تحضيرات (50%).. الفشل يهدد الموسم الزراعي بالنيل الأزرق
عاين- 20 يوليو 2023
يصف مزارعون في ولاية النيل الأزرق التحضيرات للموسم الزراعي الأهم بـ 50% لجهة اندلاع الحرب في البلاد وغياب الأمن في أنحاء متفرقة من الولاية بجانب عجز التمويل الحكومي، الأمر الذي يتسبب في نتائج كارثية على الأمن الغذائي محلياً وعلى مستوى السودان لجهة أن الولاية واحدة من الولايات المؤثرة في الإنتاج الزراعي بالبلاد.
ويقول المسؤول الحكومي بالإدارة العامة لنقل التقانة والارشاد، محمد الدومة، أن البنك الزراعي عاجز حتى الآن في تمويل المزارعين، ويضيف في مقابلة مع (عاين):”بالطبع أي حرب تلقي بظلالها على الولايات، والحرب هنا في الاقليم حرب قبلية نتيجة للأحداث السابقة، وهناك مناطق في الإقليم أصبحت مغلقة بالكامل”.
وأشار الدومة إلى أن الزراعة تحتاج لاستتباب الأمن لاسيما وأنها تتم في مناطق بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان وهذا يتطلب توافر الأمن لمنع السرقات والنهب أثناء وبعد عمليات الحصاد. ولفت المسؤول الحكومي، إلى أن إقليم النيل الأزرق واحد من الأقاليم المنتجة وغياب موسم زراعي بالكامل سيؤثر عن الأمن الغذائي في الولاية ومن ثم باقي السودان وحسب ما اعلم ان هناك عدد من الولايات الزراعية تواجه نفس المشاكل وهذا الأمر ينسحب بشكل خطير على الأمن الغذائي في البلاد.
فيما يشكو رئيس اللجنة التسيرية لاتحاد المزارعين بولاية النيل الأزرق، علي محمد نور، من غياب التمويل الحكومي عدا الجازولين الذي يوفره البنك الزراعي لكنه بسعر عالي يصل سعر البرميل إلى 200 ألف جنيه. ويضيف علي: “صحيح أن البلاد تمر بظروف حرب، لكن هذه الحرب لديها من يديرونها من العسكريين فأين هم الذين يديرون الجانب المدني في الدولة بالولايات حتى يتم توفير التمويل الكامل للمزارعين”.
ويشير علي إلى أنه في السابق كان يتم تمويل المزارعين يتم نقدا عبر مرابحات لصيانة الآليات وغيرها، لكن الآن منح البنك الزراعي المزارعين جازولين وهذا ما يضطرهم بيع جزء منه في السوق بسعر أقل حتى يتمكنوا من شراء باقي المدخلات الزراعية.
يتوقع برنامج الاغذية العالمي، أن تدفع الاضطرابات 2.5 مليون شخص آخر إلى الجوع – مما يؤدي إلى تضخم المجموع الإجمالي إلى 19 مليونًا ، أو 40 في المائة من سكان البلاد.
وينوه علي، إلى أن ولاية النيل الأزرق من الولايات الزراعية المهمة في البلاد، لكن نحن الآن التحضيرات ضعيفة للغاية إلا القليل من المزارعين الذين لديهم إمكانيات كبيرة. ويتابع: “تقريبا الموسم الماضي في هذا التوقيت كانت كل التحضيرات قد اكتملت ورمى المزارعون البذور وبعض المحصولات نبتت، لكن هذا العام لا توجد دولة تمنح المزارعين تمويلا للزراعة.. “هذا الموسم فاشل”.
فيما المسؤول الحكومي، محمد الدومة، ويؤكد أن الفرصة ما زالت مواتية لإنقاذ الموسم الزراعي لأن هطول الأمطار نفسه تأخر ويمكن تدارك الموسم بتوفير التمويل الحكومي اللازم. وتأتي هذه المشكلات في تحضيرات الموسم الزراعي بولاية النيل الأزرق في أعقاب تحذيرات دولية من خطر نقص الغذاء في السودان والذي فاقمت منه الحرب المشتعلة في البلاد.
وتقول منظمة الأغذية والزراعة “فاو”، أن الأزمة الحالية في السودان أدت إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي المتردية أصلًا. وتوقعت المنظمة الدولية في تقرير حديث لها اطلعت عليه (عاين)، ازدياد الجوع في جميع أنحاء البلاد مع اقتراب موسم الجفاف من يونيو إلى سبتمبر.كما يتوقع برنامج الاغذية العالمي، أن تدفع الاضطرابات 2.5 مليون شخص آخر إلى الجوع – مما يؤدي إلى تضخم المجموع الإجمالي إلى 19 مليونًا ، أو 40 في المائة من سكان البلاد.