السودان: بعد عام من الحرب.. إليكم أبرز الأحداث
عاين- 4 مايو 2024
في الخامس عشر من أبريل الماضي اندلعت المعارك العسكرية في السودان بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. بدأت المعارك العسكرية في العاصمة السودانية الخرطوم قبل أن تمتد إلى مدن وولايات أخرى لتغطي ما يزيد عن 60% من المساحة الجغرافية للسودان.
وتتسبب في وفاة ما يزيد عن 12 ألفاً بشكل مباشر نتيجة العمليات العسكرية وهنالك الآلاف الذين لقوا نحبهم لأسباب أخرى مرتبطة بالحرب، الأمر الذي أدخل البلاد في نفق مظلم من تردي الوضع الإنساني والمعيشي للمواطنين السوداني وانهيار جميع مقومات الحياة الأساسية والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية والخدمية، وفشلت جميع المساعي والوساطات للوصول إلى اتفاق بين الطرفين لوضع السلاح أرضا أو أن يلتزم كل طرف على تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية وضمان سلامة وأمن المواطنين في مناطق سيطرتهم.
الوضع الإنساني
منذ اندلاع المعارك العسكرية تدهور الوضع الإنساني بوتيرة متسارعة في السودان، وهو الأمر الذي دفع الأمم المتحدة للتحذير من أن الوضع الإنساني في السودان هو الأسواء في العقد الأخير منذ انطلاق الطلقة الأولى ضربت السودان كارثة إنسانية حادة، فبحسب تقارير الأمم المتحدة 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، و 95% من الشعب السوداني لا يمكنهم تأمين وجبة كاملة يومياً، 3.8 مليون طفل دون سنة الخامسة يعانون سوء التغذية، و25 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة.
كانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أعلنت عن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان تحتاج ما يزيد عن 2.7 مليار دولار لمواجهة الوضع الإنساني المتردي بصورة عاجلة، ولكن بحسب البيانات المنشورة بموقعها حتى تاريخ 9 أبريل 2024 إنها لم تستطع جمع أكثر من 276 مليون دولار حيث يمثل 10% فقط المبلغ المطلوب هو الأمر الذي ينذر بأن الشعب السوداني قد يكون مضطرا لمواجهة الأزمة الإنسانية وحيدا؛ مما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية الأسوأ في العقد الأخير. في حين أن المبلغ الذي كانت تحتاجه المنظمة في عام 2023 لمعالجة الوضع الإنساني من قبل بداية الحرب وحتى نهاية العام كان 2.5 مليار دولار استطاعت أن تجمع منه مبلغ 1.27 مليار دولار أي ما يعادل 49.5% الميزانية الموضوعة للعام.
وعلى صعيد متصل استضافت عاصمة فرنسا باريس مؤتمرا للقضايا الإنسانية في السودان أبريل 2024 بمشاركة دول عديدة قدمت تعهدات تصل إلى ما قيمته 2 مليار دولار لمواجهة الأزمة المتنامية في السودان.
النازحون واللاجئون
تظهر بيانات وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن عدد الذين أجبروا على النزوح قسرا يزيد عن 8.7 مليون شخص منذ اندلاع المعارك العسكرية في أبريل 2023 بالإضافة إلى ما يزيد 6.6 مليون نازح داخليا، وما يزيد عن 1.8 غادروا إلى الدول المجاورة للسودان، وتضيف المفوضية أن الدول المتاخمة حدوديا للسودان كان تستضيف أعداد كبيرة من السودانيين حتى قبل الحرب، وأن الظرف الطارئ الذي أنتجته الحرب يستدعي توفير الأمان والمساعدة اللازمة لإنقاذ حياتهم. تحتضن دولة تشاد ما يزيد عن 570 ألف مواطن ومصر 500 ألف وإثيوبيا ما يزيد عن 52 ألفاً، وتحتضن جنوب السودان ما يزيد عن 650 ألفاً وأفريقيا الوسطى ما يزيد عن 29 ألفاً.
المسار السياسي
-
15 أبريل 2023 بداية الحرب: بداية الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
-
18 أبريل 2023 : هدنة لمدة 24 ساعة بوساطة أمريكية.
-
20 أبريل 2023: المجموعة الرباعية التي تضم “أمريكا، بريطانيا، الإمارات، السعودية” تدعو إلى وقف إطلاق النار.
-
24 أبريل 2023: هدنة 72 ساعة بوساطة أمريكية سعودية.
-
6 مايو 2023: بداية المفاوضات في جدة بين الجيش والدعم السريع بوساطة سعودية أمريكية.
-
12 مايو 2023 : توقيع اتفاق جدة حول حماية المدنيين ووصول المساعدات.
-
31 مايو 2023: الجيش يعلق مشاركته في مفاوضات جدة، ويتهم الدعم السريع بنقض الاتفاق.
-
12 يونيو 2023: قمة الإيقاد تشكل آلية رباعية برئاسة كينيا والجيش يرفض رئاسة كينيا بتهمة الانحياز للدعم السريع.
-
10 يوليو 2023: رباعية الإيقاد تقترح نشر قوات دول شرق أفريقيا (إيساف) في السودان، والخارجية السودانية ترفض الاقتراح.
-
13 يوليو 2023: مصر تنظم مؤتمرا لدول جوار السودان في القاهرة.
-
27 أغسطس 2023: القائد العام للجيش يغادر الخرطوم إلى بورسودان.
-
16 نوفمبر 2023: حركات مسلحة، بقيادة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم يعلنون دعم الجيش.
-
17 نوفمبر 2023: حركات مسلحة أخرى بقيادة الهادي إدريس والطاهر حجر يعلنون الحياد.
-
21 نوفمبر 2023: إقالة الطاهر حجر من عضوية مجلس السيادة.
-
6 سبتمبر 2023: البرهان يعلن حل قوات الدعم السريع.
-
1 ديسمبر 2023: مجلس الأمن ينهي مهام البعثة الأممية (يونيتامس) بطلب من السودان.
-
18 يناير 2024: قمة الإيجاد تدعو إلى لقاء مباشر بين طرفي الصراع.
-
19 يناير 2024: السودان تجمد عضويتها في الإيجاد.
-
26 فبراير 2024: تعيين مبعوث أمريكي خاص للسودان.
-
8 مارس 2024 : مجلس الأمن يدعو لهدنة في السودان.
-
9 مارس 2024: الدعم السريع يرحب بالقرار.
-
10 مارس 2024: الجيش يطالب بتنفيذ الدعم السريع أولا لاتفاق جدة.
-
27 مارس 2024: المبعوث الأمريكي الخاص للسودان يعلن عن جولة جديدة من المفاوضات في الثامن عشر من أبريل 2024.
-
8 أبريل 2024: الخارجية السودانية تعلن عدم تلقيها دعوة من الوساطة السعودية الأمريكية لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع في 18 من أبريل.
ولاية الجزيرة
تسيطر قوات الدعم السريع بشكل تام على ولاية الجزيرة باستثناء مدينة المناقل، وتشهد الولاية انتهاكات جسيمة من قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها
وأصدرت مجموعة محامو الطوارئ، تقريراً حديثاً يوثق لانتهاكات قوات الدعم السريع للقانون الإنساني الدولي في ولاية الجزيرة والغارات الجوية التي قام بها الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة.
يشمل التقرير الذي جاء بعنوان “مأساة مدن وقرى الجزيرة” والذي يتناول الانتهاكات والجرائم الواقعة على المدنيين في الفترة من 16 أبريل 2023 وحتى مارس 2024. وأوضح التقرير مقتل (248) مدنياً وجرح (347) مدنياً آخر بإصابات تتراوح بين بسيطة والخطيرة، في الفترة التي يشملها التقرير نتيجة لهجمات قوات الدعم السريع على القرى والمدن.
ويشير التقرير إلى أن الجيش يزعم اتستهدف القصف الجوي تجمعات قوات الدعم السريع، بينما يفشل في التمييز بين المقاتلين والمدنيين..
ويستمر انقطاع الإنترنت عن ولاية الجزيرة مع عودة التيار الكهربائي لبعض مدن الولاية بحسب ما أعلنت لجان مقاومة مدني عبر حسابها في منصة إكس- تويتر سابقا
إقليم دارفور:
-
24 أبريل 2023: قوات الدعم السريع وحلفاؤها يهاجمون مدينة الجنينة
-
14 يونيو 2023: مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر في مدينة الجنينة.
-
19 يونيو 2023: الدعم السريع وحلفاؤه يسيطرون على مدينة الجنينة
-
21-24 أكتوبر 2023: الدعم السريع يهاجم الفرقة 16 في نيالا التابع للجيش
-
26 أكتوبر 2023: الدعم السريع يسيطر على الفرقة 16 في نيالا
-
31 أكتوبر 2023: الدعم السريع يسيطر على الفرقة 21 زالنجي
-
4 نوفمبر 2023: الدعم السريع يسيطر على الفرقة 15 الجنينة
-
22 نوفمبر 2023: استسلام الفرق 20 في الضعين للدعم السريع.
انتهاكات حقوق الإنسان
التقرير السنوي للمفوضية السامية للأمم المتحدة
* قدم هذه التقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جلسته الخامسة والخمسين الذي يغطي الفترة من 15 أبريل إلى 15 ديسمبر 2023:
– ذكر التقرير أن أعداد الوفيات حتى تاريخ 8 ديسمبر 2023 هو 12260 شخصاً.
العنف الجنسي أو القائم على النوع
– ذكر التقرير أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان حتى يوم 15 ديسمبر استلمت المفوضية 58 تقريراً موثقاً لعنف جنسي يشمل الاغتصاب الفردي والجماعي والإجبار على ممارسة البغاء من الطرفين، أو من مجموعات متحالفة معهم، ويتوقع التقرير أن تكون الحالات أعلى من الذي وثقها التقرير، وعلى صعيد متصل قالت حملة معا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي أن أعداد الحالات التي سجلتها في الفترة خلال 15 ديسمبر 2023 وحتى 29 فبراير هي 81 حالة 32% منها حدثت لطفلات.
– تشمل هذه التقارير 118 حالة موثقة 98 منها للنساء ورجل و 18 فتاة وصبي
– 26 حالة كانت في الخرطوم و 10 حالات في جنوب دارفور و12 حالة في (وسط دارفور, شمال كردفان, غرب دارفور , غرب كردفان).
– في 39 حالة تم تعريف الأفراد في زي الدعم السريع و 9 حالات مجموعات متحالفة مع الدعم السريع
– حالتان تعريف الأفراد من الجيش السوداني
– في جميع ولايات دارفور تم استهداف النازحات من النساء والبنات، خصوصا الذين ينحدرون من مجموعات غير العربية من قبل الدعم السريع وحلفائهم من المليشيات العربية في الفترة ما بين مايو إلى نوفمبر.
– 8 حالات سجلت في الخرطوم وشمال دارفور ووسط دارفور الضحايا تم احتجازهم في ظروف غير إنسانية، وسجلت حالة تم احتجازها لمدة 35 يوماً تبادل فيها أفراد الدعم السريع على اغتصباها بشكل جماعي.
– الحمل نتيجة الاغتصاب سجل في 3 حالات: حالة واحدة استطاعت الحصول على حق الإجهاض القانوني في الفترة القانونية المحددة، حالة أخرى فقدت الجنين، والحالة الأخيرة المسجلة رفض طلبها في الحصول على الإجهاض القانوني لتجاوز المدة القانونية.
– فقط 4 حالات قدموا بلاغات للشرطة والنيابة العامة؛ بسبب عدم ثقتهم بالنظام القضائي أو الخوف من الوصمة الاجتماعية.
-49 امرأة اختفت قسريا في مناطق سيطرة الدعم السريع في الفترة بين أبريل 15 حتى 31 مايو 2023.
الاعتقال
– الطرفان اعتقلوا المئات من الأفراد بما فيهم النساء والأطفال في النيل الأزرق ووسط دارفور والجزيرة والخرطوم وشمال دارفور وسنار وغرب دارفور وكردفان.
– غالبية المعتقلين تم اعتقالهم من الشوارع أو نقاط التفتيش أو من منازلهم.
– المعتقلون لم يتم إخطارهم بأسباب الاعتقال أو نوم التهم، ولم يسمح لهم بلقاء أفراد أسرهم أو الحصول على ممثلين قانونيين.
– تشير معلومات موثقة ان الجيش يستخدم مواقعه العسكرية ومقار الاستخبارات العسكرية والسجون العسكرية ومباني جهاز المخابرات العامة وبعض مراكز الشرطة.
– تشير معلومات موثقة أن الدعم السريع استخدمت المواقع العسكرية والمقرات الأمنية والمباني المدنية التي سيطرت عليها في أثناء القتال.
– في بعض الحالات، تم احتجاز المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي لمدة تصل إلى أربعة أشهر، وهو الأمر الذي يتسبب في معاملة أو تعذيب أو لا إنساني، ولا يزال مكان وجود مئات المعتقلين المدنيين الآخرين، بما في ذلك 49 امرأة على الأقل مجهولاً.
– كما تم احتجاز أعضاء لجان المقاومة وغرف الطوارئ من قبل الطرفين؛ بسبب تقديمهم مساعدات إنسانية طوعية في الأحياء المتضررة من الحرب في الخرطوم.
– ووُصفت معظم مرافق الاحتجاز، ولا سيما أماكن الاحتجاز غير الرسمية، بأنها مكتظة، مع نقص الغذاء والماء ومحدودية فرص الحصول على الرعاية الطبية. حتى نوفمبر، ورد أن أكثر من 750 شخصاً، من بينهم سبع نساء، كانوا محتجزين في مكان احتجاز غير رسمي تديره قوات الدعم السريع في منطقة الرياض بالخرطوم.
حالات الإخفاء
– بحسب التقرير بلغ عدد المفقودين 715 شخصاً حتى 15 أكتوبر، من بينهم 650 رجلا و 47 امرأة و16 صبيا وفتاة، ويعتقد أن العديد منهم محتجزون في مناطق سيطرة الدعم السريع في الخرطوم وشمال كردفان ومناطق عديدة في دارفور.
– عدد الحالات في الخرطوم 595 حالة بينهم 43 امرأة.
– يذكر التقرير أن الأعداد قد تكون أعلى بكثير من المسجل.
– يذكر التقرير يعتقد أن 12 من أعضاء لجان المقاومة وغرف الطوارئ الثمانية عشر الذين فقدوا في الخرطوم محتجزين لدى قوات الدعم السريع، ويعتقد أن ستة آخرين محتجزين لدى القوات المسلحة السودانية حتى 20 أكتوبر.
– بلغت قوات الشرطة السودانية عن 113 حالة اختفاء منذ يونيو 2023. وبحلول 3 أغسطس، ورد أن النائب العام سجل 500 حالة.
– وكشفت نفيسة حجار عضو محامي الطوارئ في تصريحات أدلت بها ارتفاع أعداد المفقودين إلى 1000 شخص منذ اندلاع المعارك بينهم 100 امرأة.
– أشارت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري، إلى “اختفاء أكثر من 990 شخصا خلال الحرب الحالية، بينهم 95 امرأة”
تجنيد الأطفال
- يحظر القانون الدولي تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية. وتشكل هذه الأفعال جرائم حرب.
– وجهت عدة دعوات لانخراط المدنيين في المعارك العسكرية، ففي 27 يونيو 2023 دعاء قائد الجيش جميع السودانيين وخاصة الشباب إلى التوجه إلى أقرب حامية عسكرية للحصول على السلاح.
– في 31 أكتوبر 2023 أفاد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية بأن التدريب العسكري جارٍ ويستهدف آلاف المدنيين، بمن فيهم الشباب.
– تم إنشاء معسكرات التدريب في عدة ولايات منها الجزيرة والقضارف وكسلا والبحر الأحمر ونهر النيل.
– في 30 يوليو 2023 أفادت التقارير أن الهيئة الشعبية لدعم القوات المسلحة السودانية سلحت 255 ألف شاب في المعسكرات، وكانت تعد معسكرات أخرى لاستقبال 117 ألف متدرب.
– أعلنت أيضا في 14 سبتمبر و 30 أكتوبر 2023 تخريج 120 ألفًا و415 ألف متدرب.
– وردت أنباء عن قيام أطراف النزاع بتجنيد الأطفال واستخدامهم في منطقتي دارفور وكردفان وكذلك في ولاية الخرطوم
– بحسب ما ورد تواصلت قوات الدعم السريع مع زعماء القبائل، وخاصة القبائل العربية، لتجنيد الشباب والفتيان، كما ورد أن عددًا كبيرًا من القبائل الأفريقية استجابت أيضًا لتعبئتهم للتجنيد.
– بحسب ما ورد استجابت القبائل الأفريقية، بما في ذلك الفور والمساليت والزغاوة، لحملات التجنيد التي قامت بها القوات المسلحة السودانية والجماعات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام.
– وأشارت شبكة (سي إن إن) في تقرير لها في مارس 2024 “ما لا يقل عن 600 شخص، من بينهم 50 صبيا دون سن الثامنة عشر، انضموا لقوات الدعم السريع شرقي ولاية الجزيرة بدافع الجوع في حالات كثيرة”، فيما تم “تجنيد 150 آخرين، من بينهم 15 فتى، بشكل قسري في غرب الولاية”.