حرق معسكر ابو شوك

عاش مواطني ولاية شمال دارفور منذ اليوم الأول للمعارك التي دارت في السودان بين القوات المسلحة ومليشيات الدعم السريع معارك ضارية والذى خلف  ما لا يقل عن 13 طفلاً قتيلا و39 جريحا، فيما تجاوز عدد القتلى المدنيين الـ 62 شخصا و383 جريحا بحسب الإحصائية الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة بولاية شمال دارفور. لم يشمل الدمار في الفاشر سكان المدينة فحسب، بل تم استهداف معسكر ابو شوك للنازحين مما تسبب في قتل وتشريد وحرق السوق الرئيسي بالمعسكر.

“أمام أعيننا نترك موتنا هرباً من الرصاص نتركهم لنجد مكان أكثر أمنا  يحافظ على أرواح من لم تصيبهم الاسلحة الثقيلة أو الضرب العشوائي”

لم تختفي مناظر الجثث الملقاة على الطرقات أمام المنازل حتى بالقرب من المقر الذى يقيم فيه والى الولاية لخمسة أيام متتالية، هكذا يصف د. عيسى داؤود ، وهو مدير منظمة الدعوة وأحد شهود عيان الأحداث التى وقعت بولاية شمال دارفور. ويضيف قائلاً: “نتمنى أن تتوقف هذه الحرب أو ليبحث المتحاربان عن ميادين أخرى بعيداً عن أماكن المدنيين ومساكنهم  إذا أرادوا الاستمرار في عمليات الاقتتال فيما بينهم”.

آثار حريق في سوق بالقرب من مخيم ابوشوك للنازحين في الفاشر ، شمال دارفور. مصدر الصورة: Maxar Technologies
آثار حريق في سوق بالقرب من مخيم ابوشوك للنازحين في الفاشر ، شمال دارفور. مصدر الصورة: Maxar Technologies

آثار الحرب 

وتواصلت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى ثالثة أيام على التوالي  والتي أعلنت فيها  القوات المسلحة سيطرتها على مقر قيادة الدعم السريع بمدينة الفاشر، وسط حالة من الرعب والهلع  بين المواطنين جراء عمليات النهب والسلب للممتلكات والمؤسسات العامة ومقار منظمات أممية. كما أدى الاشتباك إلى حرق سوق نيفاشا والذي يعد أكبر أسواق المدينة.

وكشف برنامج الاغذية العالمي عن مقتل 3 من موظفيها في الـ15 من أبريل الماضي بمحلية كبكابية التابعة لولاية شمال دارفور نتيجة للمعارك بين القوات المسلحة ومليشيات الدعم السريع مما أدي إلى تعليق عملها في السودان، وحذّر البرنامج أنه من المتوقع أن ينحدر في الأشهر المقبلة ما بين 2 إلى 2.5 مليون شخص إضافي في السودان للجوع نتيجة العنف المستمر في البلاد. وهذا من شأنه أن يأخذ انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان إلى مستويات قياسية  ليصل الى أكثر من 19 مليون شخص، أي خمسيّ السكان.

تقرير من شبكة عاين عن مستشفى الفاشر – 22 ابريل 2023

 

كوارث صحية

كما تسببت الاشتباكات الدامية إلى تكدس مستشفيات الولاية بالجرحى والمصابين وبحسب اللجنة التمهيدية لنقابة  الأطباء، فقد توقفت الخدمة عن 5 مراكز صحية بالمدينة جراء الاشتباكات.

وقال شاهد عيان  لـ(شبكة عاين ) من مدينة الفاشر ” تفاقمت الكوارث الصحية بسبب المعارك الدائرة وسط المدنيين  في شمال دارفور في ظل وجود ثلاثة أو اربعة مراكز صحية  معظمها خرجت عن الخدمة عدا المركز الجنوبي الذي يقصده كل الجرحى والمصابين بالولاية”.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفى 250 حالة، بحسب مصدر بوزارة الصحة في شمال دارفور، لكن عدد المرضى الموجودين حاليا أعلى بكثير وفقا لتصريحات متطوعين في المستشفى.

مجابهة الحرب

وصرح والى ولاية شمال دارفور في بيان له عن إعلان تشكيل قوة مشتركة  من أطراف العملية السياسية بالمدينة قومها 120 عربة لحماية المرافق العامة وممتلكات المواطنين، وأكد الوالي أن مهام هذه القوة تنحصر في عملية الحماية ولا علاقة لها بالاقتتال الدائر بين طرفي النزاع.

وتواصلت المبادرات المجتمعية للتقليل من الأضرار الناجمة عن المواجهات بين طرفي النزاع  بالولاية حيث أطلقت الادارات الاهلية بمعسكر أبوشوك مبادرة مجتمعية تحت شعار ” افقد جارك ” لمتابعة اوضاع النازحين بالمعسكر.