“ولدت طفلي في المعتقل ومات أيضا هناك”.. قصة زوجين بمعتقلات الدعم السريع

عاين- 29 سبتمبر 2025 

“حملت طفلي الميت في حضني طوال الليل بعد أن أنجبته داخل معتقلات الدعم السريع، ولدته بكل أسى الدنيا وسط قسوة ومعاناة لا أستطيع التعبير عنهما بمساعدة السيدات داخل السجن”. تقول سلافة محمد علي لـ(عاين). وتتابع” تم اعتقالي وأنا حبلى في الشهر السابع برفقة زوجي من منطقة أركويت شرقي الخرطوم تم فصلنا في معتقلين مختلفين، ولم أعرف عنه شيئاً إلا بعد الإفراج عني عقب سبعة أشهر قضيتها داخل المعتقلات، وفقدت فيها طفلي”.

تروي سلافة، أن قوات الدعم السريع اعتقلتهم بتهمة التعاون مع الجيش، وعلى الرغم من أنهم تأكدوا من عدم وجود أدلة لم يفرجوا عنا، وأضافت “كنا حديثي الزواج أنا وزجي بداية الحرب نزحنا واستقرينا في بورتسودان عدنا إلى الخرطوم لنأخذ ممتلكاتنا، ولكن اعتقلنا واُقْتِدْنَا إلى منطقة الرياض شرق الخرطوم حيث دائرة استخبارات الدعم السريع، استمر التحري لمدة ثلاثة أيام لم يجدوا أدلة كافية، ولكن لم يطلق سراحي كنت حاملاً في الشهر السابع وأنا مريضة ضغط الدم، لم يكن هناك علاج بالإضافة إلى الضغط النفسي الذي أعيشه”.

“في معتقل الرياض كان الوضع أفضل، ولم يتم تعنيفي، ولكن كنت أرى بقية المعتقلات من نساء وفتيات وأطفال يتم ضربهم واغتصابهم” تقول سلافة في مقابلة مع (عاين) وتزيد: “من أسوأ الأشياء التي رأيتها ضُرِبَت سيدة حتى الموت؛ لأنهم لم يصدقوها، كان هناك خياران إذا أردت الخروج من معتقلات الدعم السريع الأول أن تدفع أموالاً والثاني تدفعين نفسك لأحد الضباط بقضاء عدد من الليالي برفقته ويتم الإفراج”.

تصف سلافة سجن سوبا الذي نُقلت إليه بأنه أسوأ مكان على وجه الأرض بعد شهرين من الاعتقال في منطقة الرياض، وقالت: “كنت في الشهر التاسع حولوني إلى سجن سوبا، لا توجد حياة في السجن كنت أعاني آلاماً وأوجاعاً شديدة استسلمت وقلت إنها النهاية، كان الضباط يدخلون علينا بشكل عشوائي، تعرضت للضرب وأنا في الشهر التاسع ولدت مبكرا بسبب الضرب والعنف الذي كنت اتعرضت له وبقية المعتقلات، ويخبرونا أننا لن نخرج من المعتقل، إلا بعد نهاية الحرب”.

على الجانب الآخر من معتقلات الدعم السريع يحتجز شادي عبد الله زوج سلافة وهو لا يعلم ما حل بزوجته وطفله في معتقلات النساء، لم يكن وضعه أفضل، وهو قلق على زوجته وطفله. ويقول:”وضعوني في معتقل تحت الأرض فصلوني عن زوجتي التي وضعوها في معتقل آخر خاص بالنساء، كانوا يعطوننا كمية قليلة من الماء، نأكل وجبتين عصيدة مع عدس وأحيانا عصيدة مع ملح، المعاملة قاسية، بقيت خمسة أشهر، وبعد نقلونا إلى سجن سوبا”.

ويقول شادي: “اضطروا إلى إطلاق سراحنا بعد تزايد عدد الوفيات وانتشار الأمراض، كنت أبحث عن زوجتي، ولكن قدمي كانت مصابة، وتعفنت بقيت طريح الفراش لسبعة أشهر، عادت زوجتي للمنزل بعد أن أطلق سراحها إلى المنزل، ووجدتني ألزم السرير، عندما رأيتها تغير شكلها، وأصبحت نحيفة جداً، ولم تصدق أنني على قيد الحياة، كانت تبكي قبل أن تخبرني أننا فقدنا طفلنا.

 ويتابع شادي قائلا:”بعد خروجنا من المعتقلات أصيبت سلافة بثلاث رصاصات أثناء بحثها عن مياه استخرجت اثنين منهن، واستقرت الرصاصة الثالثة في جسدها، ذهبنا إلى منطقة الكلاكلة بحثا من المستشفى، ولا زالت تعاني آثار الإصابة، وقبل شهرين جئنا إلى إثيوبيا، ولم نتمكن حتى الآن من مقابلة طبيب؛ لأن الأموال التي نملكها بالكاد تغطي تكاليف المعيشة، أتمنى أن تتعافى زوجتي، ونجد مكاناً آمناً نستقر فيه.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *