ضحاياها مزارعون قتلوا بالرصاص ..عودة الصفقات المشبوهة في سنار
18 مايو2022
فتحت قوة عسكرية تحرس مشروع “كناف أبونعامة” في محلية أبوحجار بولاية سنار النار على مواطنين إحتجوا على إعادة المشروع إلى رجل الأعمال معاوية البرير بعد أن استردته لجنة التفكيك وإزالة التمكين العام الماضي.
وبررت الاسترداد بحصوله على المشروع وفق صفقة فاسدة مع والي سنار الأسبق في عهد النظام المخلوع أحمد عباس فيما توترت الأوضاع بمحلية أبو حجار عقب مقتل ثلاثة مزارعين وقال شهود إن السلطات وضعت القوات الأمنية في حالة طوارئ قصوى خوفًا من تصاعد الاحتجاجات.
ويعد مشروع “كناف أبونعامة” الواقعة في محلية أبوحجار من أبرز المشاريع التي أسست لإنتاج ألياف صناعة “الخيش” لاغراض تعبئة المحاصيل وهو مشروع حكومي خصصه النظام المخلوع لصالح مستثمرين أبرزهم رجل الأعمال معاوية البرير.
صفقة فاسدة
وحاول مزارعون استرداد أراضيهم من المشروع صباح اليوم الأربعاء إلا أن قوة عسكرية تحرس المشروع أطلقت الرصاص الحي وقتلت ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين نقلوا إلى مستشفى سنجة بولاية سنار جنوبي البلاد.
ويوضح عضو لجنة التفكيك وإزالة التمكين خالد الفاضل لـ”عاين” أن المشروع هو حكومي وخُصص للمزارعين في المنطقة وكانت هناك إجراءات لإعادتها إلى المزارعين لكن الانقلاب العسكري أوقفها وأعاد المشروع إلى رجل الأعمال معاوية البرير بقرار ضعيف جدا من المحكمة العليا على حد قوله.
وأشار الفاضل إلى أن قرار المحكمة العليا باعادة المشروع إلى رجل الأعمال استفز سكان المنطقة خاصة وانهم يعتمدون على الزراعة وكانوا يشعرون بالإنصاف عقب استرداده من البرير العام الماضي.
وكانت شركة تتبع لرجل الأعمال معاوية البرير استعانت بقوات عسكرية حكومية لحراسة المشروع مبررة ذلك بمحاولة المزارعين الاستيلاء على الأراضي.
وتتهم مصادر من لجنة التفكيك بولاية سنار حكومة الولاية التي يهيمن عليها العسكريون وعناصر المؤتمر الوطني المحلول بتقديم مساعدات كبيرة للمستثمرين للاستيلاء مرة أخرى على المشروع.
وكانت تقارير طبية أشارت إلى ظهور 29 إصابة بالسرطان في العام 2019 بين مواطنين قرب مشروع كناف أبونعامة نتيجة زراعة القطن المحور وراثيا وهذا المشروع تحوم حوله شبهات حول إبرام حكومة الولاية في عهد النظام البائد صفقة بقيمة 10 مليون دولار مقابل تخصيصه لرجل الأعمال معاوية البرير.
تحالف العسكريين والمستثمرين.
وذكر بشرى الجراحي وهو مهندس زراعي ونقابي في مدينة سنجة في تصريح لـ”…” أن الوالي الأسبق أحمد عباس باع المشروع لرجل الأعمال معاوية البرير الذي سدد ايضا قيمة أسهم امتلكتها شركة الراجحي السعودية و”دلتا القابضة”. وأشار إلى أن ما يحدث في مشروع كناف أبونعامة بمحلية ابوحجار هو تحالف بين رجال الأعمال والسلطة العسكرية الحاكمة التي تحاول تقديم الحماية للمستثمرين.ِِ
وأضاف : “باعت حكومة أحمد عباس مشروع كناف أبونعامة لرجل الأعمال معاوية البرير بقيمة 10 مليون دولار لـ 30 ألف فدان بينما وضعت مجموعة البرير شركة لادارة المشروع برأسمال ابتدائي 20 مليون دولار في المرحلة الأولى و40 مليون دولار في المرحلة الثانية”.
وحذر الجراحي أن المنطقة تمر بتوترات عقب مقتل ثلاثة مواطنين برصاص القوات العسكرية لافتا إلى أن الوضع مرشح للانفجار سيما وان الاهالي لن يصمتوا على مقتل ثلاثة أشخاص.
ويؤكد الجراحي أن صفقة قيمتها 10 ملايين دولار لا يمكن أن تكون القيمة الحقيقية لمشروع مساحته 30 ألف فدان موضحا أن الحل هو إعادة تقييم المشروع وإجراء تحقيق شفاف حول الصفقة التي بدأت منذ العام 2011.
وكانت فرعية حزب المؤتمر السوداني بمحلية ابوحجار أكدت في بيان اليوم الأربعاء مقتل ثلاثة مواطنين برصاص قوات عسكرية في مشروع كناف أبونعامة وهم “الزبير البشير” و “والرضي البدوي” و “ودوكة إبراهيم بشير” أثناء احتجاجات للمواطنين على قرار تبعية المشروع لرجل الأعمال معاوية البرير.