترحيل إلى الولاية الشمالية، بسبب ارتفاع التكاليف، الزيادة فى أسعار الدولار”.
ويشير عبد الله، إلى ان هذه المشكلات اضطرت صغار المزارعين للابتعاد عن زراعة القمح وهو المحصول الغذائي الأهم لسكان الولاية الشمالية.