معارك عسكرية في جنوب كردفان والجيش الحكومي يتكبد خسائر
١٦ يناير ٢٠١٥
تصاعدت العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية – شمال – طوال الاسبوع الماضي حول مناطق (انقارتو، القينيزية وبلينجا)، وتعد هذه المعارك هي الاكبر من نوعها منذ اندلاع الحرب في الاقليم قبل ثلاث سنوات، وزعم الطرفان باستيلاءه على تلك المناطق.
وافاد مراسل (عاين) في المنطقة تفاصيل المعارك التي دارت، ويقول ان المعارك العنيفة حول منطقة (القينيزية) التي اعلنت القوات الحكومية انها سيطرت عليها الاثنين الماضي، غير ان معركة الخميس الماضي كانت الاعنف الى جانب معارك اخرى حول منطقتي (دلوكة وبلينجا).
معارك القينيزية واكثر من 100 جندي حكومي قتيل
ويقول المراسل ان الجيش السودلني تحرك في السادس من يناير الجاري من كادوقلي عبر منطقتي (دلدكو والقينيزية) متجهاً الى منطقة (ام سردبة)، واشتبك القوات الحكومية مع الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية – شمال، ويضيف مراسل (عاين) ان المعارك بين الطرفين استمرت منذ الصباح وحتى الثانية بعد الظهر، ويشير الى ان القوات المسلحة تراجعت الى منطقة (دلدكو) في حين استمر القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات الحكومية بعد ان تراجعت، ويقول ان الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية استولى على دبابتين (T-72) ،(T-55)، وعربة مدرعة الى جانب (10) سيارات لاندكروزر ذات الدفع الرباعي، اضافة الى (4) ناقلات جنود.
ويشير المراسل الى ان القوات الحكومية انقسمت الى جزءين الاول في دلدكو والثانية القينزية، ويقول في الرابع عشر من يناير الجاري وفي الخامسة مساءاً هاجمت قوات الحركة الشعبية – شمال القوات الحكومية في القينيزية واستمرت المعركة لمدة (45) دقيقة، وتراجعت قوات الحكومة المكونة من (1500) جندي الى دلدكو، وقتل في هذه المعركة اكثر من (100) جندي في هذه المعركة بينهم قائد المتحرك برتبة عقيد واسمه عبد الله حامد ادم، بينما قتل (3) من قوات الحركة الشعبية – شمال، وهنا تفاصيل العتاد والاسلحة التي استولى عليها الجيش الشعبي:
(3 ) عربات عكمة (Korean Jeep) ، إثنين منها محملات بمدفع مضاد للطيران ماركة (Zu-23 H.M.G)، وواحدة محملة بمدفع مضاد للطيران رباعي (14.5ملم)، وعدد (13) عربة لاندكروزر محملات بمدافع مختلفة كالأتي: ثمانية (8) منها محملات بالدوشكا (12.7)، وثلاثة (3) بمدفع مضاد للدبابات ماركة فنق (Pung A.T.)، واثنين (2) محمل بمدافع مضادة للدبابات ماركة (SPG-9)، واحد (1) محمل بمدفع كاتوشا (BM-107)، واثنين (2) لاندكروزر فارغة، وعربة جرار شحن (Low-Bed Truck)، وعربة بلدوزر للحفريات – بوكلن، وأربعة عربة شاحنة ماركة (Man) إثنتين كبيريتان وإثنتين متوسطتان، وثلاثة عربة شاحنة ماركة (Avico)، ثلاث قاذفات قنابل اوتماتكية، مدفع صاروخ متطور يعمل بالليزر، وخمسة مدفع هاون 82 ملم، وخمسة مدفع هاون 60 ملم، وثلاثة مدفع هاون 120 ملم، ثلاثة مدفع رشاش ماركة (PKM LMG).
المعارك حول انقارتو
قبل نهاية موسم الامطار السابقة حققت مليشيا قوات الدعم السريع في جبال النوبة وقرر بعدها جهاز الامن والمخابرات الوطني القيام بعمليات تجنيد لقوات الدعم السريع من ابناء النوبة والنيل الازرق، واصبح المجندون الجدد قوات الدعم السريع (2) وغالبيتهم من ابناء جبال النوبة والمناطق المجاورة ، وتطلق على القوات الاصلية (قوات الدعم السريع (1)).
وعند بدء المعارك في ديسمبر الماضي تحركت القوات المسلحة السودانية الى خارج كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
ويقول المراسل ان قوات الحركة الشعبية دافعت عن مواقعها واستطاعت السيطرة على كل المناطق الى جانب استيلاءها على اسلحة وذخائر ودبابات وناقلات جنود، ويضيف ان قوات الحركة تقدمت الى مناطق قريبة من كادوقلي في اواخر ديسمبر الماضي، ويشير الى ان المعارك التي دارت في تلك الفترة كانت بين قوات الحركة الشعبية والجيش الحكومي ولم تكن قوات الدعم السريع قد دخلت في تلك المعارك، وعندما ادركت الحكومة السودانية ما حدث ارسلت قوات الدعم السريع (2) الى منطقة تلودي في جنوب كردفان والاخرى (الدعم السريع (1)) توجهت الى كادوقلي.
قصف مدفعي في كل ثانيتين من القوات الحكومية
ويرى مراسل (عاين) ان قوات الدعم السريع (2) ما زالت تحت التدريب عندما قامت بالهجوم على بعض المواقع في ذات الاسبوع، ويقول (لكن في البداية كان هناك قصف مدفعي حول منطقة انقارتو)، ويضيف ان مليشيا الدعم السريع التي قدمت الى تلودي التقت بالقوات المسلحة واقاموا حفلاً ضخماً في الخامس من يناير الجاري، وبعدها تحركت هذه القوات الى خارج تلودي الى منطقة (موفولو) ومن هناك بدات في قصف مدفعي على منطقة (انقارتو) في السادس من الشهر الحالي.
ويقول المراسل ان انقارتو شهدت قصفاً جوياً ومدفعياً بشكل يومي منذ السادس من يناير الجاري، ويضيف (نحن لا نتحدث عن (10) قاذفات يومياً بل نتحدث ما بين 100 الى 200 قاذفة الى جانب القصف الجوي المستمر بشكل يومي)، ويقول (في كل ثانيتين نسمع قذفتين الى ثلاث ومن فوق القصف الجوي من طائرات الانتنوف والميج والتي كانتا تقصفان طوال الوقت).
ويفيد المراسل بان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد (موفولو) انقسمت الى مجموعتين، مجموعة اتجهت مباشرة الى (انقارتو)، فيما اتجهت قوات الحركة الشعبية الى منطقة (خرا جاموس) القريبة لمدينة كاودا وهي المنطقة الزراعية الرئيسية لسكان المدينة، ويقول ان قوات الدعم السريع توجهت الى منطقة (انقارتو) لمواجهة قوات الحركة الشعبية التي كانت مستعدة وقامت بعمل كمين وهاجمت الجيش الحكومي وقوات الدعم السريع، ويضيف (بعدها تراجعت القوات الحكومية والدعم السريع الى منطقة موفولو).
وقد كسبت قوات الحركة الشعبية تلك المعركة وتراجعت القوات الحكومية الى الخلف، واستولت قوات الحركة على سيارة جيب، (7) سيارات لاندكروزر، (5) مدافع دوشكا، (4) برميل (Zu-23) برميل روبي (12)، وتم اسر عدد من الجنود التابعين لقوات الدعم السريع وغالبيتهم من ابناء جبال النوبة صغار السن.
ويقول المراسل ان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قامت بعملية تجميع في منطقة (موفولو) للهجوم مرة اخرى على (انقارتو) دون ان يتم تقسيم القوات الى محورين، ويضيف (سمعنا ان اكثر من 400 سيارة لاندكروزر وسيارات جيب وناقلات الجنود وحوالي 5 الف جندي تم تجميعهم)، ويشير الى ان الجيش الحكومي وقوات الدعم السريع توجهت الى منطقة (انقارتو) وقامت بدفع قوات الحركة الشعبية التي تراجعت مدينة (مندي) التي تبعد حوالي (7) كلم من منطقة (انقارتو).
وكانت المعركة حول تلك المنطقة قد بدأت في العاشر من يناير الجاري وبعدها بدأ القصف المدفعي من الجابين، ويقول المراسل ان طبيب في المستشفى اكد ان (41) من جنود الحركة الشعبية قد اصيبوا في تلك المعركة، وكان المواطنون من مناطق (خرا جاموس، انقارتو، مندي) قد نزحوا منها الى الغابات، ويقدر عددهم بحوالي (5) الف مواطن.
في ذات الاسبوع تحركت القوات الحكومية والدعم السريع من كادوقلي وهاجمت قوات الحركة الشعبية في منطقتي (دلوكة وام سردبة)، ويقول المراسل ان قوات الحركة صدت الهجوم وانها ما زالت تسيطر على المنطقتين .
الجيش الحكومي يواجه صعوبات للوصول الى كاودا
وكان مراقب في المنطقة قد قال لـ(عاين) قبل انتهاء معارك الخميس الماضي ان الجيش الحكومي اذا استطاع السيطرة على منطقة (انقارتو) فانه يمكن ان يسيطر على (مندي)، وبعدها يمكن ان يقوم بعمليات قصف مدفعي كثيف، واضاف ان ذلك لا يمكن ان يتم الا اذا استطاعت قوات الحكومة السيطرة على منطقة (مندي)، وقال ان المدينتين متجاورتين وان القوات المسلحة تشعر بالقلق اذا قامت باستجلاب مدفيعة ثقيلة، وتابع (في الوقت الراهن المدفعية الثقيلة في الخلف حيث تقوم بقصف على مدينة مندي التي تسيطر عليها قوات الحركة الشعبية)، ولاحظ ان القوات المسلحة في انقارتو والجيش الشعبي في مندي، وراى ان الجيش الحكومي في حال سيطرته على منطقة (مندي) فانه سيعمل على تأمينها حتي يستطيع استجلاب المدفيعة الثقيلة الى منطقة (انقارتو) حتى يكون في قدرته قصف مدينة (كاودا) بشكل مركز، وقال (اذا حدث ذلك سيضع اكثر من الالاف المدنيين تحت الخطر والنزوح).
وقال المراقب الذي طلب حجب اسمه انه افتراضاً اذا استطاع الجيش الحكومي من السيطرة على (مندي) فمن المتوقع هجوم كبير على (كاودا)، واضاف (لكن لا اعتقد ان ذلك يمكن ان يحدث على الاقل في الوقت الراهن)، معززاً فرضيته الاخيرة بان الهجوم على منطقني (انقارتو ومندي) تختلف بشكل كامل من الهجوم على (كاودا)، وقال ان (مندي وانقارتو) ليس فيهما جبالاً كثيرة وذلك يعطي الجيش الحكومي ميزة، واضاف (لكن الجيش الحكومي يحتاج ان يقطع عدد من الاودية قبل ان يصل الى كاودا وفي ذلك فان قوات الجيش الشعبي لديها ميزة الطريق المؤدي من مندي الى كاودا).
وراى المراقب ان الجيش الشعبي اتجه الى ابعاد القوات الحكومية والدعم السريع الى خارج منطقة (انقارتو)، وقال ان القوات الحكومية ستحتاج الى عدد من الكيلومترات لكي تعود الى (موفولو) لان هناك مناطق كثيرة بين انقارتو وموفولو غير مأهولة بالسكان، واضاف ان ذلك يجعل مواطنو كاودا اكثر امناً.