“البرهان” في تركيا.. سباق التسليح واقتفاء أثر الدعم السريع
15 أغسطس 2021
زار القائد العام للجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تركيا نهاية الأسبوع الماضي وعقد مباحثات مغلقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة ووقعا تسعة اتفاقيات شملت اتفاقية استيراد تقنية عسكرية تركية الى السودان.
وتأتي المباحثات التي جمعت البرهان واردوغان في انقرة بعد ثلاثة شهور من زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو تركيا قبل شهرين على رأس وفد وزاري.
وسبقت زيارة دقلو إلى تركيا إجراءات أعلنها مجلس السيادة الانتقالي بشكل مفاجئ على توضيح أعضاء مجلس السيادة الجولات الخارجية للمجلس قبل مغادرتهم للبلاد.
وجاء قرار مجلس السيادة الانتقالي في ذلك الوقت على خلفية مخاوف من اتفاقات تسليح بين قوات الدعم السريع وأنقرة بحسب تسريبات إعلامية حيث أبدت تركيا رغبتها بتزويد هذه القوات ذات الخلفية العشائرية بطائرات مسيرة بحجة مراقبة الحدود ومكافحة الهجرات غير الشرعية في إطار تعاون سري بين هذه القوات والاتحاد الأوروبي طبقا لاتهامات وردت في هذا الصدد منذ العام 2016
رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان أكد أن بلاده تتطلع بجانب التعاون السياسي مع أنقرة للحصول على قدر كبير من التقنية التركية المتقدمة في مجال الصناعات الدفاعية.
وجاء ذلك خلال زيارته الجمعة لرئاسة الصناعات الدفاعية بتركيا بحضور نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، حيث أشار البرهان إلى “التطور التكنولوجي الكبير الذي بلغته تركيا في مجال الصناعات الدفاعية مما جعلها من الدول الرائدة في هذا المجال إقليميا ودوليا”، حسبما ذكرت وكالة السودان للأنباء.
وأشار البرهان أيضا إلى “الدعم الكبير الذي ظلت تقدمه تركيا للسودان، خاصة خلال فترات الحصار”.
ويقول محمد عبد الرحمن المحلل الدبلوماسي في تصريح لـ(عاين) إن تركيا عرفت بتزويد النظام البائد بالأسلحة نتيجة وجود تقارب بين الحزبين الحاكمين المدعومين من الجماعات الإسلامية.
وأضاف عبد الرحمن: “زيارة البرهان إلى تركيا تحقيق أمرين مهمين الأول انه ألغى جميع الاتفاقات السابقة التي وقعتها أنقرة مع النظام البائد وتوقيع اتفاقات جديدة بالتالي قد يصبح حليفا لتركيا والأمر الثاني تقديم الجيش السوداني نفسه بشكل جديد لأنقرة بدلا من قوات الدعم السريع التي كادت أن تبرم صفقة الطائرات المسيرة”.
وتابع عبد الرحمن: “تحالف الجيش السوداني مع النظام التركي قد يتوج بزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لأنه تلقى دعوة من البرهان وهذا تطور لافت لكن لا ندري عما اذا كان المدنيين في السلطة الحاكمة في السودان على علم بنتائج الزيارة وتفاصيلها الدقيقة”.
وتعد الزيارة التي نفذها رئيس مجلس السيادة الانتقالي هي الثانية من نوعها لأرفع مسؤول سوداني عقب زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو لتركيا في نهاية مايو الماضي.
ويقول المحلل العسكري اللواء أمين مجذوب اسماعيل في تصريح لـ(عاين) إن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان لتركيا ذات طابع حكومي يشمل جميع أطراف السلطة الانتقالية.
وأردف: “وقع البرهان مع الرئيس التركي تسعة اتفاقيات ذات طابع اقتصادي وسياسي وتبادل تقني ومذكرات تفاهم في مجال الصناعات الدفاعية”.
ويرى اسماعيل ان زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى تركيا في مايو الماضي كانت زيارة في إطار التعاون العسكري بين الطرفين ولم تكن هناك أجندة تشمل السلطة الانتقالية.
محلل دبلوماسي لا يستبعد أن تكون القاهرة وراء ترتيب زيارة البرهان الى تركيا لسببين مهمين الأول عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة والثاني مخاوف مصرية من تمدد نفوذ قوات الدعم السريع وقطع عملية تسليح متحملة من تركيا.
وقال إسماعيل، إن زيارة البرهان أول جولة الى تركيا عقب الإطاحة بالنظام البائد. مشيرا الى ان السودان وتركيا يريدان إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية دون مخاوف من التأثير الإيديولوجي للجماعات الإسلامية.
وكانت تركيا وقعت اتفاقية مع الحكومة في عهد النظام البائد لترميم جزيرة سواكن التي تقع على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد لكن ضغوط مصرية على الرئيس المخلوع عمر البشير حال دون إتمام المشروع وتتخوف القاهرة من استخدام تركيا للجزيرة السودانية لاستهداف امنها القومي.
ولا يستبعد المحلل الدبلوماسي محمد عبد الرحمن من أن تكون القاهرة وراء ترتيب زيارة البرهان الى تركيا لسببين مهمين الأول عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة والثاني مخاوف مصرية من تمدد نفوذ قوات الدعم السريع وقطع عملية تسليح متحملة من تركيا في ظل رغبة هذه الدولة على توسيع نفوذها في البحر الأحمر.