تحديات تواجه انطلاقة العام الدراسي في الخرطوم

عاين- 27 سبتمبر 2025

تواجه انطلاقة العام الدراسي الجديد في ولاية الخرطوم، العديد من العقبات أبرزها الجاهزية الفعلية للمدارس لاستقبال التلاميذ، والنقص في أعداد المعلمين.

ويتطلب بدء الدراسة تهيئة البيئة المدرسية مثل توفر المياه وإزالة الحشائش ونظافة الحمامات، بالإضافة إلى اكتمال أعداد المعلمين والتلاميذ الذين لم يرجع أعداد منهم لتواجدهم خارج الولاية وامتناع الكثير من الأسر عن الرجوع للخرطوم نتيجة انتشار الملاريا وحمى الضنك.

ومنذ بداية العام الدراسي يوم الأحد الموافق السابع من سبتمبر الجاري زار مراسل (عاين) عدد من المدارس بولاية الخرطوم للوقوف على مدى جاهزيتها لتنفيذ قرار السلطات المختصة.

وكشفت جولات المراسل التي تمت على مدار أيام لعدد من المدارس، عن تدهور البيئة المدرسية لانتشار الحشائش بكثافة في فناء المدارس، وعدم توفر خزانات المياه (الصهاريج) التي تعرضت للنهب خلال فترة وجود قوات الدعم السريع في تلك المناطق، الأمر الذي ترتب عليه كسورات للمياه داخل المدارس وسقوط بعض المباني بعد تجمع المياه؛ بسبب الخلل الذي أصاب توصيلات المواسير بعد نهب الخزانات، بجانب انتشار البعوض بكثافة حتى في الفترة الصباحية؛ مما دعا لإطلاق حملات لمكافحته برش المدارس بالمبيدات في بعض المناطق بمبادرات من المجتمعات المحلية.

ومن العقبات التي تواجه بداية العام الدراسي عدم تهيئة الحمامات التي بدت في صورة سيئة، وتحتاج نظافة وأعمال (سباكة).

ومن أكبر التحديات التي تواجه بداية العام الدراسي عدم اكتمال طقوم المعلمين في عدد من المدارس لوُجود أعداد منهم خارج السودان أو خارج ولاية الخرطوم، وكشفت متابعات مراسل (عاين) عن طلب أعداد من المعلمين إجازات سنوية تحول دون انخراطهم في العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي، كما أن بعضهم يعتزم الحصول على إجازة دون مرتب حال انتهاء إجازته السنوية، إضافة إلى تواجد أعداد مقدرة من التلاميذ مع أسرهم خارج الولاية، كما تسبب انتشار حمى الضنك والملاريا في عدم حضور أعداد من الأسر خوفاً من الإصابات.

ارتفاع أسعار المستلزمات

ومع انطلاقة العام الدراسي واجهت الكثير من الأسر عقبة ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، وبلغت أسعار الشنط ما بين (٣٥-١٥) حسب الحجم والجودة، وبلغت دستة الكراسات (١٠-١٢) جنيهاً.

فصل دارسي بمدرسة خالد بن الوليد بحي اركويت في الخرطوم

وقالت المواطنة (ابتهال الطاهر) (اسم مستعار) من جنوب الخرطوم لـ(عاين) وهي أم لـ (٥) أطفال يدرسون في فصول دراسية مختلفة، إنها “واجهت مشكلة ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، حيث اشترت شنطتين كبيرتان سعر الواحدة (٣٥) ألف جنيه، بجانب شنطتين صغيرتين سعر الواحدة (٢٥) ألف جنيه، بالإضافة إلى (٤) أحذية سعر الحذاء (٢٨) ألف جنيه للتلميذ الكبير و(٢٥) ألف جنيه للصغير، وسعر دستة الكراسات (١٢) ألف جنيه، ودستة أقلام الرصاص (٣) آلاف جنيه، كما شملت التجهيزات الزي المدرسي الذي كلف (١٥) ألف جنيه للتلميذ الواحد“.

وأضافت: أن “تلك التكاليف لا تتضمن الرسوم الدراسية في إحدى المدارس الخاصة التي اضطرت لإلحاق ابنيها الكبيرين بها؛ لأن كلاهما يدرس في السنة النهائية في مرحلته (أحدهما في الصف السادس أساس، والآخر في الثالث المتوسط)، أما البقية فألحقتهم بمدرسة حكومية، وتابعت أن الرسوم بلغت (٦٣٠) ألف جنيه للتلميذ الواحد بعد التخفيض؛ لأنهما شقيقان يدرسان في ذات المدرسة.

وزادت: أنهم “تحملوا تلك التكاليف مع تكاليف أخرى خاصة بتجهيز المنزل بعد عودتهم إليه؛ لأنه تعرض للنهب خلال فترة الحرب“.

وفي السياق شكا المواطن (أمجد خليفة) (اسم مستعار) من ارتفاع تكلفة التجهيز للعام الدراسي، ونوه في الوقت ذاته إلى أن غالبية أولياء الأمور توقفت أعمالهم، وأصبحوا بلا رواتب أو مصادر دخل الأمر الذي يتطلب المراعاة.

ودفع سوء البيئة المدرسية السكان المحليين في بعض الأحياء لإطلاق مبادرات إعادة تأهيل المدارس، والتي شملت عمليات النظافة وإزالة الحشائش وحملات الرش لمكافحة البعوض، ويتجه البعض لتوفير الإجلاس نتيجة نهب المقاعد الدراسية في بعض المدارس واستخدام خشبها كحطب للوقود، وتوفير سقف لمبانٍ تم نهب (الزنك)، بالإضافة إلى تجهيز السقيا وإعادة تأهيل توصيلات المواسير وتجهيز الحمامات التي وصل بعضها مرحلة وصفها البعض بأنها في غاية السوء، ولا تصلح لأن يستعملها التلاميذكما تحتاج بعض المدارس وفقاً لجولات (عاين) لمراجعة التوصيلات الكهربائية، وترميم في الأبنية.

قصور رسمي

وكشفت متابعات (عاين) عن قصور رسمي من قبل وزارة التربية والسلطات المعنية بالنظافة ومكافحة البعوض، حيث لم تشهد كثير من المدارس أية زيارات لمسؤولين لإجراء ما يلزم، وأن الوزارة اتخذت قرار بداية العام الدراسي، ويرى كثيرون أنها وضعت بذلك القرار المجتمعات أمام الأمر الواقع في تهيئة البيئة الدراسية ومواجهة متطلبات تجهيز أبنائهم وبناتهم وهو ما يحدث فعلياً بتحمل مواطني أحياء عديدة تلك المسؤولية. وتلزم وزارة التربية والتعليم المعلمين والمعلمات المعين بولاية الخرطوم بالعودة إلى للعمل من الولاية.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *