السودان: تمديد فتح معبر حدودي مهم لتوصيل المساعدات الإنسانية

عاين- 13 نوفمبر 2024  

قررت حكومة السودان تمديد فتح معبر أدري الحدودي مع دولة تشاد، وذلك في إطار تعزيز الاستجابة الإنسانية لمناطق النزاع في دارفور وغيرها من المناطق المتأثرة بالحرب.

 وجاء القرار في أعقاب تزايد الضغوط الدولية عليها لإبقاء المنفذ مفتوحاً، رغم اعتراضات السلطات السودانية التي تقول إنه بات معبراً لإدخال السلاح والمساعدات العسكرية واللوجستية لقوات الدعم السريع.

وقال بيان صادر عن مجلس السيادة، الأربعاء، إن الخطوة تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني للمناطق المتضررة من النزاع. ووفقا للبيان، جاء هذا القرار بناءً على توصية الملتقى الثاني للاستجابة الإنسانية، الذي شاركت فيه وكالات الأمم المتحدة ومنظمات وطنية ودولية.

ويهدف هذا التمديد إلى تسهيل وصول المساعدات الضرورية مثل الغذاء والمستلزمات الطبية إلى المواطنين المحتاجين، خاصة في ظل استمرار النزاع والصعوبات التي تواجهها المناطق المتأثرة.

وأكد البيان الصادر عن المجلس، أن الحكومة ستواصل التنسيق مع المنظمات الدولية والوكالات الإنسانية لضمان تسليم المساعدات بشكل فعال وآمن.

ومنعت الحكومة السودانية، في 25 يوليو الماضي، دخول أي شحنات من المعبر بدعوى “استغلاله في إدخال أسلحة لقوات الدعم السريع”، دون أن يصدر عن الأخيرة تعقيب.

وأدى إغلاق المعبر الحدودي، لحدوث مجاعة في مناطق متفرقة في دارفور، خاصة مخيم “زمزم” بولاية شمال دارفور، ما فاقم الضغوط الدولية على الحكومة.

ويواجه الآلاف في مخيمات النزوح بدارفور غربي السودان، شبح المجاعة، حيث يموت يوميا ما بين 20 و25 شخصا، بسبب استمرار الحرب ونقص الغذاء المتصاعد.

وفي منتصف أغسطس الماضي، أصدرت السلطات قرارًا بفتح المعبر، الذي يقع على الحدود الغربية لولاية غرب دارفور مع تشاد، لتمكين شاحنات المساعدات الإنسانية من الوصول إلى دارفور لمدة ثلاثة أشهر، تنتهي في 15 نوفمبر الجاري.

وجاء القرار في ذلك الحين استجابةً للضغوط التي تعرضت لها الحكومة من الأمم المتحدة وبعض الدول.

تسمم كيماوي يصيب 74 شخصًا وسط السودان
تفريغ مساعدات إنسانية في ميناء بورتسودان

وكان مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، تحدث الثلاثاء عن رصد دخول معدات عسكرية لقوات الدعم السريع عبر معبري أدري، وأعلن عن وضع اشتراطات ومبادئ عامة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر المنفذ البري.

وفي أكتوبر الماضي، طالب وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، بإغلاق المعبر بعد أن أفاد بأنه تحول إلى ممر رئيسي لدعم قوات الدعم السريع.

وتسيطر قوات “الدعم السريع” على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5، بينما تخوض اشتباكات ضارية مع الجيش في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات الإقليم.

وأخذ المعبر تسميته من مدينة أدري التشادية التي ترتبط بحدود مع ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة.

ويتميز المعبر بموقع جغرافي جيد يمكن أن يساعد على تسهيل العمليات اللوجستية لإقليم دارفور ومناطق أخرى من السودان، ويمكن أن يشكل نقطة ارتكاز للمنظمات الإنسانية.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية صراع على السلطة بين المكونين العسكريين. وأدت هذه الحرب إلى تدهور الوضع الأمني بشكل غير مسبوق، وازدادت الأوضاع الإنسانية سوءًا مع تصاعد القتال في مناطق متعددة من البلاد.

ونتيجة للقتال، عانى المدنيون بشكل كبير من القصف العشوائي، والهجمات على المناطق السكنية، والمرافق الحيوية.

وفي سبتمبر الماضي، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن “الحرب في السودان، المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا، قتلت ما يزيد على 20 ألف شخص.

وأدت الصراعات المستمرة في السودان إلى تعقيد مهمة إيصال المساعدات الإنسانية، حيث لم تتمكن الوكالات الإنسانية من الوصول إلى المناطق المنكوبة بشكل كامل بسبب القيود الأمنية، والهجمات على القوافل الإغاثية، وصعوبة التنقل داخل البلاد؛ بسبب تدمير الطرق والمرافق.

وفي تقرير صدر عن الأمم المتحدة، تم التأكيد على أن الحرب المندلعة في السودان تسببت في خلق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في المنطقة، مع وجود ملايين الأشخاص في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية.

كما أشار تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن العديد من المناطق تعاني نقصاً حاداً في الموارد الأساسية، وواجهت المنظمات الدولية صعوبات جمة في تأمين تصاريح دخول إلى الأراضي المتضررة.

إلى جانب ذلك، تزايدت عمليات النهب والهجمات من قبل المجموعات المسلحة التي تعيق وصول المساعدات.

وكانت الإعلانات المتعلقة بمعبر أدري جزءًا من التزام الحكومة السودانية، في إطار التعاون الدولي، بمحاولة تسهيل إيصال المساعدات في وقت تتواصل فيه الأزمات الإنسانية.

ويأتي قرار فتح المعبر للسماح بإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة في إقليم دارفور وبعض المناطق الأخرى، حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي الحاد مع تدهور الأوضاع؛ بسبب الفيضانات والمواجهات المستمرة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *