مع رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ داخل معتقله

 

مع رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ داخل معتقله٦اغسطس٢٠١٤

بعد تجاوز البوابة الداخلية للسجن القديم في مدينة النهود، تظهر الرقابة الامنية المشددة على السجن، حيث ينتشر العديد من رجال شرطة السجون، المسلحين بالاسلحة الآلية، إضافة الى تزايد حركة أشخاص بالزي المدني يظهر انهم ينتمون الى جهاز الامن والمخابرا، بالقرب من شجرة تسمى (شجرة الزيارة ) التى ينتظر فيها ابراهيم الشيخ زواره.

وفي داخل باحة السجن يظهر عليك رئيس حزب المؤتمر السوداني المعتقل منذ ثلاثة اشهر إبراهيم الشيخ بجلبابه الناصع البياض، جالس تحت شجرة (نيم) وريفة، اتخذ ظلها مكاناً للقاء الزوار، وسط رجال شرطة مدججون بالسلاح ويرتدون النظرات السوداء يراقبون بتركيز عالي حركة الزوار، ويجتهدون في التقاط بعض الكلمات من حديث الزوار مع المعتقل ابراهيم الشيخ ، وفي الجانب الاخر على ظل أحد المكاتب الملحقة بالسجن، تنتظر المعتقلة سامية كير زوارها، في وجود عدد محدود من الحراس من قبل الشرطة.

الشيخ لن اتراجع عن موقفي حتى لو حبسي مئة عام

كانت الفرصة السانحة لشبكة (عاين ) بان تلتقي رئيس حزب المؤتمر الوطني أبراهيم الشيخ من داخل سجنه ، والذي اعتقل بسبب انتقاداته على قوات الدعم السريع بارتكابها  ممارسات وانتهاكات في شمال كردفان ، جبال النوبة ودارفور، وشدد على انه  لن يتراجع عن موقفه، حتى لو أدى ذلك إلى حبسه مئة عام .

و يقول الشيخ (لعاين) من داخل سجن النهود ” إن ظروف الاعتقال في السجن تخضع لمزاج جهاز الامن، حيث يتحكم في إدارة اعتقاله، باعتبار ان جهاز الامن هو الشاكي ” ، و يضيف ” جهاز الامن يستطيع ان يمنع عني الزيارة، او يقوم بعرقلتها كما حدث معكم في الخارج قبل أن يسمح لكم بالدخول “، وعد ان كل هذه الاجراءات الامنية محاولة لكسر إرادته ، ويضيف ” إلا نهم لن يتستطعوا ” ، وكشف عن تلقية عرض من والى شمال كردفان، بالاعتذار للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع، حتى يطلق ا سراحه، ويقول “أن والى شمال كردفان احمد هارون تبني وساطة لاطلاق سراحي  وبعث بمندوب عنه لمقابلتي في السجن هنا ، وقد نقل لي المندوب ان هارون طلب منى الاعتذار من أجل اطلاق سراحي، الا اننا رفضت ذلك” .

ويشير الشيخ الى أنه علم من قبل مصادر أمنية أنه في حالة رفضه الاعتذار سوف يحاكم بالسجن لفترة لا تقل عن ست سنوات، مؤكداً أنه معتقل في غرفة مهيئة نسبياً، ويسمح لأسرته و محاميه بزيارته بصورة مستمر وأنه يتلقي معاملة طيبة من قبل إدارة و شرطة سجن النهود، التى قال انها تستجيب لطلباته، لكنه اكد ايضاً ان رجال الأمن في السجن بمنعون العديد من الزيارات ،ويقول ” انا اتابع ما يدور خارج اسوار السجن من حراك و تضامن من قبل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وناشطين و شباب وطلاب، من أجل أطلاق سراحه و بقية المعتقلين “، ولفت إلى أن هذا الحراك والتضامن ساهم في رفع الروح المعنوية للمعتقلين، وزاد  موقفهم صموداً داخل السجن، و طالب الشعب السوداني بمواصلة النضال و الحراك الجماهيري، حتى إسقاط النظام.

منظر من خارج السجن

مجموعات متفرقة من لشباب والنساء تجمعوا في الليلة التي سبقت عيد الفطر، تحت ظلال أشجار (النيم) الضخمة، في سوق مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، كثير من المارة، ظنوا أن هؤلاء الشباب يستعدون للدخول إلى سوق المدينة للتسوق وشراء إحتياجات العيد، إلا أن عدد أخر ظل ينظر اليهم بتمعن، خاصة وأن ملامح العديد منهم توحي بأنهم غرباء عن المدينة التى يعرف أهلها بعضهم البعض، كسائر مدن الريف السوداني التى تنام وتصحى على قوة الترابط والتواصل الاجتماعي.

غير ان هؤلاء الشباب كانوا يأملون في دخول سوق أخر يخضع لرقابة مشددة،  ولكن ليس لضبط اسعاره، بل لحراسة زعيم حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، المعتقل منذ مطلع يونيو الماضي بمحبسة في سجن النهود، الذي يقع بالقرب من سوق المدينة.

وكانت وفود كبيرة من قيادات قوى الاجماع الوطني، وشباب تحالف المعارضة، إضافة إلى عدد من كوادر حزب المؤتمر السوداني، وطلاب جامعة الخرطوم المفرج عنهم من المعتقل، ومعتقلي الخوجلاب،  قد غادروا الخرطوم في وقت مبكر صباح الخميس  24 يوليو الماضي قطعوا مئات الكيلو مترات، للوصول الى مدينتي النهود و الابيض، لزيارة مجموعة من معتقلي حزب المؤتمر السوداني، على رأسهم رئيس الحزب ابراهيم الشيخ إضافة إلى الصحفي بصحيفة “الجريدة” حسن إسحاق.

عراقيل أمنية لمنع الزيارة

يبدو أن عيون جهاز الامن، كانت تراقب منزل المعتقل ابراهيم الشيخ بالنهود، الذي فتحت أبوابه لأستقبال وفود الزائرين والمتضامنين مع المعتقلين، وفور وصول مجموعة (ناس الخرطوم) الاسم الذي أطلقه جهاز الامن بالنهود على الوفود الزائرة، تغيرت الاوضاع على ما كانت عليه، حيث ازدادت الرقابة الامنية على المنزل الذي يطل على الشارع الرئيسي الخارج من المدينة إلى مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث تكثر حركة الدراجات البخارية حول المنزل ودار الحزب الذي يقع على مسافة قريبة منه، كما أن الوجود الأمني كان ظاهراً حول السجن وامام بوابته الرئيسية، حيث انتشر العديد من عناصر الأمن باللباس المدني يراقبون ويتفحصون بنظاراتهم السوداء كل الزوار القادمين إلى السجن.

وكشف عضو الحزب محمد على شقدي لشبكة ( عاين ) عن إيقاف جهاز الأمن بالنهود، زيارة إبراهيم الشيخ، بعد وصول الوفد القادم من الخرطوم ، و يقول إنه كان بصحبة ثلاثة من شباب وصولوا إلى السجن مبكراً طلباً لزيارة، وأثناء وقفهم أمام مسؤول بيع التذاكر وجدوا شاويش السجن يتحدث عبر الهاتف بصوت مرتفع، مع مسؤول كبير فيما يبدو، حيث أبلغه المسؤول بمنع زيارة رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ، و أضاف أنهم سمعوا الشاويش يردد جملة ” حاضر سيادتك الزيارة ممنوعة لابراهيم خاصة ناس الخرطوم”، وأوضح قبل إنتهاء المكالمة  وإستدراكاً للموقف، تم تغير طلب الزيارة إلى عضوة حزب المؤتمر المعتقلة بذات السجن سامية كير بدلاً عن ابراهيم الشيخ، و أردف قائلاً ” أبلغنا الشاويش  بطلب زيارة سامية فور انتهاءه من المكالمة، فتوجه لنا بسؤال هل أنتم قادمون من الخرطوم؟، فاجبنا بالنفي، فسمح لنا بالدخول، مشيراً أنهم وجدوا سامية و ابراهيم في باحة السجن، فاستطعنا من مقابلتهم الاثنين ، إلا أن عدد من الشباب، عند وصولهم إلى السجن ابلغوا بمنع زيارة رئيس الحزب، بقرار من جهات أمنية عالية، دون إبداء أسباب.