(أبوقوتة).. مدينة آخرى آمنة في مرمي نيران الدعم السريع

 عاين- 14 ديسمبر 2023

هاجمت قوات الدعم السريع اليوم الخميس مدينة رئيسية بولاية الجزيرة الحدودية مع العاصمة السودانية واقتحمت المصرف الزراعي ومباني هيئات حكومية كما نشرت قواتها في الشوارع الرئيسية.

وجاء هجوم الدعم السريع على مدينة “أبو قوتة “ بولاية الجزيرة والواقعة على بعد 50 كيلومترا من منطقة جبل أولياء جنوب العاصمة السودانية في ظل عدم وجود حامية عسكرية للجيش في المنطقة وفقا لشهود عيان لم تجد القوات التي وصلت على متن (37) عربة قتالية أية مقاومة سوى أفراد الشرطة في نقطة صغيرة في السوق الرئيسي.

وتدخل الحرب بين الجيش والدعم السريع في السودان في الشهر الثامن وخلفت مقتل (12) ألف في صفوف المدنيين ودمرت بعض الجسور الرئيسية في العاصمة السودانية كما أدت إلى نزوح (6.5) مليون شخص بينهم (1.4) مليون عبروا الحدود وغادروا البلاد.

غياب المقاومة العسكرية

وقال عوض هو أحد سكان مدينة أبو قوتة لـ(عاين)، إن “القوات التي وصلت جاءت في وقت مبكر من صباح اليوم ولم تجد أي مقاومة لأن المنطقة لا توجد عاين بها حامية عسكرية تابعة للجيش وهناك نقطة شرطة وأطلقوا النار على عناصرها ووقعت إصابات بالغة”.

وتعد منطقة أبو قوتة مقرا رئيسيا لآلاف المزارعين الذين يعملون في زراعة القمح والقطن والفول السوداني والخضروات وهي منطقة تقع ضمن أكبر مشروع زراعي وسط السودان.

وأضاف عوض: “لزم المواطنون المنازل لأن قوات الدعم السريع وصلت في وقت مبكر من الصباح قبيل مغادرة الناس إلى أعمالهم لذلك اضطروا للبقاء في البيوت”.

احتلال كامل

وخلت شوارع مدينة أبو قوتة من حركة المارة والسيارات عقب اجتياح قوات الدعم السريع التي اقتحمت بعض الوحدات الحكومية الصغيرة ومبنى يضم فرع أحد البنوك في السوق الرئيسي.

وشوهدت أعمدة الدخان تصعد بكثافة عالية من ناحية السوق الرئيسي في هذه البلدة التي يعتمد سكانها على الزراعة بشكل بارز كما نشرت قوات الدعم السريع في المدينة حواجز عسكرية عليها جنود مسلحون ومركبات تحمل مدافع ثقيلة مصوبة نحو الشوارع ونحو السماء تجنبا لوصول سلاح الطيران التابع للجيش طبقا- لشهود عيان.

ادانة

فيما أدانت هيئة محامي الطوارئ – منظمة حقوقية مستقلة – اجتياح قوات الدعم السريع لمنطقة ابوقوتة بولاية الجزيرة، وقالت في بيان الخميس إن  قوات الدعم السريع قامت فجر اليوم 14 ديسمبر الجاري باجتياح كامل لمنطقة ابوقوتة وهي وحدة إدارية شمال غرب ولاية الجزيرة لا يوجد بها مظاهر عسكرية أو تشكيلات تابعة للقوات المسلحة.

وقال بيان هيئة محامي الطوارئ، إن قوة عسكرية تتبع للدعم السريع قوامها (20) عربة دفع رباعي قامت  بالانتشار في المدينة وأنشأت ارتكازات بعد نهب السوق والبنك الزراعي والمحكمة و قسم الشرطة أصيب على إثرها ثلاثة  من أفراد الشرطة.

وأدان البيان، توجه قوات الدعم السريع نحو توسيع رقعة العمليات العسكرية لتشمل مناطق آمنة لجأ إليها الآلاف من المدنيين طلبا للحماية. وأدان البيان أيضا عمليات النهب والاعتداء على الأعيان المدنية وتخريبها من قبل قوات الدعم السريع و حذر من مغبة استمرار الانتهاكات تجاه المدنيين.

وتقع مدينة “أبو قوتة”  جنوب مدينتي الحصاحيصا والكاملين الرئيسيتين وقد تكون هاتين المدينتين هدفا لقوات الدعم السريع في ظل عدم انتشار الجيش في المنطقة بشكل كبير واعتماده على سلاح الجو حسب ما يقول أحمد ضوء البيت أحد العاملين في المجال الإنساني في مدينة ودمدني عاصمة الولاية.

ويرى ضوء البيت، إن قوات الدعم السريع تحاول تطويق ولاية الجزيرة من منطقة العيلفون شرقا ومنطقة أبو قوتة جنوبا لتمدد إلى عاصمة الولاية حال استمرار الحرب للأشهر القادمة.

وأضاف: “المعلومات القادمة من أبو قوتة عقب اجتياح الدعم السريع هناك نهب بواسطة الجنود إلى جانب تهديد المواطنين بتصويب السلاح في وجوههم كما تم ضرب المدنيين بالسياط”.

وتحدث ضوء البيت أيضا عن تعمد قوات الدعم السريع نهب فرع صغير للبنك الزراعي إلى جانب الدخول في مقرات حكومية والبحث عن الأموال وحبس بعض العاملين فيها لساعات طويلة دون معرفة مصيرهم.

وكانت قوات الدعم السريع هاجمت في أكتوبر الماضي منطقة العيلفون شرقي العاصمة في محاولة للتقدم نحو ولاية الجزيرة