لأول مرة.. مفردات عنيفة في مخاطبة “حمدوك” للسودانيين 

16 يونيو 2021

لأول مرة. تجنب رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، العبارات الدبلوماسية التي ظل يرددها في أي خطاب موجه للسودانيين منذ توليه قيادة مجلس وزراء الحكومة الانتقالية وعمد في خطابه أمس الثلاثاء، على إطلاق تحذيرات هي الاولى من نوعها من أن البلاد على حافة التشظي والحرب الأهلية.

ويأتي خطاب رئيس الوزراء في ظل وضع اقتصادي وتدهور للأوضاع المعيشة واضطرابات أمنية في بعض الولايات واعتداءات على المواطنين من بعض العصابات في العاصمة السودانية الأسبوع الماضي.

  • حرب أهلية 

وحذر حمدوك من دخول البلاد في حرب أهلية جراء تفشي خطاب الكراهية مشيرا إلى أن عناصر النظام البائد تعطل دولاب العمل في مؤسسات الدولة ولأول مرة اتهم حمدوك عناصر النظام البائد بإفشال الخطط الحكومية ووصفهم بالأيادي الخبيثة في تصريحات لم يعتاد عليها الرجل في السابق.

ويصف المحلل السياسي عبد الله ديدان، خطاب رئيس الوزراء بالقوي. مشيرا إلى انه خرج عن المألوف لأنه يفتقر للحاضنة السياسية جراء الانقسام في قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة التي كانت حليفة قبل الانتقال إلى السلطة .

ويعترف عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير محمد الهادي وجود أزمة سياسية حادة بين قوى الحرية والتغيير وحركات السلام والمكون العسكري مشيرا إلى أن مهام الثورة الشعبية في مفترق الطرق.

وتابع الهادئ في تصريحات لـ(عاين) عندما اجتمعنا مع رئيس الوزراء الاسبوع الحالي اتفقنا معه على وجود أزمة سياسية تستدعي معالجات سريعة وناجعة وإيقاف انفراد البعض بالقرارات داخل التحالف الحاكم.

وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك دعا في خطابه الجماهير إلى الضغط على المكونات التي قادت الثورة الشعبية للوحدة مجددا قائلا إن عناصر النظام تسللت من خلال خلافات قوى الثورة.

  • البؤر الأمنية 

ويعد بقاء القوات العسكرية دون عملية ترتيبات أمنية منذ توقيع اتفاق السلام في أكتوبر الماضي مشكلة تواجه السودانيين بسبب انتشار القوات دون توزيعها على المؤسسة العسكرية.

وكان رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس قال إن الترتيبات الامنية لا تفتقر الى الموارد المالية لكنه ابدى خشيته من غياب الإرادة السياسية لدى صانعي القرار.

ويقول المحلل السياسي عبد الله ديدان، إن الثورة لن تحقق أهدافها دون وحدة قواها من تجمع المهنيين إلى قوى الحرية والتغيير وحركات الكفاح والقوى المدنية ولجان المقاومة.

وتابع ديدان: “يعاني رئيس الوزراء من انعدام تحالف سياسي يطبخ القرارات السياسية والاقتصادية لأنه بدا واضحا أنه كلما اتخذت الحكومة إجراءات يتملص السياسيون منها سريعا وكأنهم لا يشاركون في صناعة القرار”.

من جهته يقول المحلل الاستراتيجي وقضايا الانتقال مكين بشير، في تصريحات لـ(عاين)، إن أبرز التحديات التي تواجه رئيس الوزراء أنه يواجه تشكيلات عسكرية من الجيش والدعم السريع والشرطة وجهاز الأمن والحركات وفي نفس الوقت لا يجد الحاضنة السياسية التي تسانده لمواجهة هذه الأطراف.

  • تعقيدات الانتقال

وتابع مكين: “الفوضى التي وقعت في العاصمة السودانية الأيام الماضية يعلم رئيس الوزراء انها نتيجة قصور المكون العسكري لكنه لا يستطيع الاعتراف بذلك فهو اقر انه يود الحفاظ على توازن حرج بين المدنيين والعسكريين”.

ويقول بشير، إن القوى المدينة انقسمت وضربتها الخلافات الى جانب عدم تشكيل نقابات بعد عامين من الاطاحة بالنظام كل هذه الأسباب جعلت حمدوك يظهر بخطاب مغاير للغاية والقول إما الوحدة والتكتل أو مواجهة الطوفان.

ويعترف بشير صعوبة توحيد قوى الثورة لكن يمكن توحيدها من الحد الادنى اي اصطفاف قوى مدنية تحقق أهداف الثورة بعدم التماهي من المكون العسكري وعدم التطرف في نفس الوقت.

فيما يقول عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، محمد الهادي إن الفترة الانتقالية تعاني من بطء كبير في جميع الملفات موضحا أن المطلوبات المهمة لم تنجز بعد من العدالة ومعالجة الوضع المعيشي بالتالي لن يتحقق الانتقال في ظل بقاء هاتين القضيتين دون معالجة جذرية.