استخدام الأسلحة الثقيلة في القتال الأهلي جنوب كردفان

 4 ديسمبر 2021

تسود حالة من الهدوء الحذر ضواحي مدينة أبوجبيهة بولاية جنوب كردفان بعد أيام من الاقتتال الأهلي الذي خلف ما لا يقل عن 10 قتلى وعشرات الجرحى ونزوح 400 أسرة إلى مدينة ابوجبيهة.

واندلعت الثلاثاء الماضي عمليات اقتتال واسعة بمنطقة جبرونا بين مكوني الحوازمة والكنانة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة- بحسب ما افاد شهود (عاين) وسط غياب تام للقوات الأمنية فيما تعيش المنطقة هدوءا حذرا اليوم السبت شهدت مناوشات الجمعة أسفرت عن جرحى ينتظر نقلهم لتلقى العلاج في مستشفيات مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

وأفاد شهود (عاين)، إن القتال تسبب في موجة نزوح كبيرة إلى داخل مدينة أبوجبيهة من الأحياء القريبة التي شهدت المعارك الأهلية، ولجأ النازحون للاستقرار في الساحات العامة والمدارس وأقربهم في المدينة.

وفي الخرطوم، نفذ عشرات النشطاء من منطقة ابو جبيهة امام مقر مجلس الوزراء وسط العاصمة وقفة احتجاجية تندد بالقتال المستمر في المنطقة وسط غياب الجهات الحكومية وعجزها عن القيام بدورها تجاه ذلك.    

ويحمًل الباحث في المجتمع المدني بمنطقة أبو جبيهة، آدم عبدالله اسماعيل الحكومة المركزية وحكومة ولاية جنوب كردفان، مسؤولية الاحداث التي جرت ويقول آدم لـ(عاين)، “تجاهلت حكومة الفترة الانتقالية الأوضاع الامنية الهشة في هذه الولاية، وايضا تغافلت استمرار الصراعات القبلية سواء بين مكون النوبة الأهلي وباقي المكونات العربية فيما بينها”. وأشار اسماعيل إلى ان الأحداث الأخيرة كانت متوقعة نتيجة للتوتر بين القبيلتين.

من جهته، يحذر عضو لجان المقاومة بمنطقة ابو جبيهة مصعب حسن السيد، من تمدد النزاع إلى مناطق اخرى في الولاية. وهاجم السيد تراخي القوات الأمنية في التدخل السريع لاحتواء الصراعات الاهلية في المنطقة. وقال لـ(عاين)، ” لا نعرف الاسباب التي تجعل القوات الامنية لا تتدخل، بدأت المشكلة بسيطة، وانتقل الوضع الى حريق، وتوسعت باستخدام الاسلحة الكبيرة في الصدام”.

ويشير مصعب إلى محاولات مجتمعية لحل هذه النزاعات لكنها معزولة بسبب تخلي الدولة عن مهامها الأساسية المتمثلة في الأمن.  وأضاف “من دون أن يكون هناك فرض لهيبة الدولة ومحاكمة المجرمين، لن تكون هناك أي حلول على الأرض”.

وتابع السيد، ” عند بداية الأزمة العام الماضي في منطقة كلوقي، لم تكن كمية السلاح كبيرة، وبعدها حدثت مناوشات، وبدأت تظهر كمية السلاح بوتيرة متسارعة”. ويطرح مصعب تساؤل من أين تأتي هذه الاسلحة؟، وأين الدور الحكومي؟، مشيرا الى ان الدور المفقود متمثل في عدم تدخل القوات النظامية في الوقت المناسب.

ولفت عضو لجان مقاومة ابو جبيهة إلى انه في اعقاب اعتصام سكان منطقة ابوجبيهة في أغسطس من العام الماضي الذي كانت اولى مطالبه جمع السلاح وبسط هيبة الدولة انشأت الحكومة فرقة عسكرية في المنطقة لكنها لم تحفظ الأمن بل خلقت توترات.

مطالبات

ويعود الباحث في المجتمع المدني بمنطقة أبو جبيهة، آدم عبدالله اسماعيل لدعوة الحكومة المركزية والولائية للتدخل الفوري لنزع فتيل الصراع القبلي الذي يروح ضحيته الأبرياء من القبيلتين فقط، مضيفا أن كل أسباب الصراع معروفة للإدارات الأهلية في كل الأطراف، بما في ذلك الحكومة الولائية، ويرى أن الجدية في إيقاف سرقة ونهب المواشي يجب أن يتم بصرامة عن طريق تطبيق القانون الذي لا يرحم المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم.

بينما يدعو الناشط المدني، اسماعيل هجانة، الطرفين لوقف الاقتتال القبلي فورا، ومعالجة الوضع لما عليه قبل الاحداث،  وينادي الشباب بحقن الدماء، ويرى الانتقام لا يبني بل يحرق البيوت بنيران لا تموت ابدا، ولا يؤسس مستقبل للتعايش ولا للحياة، ويطالب بمحاصرة الظلاميين، وكل من يدعوا الى اشعال نيران الفتنة بين الاهل،  ويكرر ان هذا قتال المنتصر فيه خسران، اذ لا يوجد أسوأ من الحرب والاقتتال، إلا الحرب والاقتتال.

 وتشير (عاين)، إلى أنها ستنتشر في القريب فيلما وثائقيا عن تطورات الأوضاع الأمنية لاسيما عمليات القتال الأهلى المستمرة في ولاية جنوب كردفان