صراع “أبيي” يهدد بإغلاق ممر إنساني ومعبر تجاري مهم إلى السودان

عاين- 23 فبراير 2024

بالتوازي مع تجدد أعمال العنف الأهلي في منطقة “أبيي” المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً في مناطق دارفور وكردفان، التي تعتمد على ممر  “النعام” في المنطقة، والذي يعد معبراً تجارياً رئيسياً ومهماً مع جنوب السودان.

وتهدد النزاعات ذات الطابع الأهلي التي تشهدها أبيي والمناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان، من وقت لآخر بإغلاق المعبر الإنساني المهم في منطقة “النعام” الذي يوفر ممرات إنسانية آمنة لآلاف السودانيين الفارين من جحيم الحرب، علاوة على دخول المواد الغذائية خاصة لإقليمي كردفان ودارفور.

وبالرغم من عودة الهدوء للمنطقة عقب تفجر الأوضاع في الأسبوع الماضي داخل منطقة أبي الحدودية، إلا أن المخاطر والمهددات الأمنية ما زالت قائمة في المنطقة على خلفية مقتل اثنين من المدنيين واختطاف ثلاثة آخرين بينهم نساء الأسبوع الماضي. وفقاً لسلطان دينكا نقوك، بلبك دينق كوال.

وأشار كوال في مقابلة (عاين) إلى أن الهدوء يعود في المنطقة، ثم يتجدد من وقت لآخر بسبب الهجمات على المواطنين ونهب ممتلكاتهم، علاوة على الأحداث بسبب نهب مواشي الرعاة السودانيين على الحدود.

 منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان. الصورة أرشيفية- الأمم المتحدة

ويضيف: “منطقة أبيي، زادت أهمية بعد الحرب في السودان، وأصبحت معبراً رئيسياً للمدنيين والتجارة بين البلدين خاصة عبر بوابة معبر سوق “النعام” الذي يتعرض للحرق مرات عديدة، إلا أنه مازال منطقة تجارية وإنسانية مهمة للبلدين.

وعزا سلطان منطقة أبيي، الأحداث الأخيرة إلى النزاع حول الأرض بين مجتمعي دينكا نقوك، وتوج.

وكان أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أبدوا قلقهم إزاء تصاعد العنف في الأشهر الأخيرة بين المجتمعات التي تعيش في منطقة أبيي الإدارية وما حولها- بما في ذلك مقتل نائب المدير الإداري لأبيي، إلى جانب خمسة مدنيين في 31 ديسمبر 2023.

وذكر مجلس الأمن في آخر جلساته بخصوص بعثة حفظ السلام المؤقتة في أبيي “يونيسفا” إنه تم الإبلاغ عن هجمات على المدنيين وقوات حفظ السلام خلال يومي 3 و4 فبراير، أسفرت عن مقتل 37 مدنيا. ودعا أعضاء المجلس الحكومة الانتقالية في جنوب السودان وحكومة السودان إلى معالجة العنف المستمر بالشكل المناسب من أجل وضع حد لدائرة الانتقام المتكررة.

معبر مهم لإنقاذ حياة سكان غرب السودان

وبالمقابل لفت فضّال عيسى، وهو تاجر من مدينة المجلد إلى أن إقليمي دارفور وكردفان بعد الحرب في السودان أصبحا يعتمدان إلى حد بعيد على المواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة التي تدخل من دول أفريقية لاسيما عبر يوغندا ودولة جنوب السودان.

لكن المخاوف بدأت تتزايد هذه الأيام بسبب أحداث العنف الأهلي حول المنطقة، وأشار عيسى إلى أن أي توتر في المنطقة يتبعه ارتفاع أسعار السلع الضرورية خاصة المواد البترولية والغذائية في منطقة غرب السودان.

إزاء ذلك، دعا مفوض العون الإنساني بولاية شرق دارفور، محمد أحمد عيسى، إلى ضرورة مضاعفة الجهود في منطقة بحر الغزال الحدودية، لضمان انسياب المواد الضرورية إلى دارفور من جنوب السودان، بجانب دعم خيارات التدخل الإنساني إلى دارفور عبر جنوب السودان.

ويضيف عيسى لـ(عاين): “تنامي أعمال العنف في المناطق الحدودية مع جنوب السودان يقابله تفاقم الأوضاع الإنسانية في مناطق دارفور وكردفان، لجهة أن الممرات الإنسانية عبر جنوب السودان لا تزال طوق نجاة لآلاف المدنيين الفارين من جحيم الحرب منذ اندلاع القتال في أبريل الماضي”.

ولفت المسؤول الحكومي، إلى ترشيح المنطقة من قبل المنظمات الإنسانية كممر إنساني آمن لدخول الإغاثة لولايات دارفور كردفان خلال الفترة القادمة.