نعيمة أبيض رحلة غناء حتي الموت

نعيمة أبيض رحلة غناء حتي الموت
شبه البعض فقدانها بغياب الأم والملهمة والفنانة والمناضلة، وغيرها من الصفات القريبة من نبض الإنسان في جبال النوبة، انها واحدة من أبطال النضال المنسية في السودان التي اختلطت دماءها بالتراب في قبل أن تصعد روحها إلى السماء في موت اسطوري شجاع ، هي الفنانة المرهفة والمربية الصادقة والمقاتلة الشرسة نعيمة أبيض.

تقرير عاين : 18ديسمبر 2018

شبه البعض فقدانها بغياب الأم والملهمة والفنانة والمناضلة، وغيرها من الصفات القريبة من نبض الإنسان في جبال النوبة، انها واحدة من أبطال النضال المنسية في السودان التي اختلطت دماءها بالتراب في قبل أن تصعد روحها إلى السماء في موت اسطوري شجاع ، هي الفنانة المرهفة والمربية الصادقة نعيمة أبيض.

قتلت نعيمة ابيض وهي تغني للسلام وتشجع الناس على الثبات أمام ضربات الانتنوف وهجمات الجيش التي تنشر الموت العشوائي. وضع صاروخ حكومي أطلق في العام 2014 في إحدى غارات الانتنوف في جنوب كردفان نهاية لصوت المقاتلة نعيمة أبيض لكن يعتبر تواصل  من ورثتهم حب الفن وعشق الحرية من الأطفال الذين اهتمت نعيمة أبيض بتعليمهم الفن والغناء والموسيقي كجزء من اهتمامها بترقية الفنون والتراث في منطقة جبال النوبة، اضافة الى خلق جيل مرتبط بتاريخ المنطقة وإنسانها.

رسالة فنية مهتمة بالتراث

نعيمة أبيض رحلة غناء حتي الموت
شبه البعض فقدانها بغياب الأم والملهمة والفنانة والمناضلة، وغيرها من الصفات القريبة من نبض الإنسان في جبال النوبة، انها واحدة من أبطال النضال المنسية في السودان التي اختلطت دماءها بالتراب في قبل أن تصعد روحها إلى السماء في موت اسطوري شجاع ، هي الفنانة المرهفة والمربية الصادقة والمقاتلة الشرسة نعيمة أبيض.
قتلت نعيمة ابيض وهي تغني للسلام وتشجع الناس على الثبات أمام ضربات الانتنوف وهجمات الجيش التي تنشر الموت العشوائي.

تشعر نعيمة أبيض بعمق ان هناك من يحاول ابادة انسان جبال النوبة، فبادرت من أجل حفظ التراث في نفوس وعقول وقلوب الاطفال الذين فتحت لهم مدرسة متواضعة من القش وخلافه من الأدوات البسيطة لتعليم الغناء والرقص والموسيقى والفنون فصارت مدرسة قائمة بذاتها تقوم بدور مؤسسات كاملة وبوعي متقدم في الادارة والحفاظ على تراث المنطقة. ولأن التراث يعد جزءا أساسيا من رسالة نعيمة ابيض الفنية فقد تمسكت به نعيمة حتى  آخر وصاياها التي أطلقتها عبر شبكة عاين قائلة ” أنا لو مافي ما تخسروا أنفسكم وتتركو التراث” ، ولم تنس روحها المقاومة التمسك أيضا بمشروع السودان الجديد، قائلة “إذا فارقت روحي الحياة عليكم بالمواصلة الى السودان الجديد”.

استشهاد نبيل

وعانت المطربة نعيمة أبيض  كثيرا بسبب القصف الجوي الذي استهدفها وبقية المدنيين في منطقة الكواليب التي نزحت إليها بسبب الحرب، الى ان اصابها الانتنوف وقطع جسدها الى أشلاء في يوم بائس حزن له كل ابناء منطقتها وكل من عرفها. سكت صوتها الجميل عن الغناء للسلام، وقلبها عن الخفقان بالحرية لكن الكثيرون في جبال النوبة يعرفون مآثرها، التي لم تجد طريقها  لمؤسسات اذاعة أم درمان أو غيرها من دعاة السلام ومحترفي الفن حول العالم.

يروي الأستاذ الهادي كومي وهو أحد المثقفين بمنطقة الكواليب حادثة مقتل نعيمة ابيض وهي متمسكة بالغناء والموسيقى والحياة. ويضيف الاستاذ كومي قائلا لـ (عاين) ” في اليوم الماتت فيهو، ما كانت عيانه ونشيطة في كل نشاطاتها التي تقدمها ، وهي أقرب لي حكامه في المنطقة وعنصر فاعل في المجتمع وبتجمع مجهود النضالي، واستشهدت حوالي الساعة خمسة، وقبل الفترة بي ساعة كانت طائرة الانتنوف حايمة وجاءت لحظة الانتنوف اختفي هم حاولوا يرجعوا وتحركوا هم ستة أنفار من بيتهم ماشين الجبل، والانتنوف رجع ضربهم ورمي تمنية دانات وكان نصيبها هي انها ماتت وراحت ضحية”. مضيفا “نعيمة ذكراها وتأثيرها موجود، وفي مناطق توروا هنا في دورة تعليمية كاملة عملوها باسم نعيمة ابيض، نعيمة برضو نزحت من مناطق بعيدة شوية وجات تحت الجبل في تلودي، وكانت نعيمة تحمس في جنود الجيش الشعبي وحثهم على القتال” . ويواصل كومي حديثه ”واصلت نعيمة التي تعتبر من جيل فني جديد في النزوح من منطقتها  للاحتماء بالجبال الى فارقت روحها الحياة بالقصف الجوي الذي مزق اجزاء من جسدها وصعدت روحها إلى الحياة الابدية”.

رعاية الأجيال

نعيمة أبيض رحلة غناء حتي الموت

ظلت نعيمة أبيض الأم الرؤوم منسية ومقصية حتى ارتفعت روحها إلى السماء دون تمجيد أو بطولة تنسب اليها، لكن المعاناة التي ولدت احساسها العالي بمعاناة الانسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص ما تزال فقط في صدور من التقوها وحبوها، وليس ثمة موثق حتى الآن.  همشت نعيمة لحظة قتلها في العام 2014 تحت وابل القصف الجوي، ثم أهملت حين لم يذكر أحدا موتها، وقتلت من جديد عندما لم يوثق أحدا لغنائها وفنها وماثرها. أسست نعيمة ابيض جمعية للموسيقى وتدريب الأطفال والنساء على الرقص والغناء والموسيقى حبا للحياة وتخليدا للتراث.

وأسست نعيمة كما يقول الأستاذ كومي جمعية ، مضيفا أنها ساهمت بشكل فعال في حفظ تاريخ وتراث المنطقة. وتضيف الفنانة (كانيكا كوكو ) نعيمة أبيض بتغنى وبترقص ونحن زاتنا اتعلمنا منها ولما بقت مافي نحن هسي  نغني اغانيها وبرقص زيها”” ويذهب في ذات الاتجاه أحد أبناء المنطقة مجدي حسين كومي، الذي كان لصيقا بالفنانة نعيمة ابيض مبينا أنها كانت صاحبة الفكرة في إنشاء جمعية حفظ التراث وتدريب الموسيقي، مضيفا “شكل علاقات الاجتماعية الشخصية والعامة لنعيمة كانت ممتازة، وهي طبعا انسانة شجاعة وعندها أدب ومافي مرا حسي بتحصلها، في فرقة مباشرة وشغالة، والتي دربتهم الكبار ما لقوا الام بتاعتهم الكان بتدربهم، لكن حاجاتها لسه عندهم، وفي فرقة موجودة بتاعت الجمعية بتاعتها وفي أي برنامج بتشارك”.

الشاب حسن عبد القادر كومي وهو أحد الذين تدربوا في الفرقة الغنائية والموسيقية التي درستها نعيمة أبيض ، ويعدد ماثرها، مشيرا إلى  تأثيرها الملهم على كافة أبناء المنطقة. وكانت نعيمة ابيض إحدى الايقونات الفنية في منطقتها رغم كونها لم تتلق أي دراسة في الموسيقى أو التلحين أو الغناء، لكنها كانت تقاوم بحسها الفني العالي بكتابة قصائدها الشعرية ثم تلحينها و تغنيها في آن  واحد، وتقوم بتحفيظها للأجيال الجديدة لا سيما تلك الأغنيات التي تحمل معاني تراثية أو تستلهم التراث في كلماتها وألحانها و ادائها.

ويمضي قائلا “نعيمة أبيض خلقت مساحة وفراغ كبير جدا في الفرقة ، وهي طبعا فنانة وملحنة في نفس الوقت، ووقت ارتحلت او استشهدت بقي في هزة وسط الفرقة ومافي استقرار وتوقفنا لمدة سبعة أشهر لانو وفاتها اثر علينا جدا،   لانها كانت مش فنانة بس بل هي أم مثالية برضو”.

ويقول ذات الشاب أن ماثر نعيمة التاريخية لن تنتهي نسبة لدورها النضالي ” انتي رحلتي يا ماما لكن ستظل كلماتك باقية علي مستوي جبال النوبة، المناضلة نعيمة أبيض فنانة السلام على مستوى جبال النوبة ونعيمة في الحقيقة هي علامة، وبالنسبة لينا نختها في مقام المناضل الاستاذ المرحوم يوسف كوه مكي”.

ويشير الشاب مجدي حسين كومي أن نعيمة غنت للحماسة أثناء الحرب، كما غنت للسلام والمحبة.

“هي ختفت اتنين لون لانها هي مغنية ومحبة للسلام، وكذلك شاعرة، وكل الاغاني بتاعتها عن السلام والتعايش السلمي”.

“هي عندما تغني تقوم بتحفيز الثورية وسط الشباب ونحن بنرفع علم السودان الجديد، على سبيل المثال في ابكرشولا وامبرمبيطة وأم روابة كانت بتغني بي بشاشة ومبتسمة أثناء غنائها ونحن رفع العلم” “. 

نعيمة أبيض رحلة غناء حتي الموت

حياة اجتماعية

وفي خضم اهتماماتها الفنية والثقافية والسياسية لا تنسي نعيمة دورها الاجتماعي وسط كافة أبناء وبنات المنطقة، وتخص الجميع برعايتها ورحها الجميلة. وتقول جارتها (….) اها تعملت الكثير ايضا من شخصية نعيمة الاستاذة التي تركت بصمتها وتربيتها على القيم الرفيعة على كل من حولها.

” اختي دا ما قصر، يعني علاقتو مع المواطن والإخوان في المنطقة، وخلت تاريخ في البلد دا واشتغلت على حفظ تاريخ البلد دا،  لانو حسى عندها عيال صغار دربتهم، وعلاقتها مع اي زول كبير . القسمة بتاعتها ما نقدر نخش فيها ودا يوم ربنا كاتب ليها زي دا، لكن الفرق بتاعها ما قادرين ننساهو. وتضيف (الاسم) “انا جارتها واتعلمت منها الكتير، واتعلمت الطبيعة الوسخانة ما بتنفع والثقافة بتطلع من بيتك وكان ربنا اداك راجل تعرف تمسكوا كيف، ومع عيالك تكون كيف وجيرانك تكون معاهم كيفن ودا كلو اتعلمناه منها”

ويقول الشاب كومي وهو أحد الذين تدربوا على يد نعيمة أنها كانت تتصف بالكرم والنبل في التعامل مع أبناء المنطقة وتساعد جميع الأسر والنساء والأطفال، وتمد يدها بالمساعدة للجميع. ويتذكر قائلا “مثلا لو في مناسبة في المنطقة هنا  هي ما بتشارك بنفسها بس بل بتشارك بي حاجاتها وبتخدم بنفسها، وبرضو بتقدم خدمة تراث” غناء وموسيقى “.