مصادر عسكرية لـ(عاين): السودان لن يتراجع عن حدوده مع إثيوبيا
25 يناير 2021
على الرغم من تناقل وسائل إعلام مساء الأحد معلومات عن قصف مدفعي إثيوبي على قرية أم الطيور بمنطقة الفشقة بولاية القضارف إلا أن الجيش السوداني لم يكشف عن معلومات رسمية حول العملية.
ويخوض الجيش السوداني عمليات عسكرية في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا منذ نوفمبر الماضي وزار رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان المناطق التي تشهد عمليات عسكرية في الفشقة أكثر من مرة خلال شهرين.
وصعدت نذر المواجهة إلى السطح الأسبوعين الماضيين إلا أن اطراف دولية تمكنت من تهدئة الوضع خاصة الإمارات وبريطانيا تواليا وأبلغتا قيادات البلدين بضرورة التهدئة.
وأبدت إثيوبيا رغبتها في التفاوض حول الحدود بوضع اشتراطات بمغادرة الجيش المواقع التي سيطر عليها، لكن بالنسبة للسودان فإن خيار إخلاء المواقع التي استعادها غير مطروحا. ويشدد قادة كبار في الجيش السوداني على أن السودان سيكون متواجدًا على أراضيه حتى آخر نقطة حدودية توضع عليها العلامات.
لا تراجع:
وقال مصدر عسكري في مجلس السيادة الانتقالي السوداني لـ(عاين)، “ان العودة إلى الوراء لن تكن من بين خيارات الجيش السوداني الذي دخل مناطق كانت ضمان نطاق الزراعة واستخدامات المزارعين الاثيوبيين والفشقة سواء بالخرائط الجغرافية والوثائق أرض سودانية”.
واستدرك: “على ماذا يتفاوض السودان ليس هناك أي تفاوض هذه أرضنا”.
الشق المدني في مجلس السيادة والحكومة التنفيذية انضم إلى مؤيدي العمليات العسكرية للجيش السوداني في الفشقة والاسبوع الماضي صرح عضو مجلس السيادة محمد الفكي أن السودان يمارس سيادته على أراضيه مغلقًا الباب أمام أي رغبة اثيوبية للتفاوض.
وتتداول القوى المدنية في السودان أسئلة عديدة عن جدوى الحرب هذه المخاوف تعززها إعلان الجيش خوض عمليات عسكرية في منطقة الفشقة بعد ساعات فقط من زيارة رئيس الوزراء ومدير المخابرات ووزير الخارجية إلى أديس أبابا في نوفمبر الماضي.
ورغم أن الزيارة رتبت على أنها تستغرق يومين لكن الوفد السوداني عاد بعد ساعات قليلة ويبدو أن اديس أبابا لم تظهر رغبة في التعاون حول الملفات المطروحة.
لاحقًا نقلت مصادر دبلوماسية أن رئيس الوزراء آبي أحمد كان على علم بالتحركات العسكرية السودانية وخيمت العمليات على أجندة الزيارة بطريقة أجبرتها على الانهيار قبل الانخراط في تفاصيلها.
خيار المواجهة:
وتتوقع مصادر دبلوماسية تحدثت ليها (عاين)، أن تستمر التوترات بين السودان وإثيوبيا الى مرحلة الاقتراب من الحرب طالما أن أديس أبابا تنفرد بالحل الآحادي في ملف سد النهضة خاصة مع تطابق الموقف السوداني والمصري ولكن نفس هذه المصادر تستبعد خيار المواجهة العسكرية بين السودان وإثيوبيا بعد مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب البيت الأبيض لأنه اتخذ موقفًا من ما أسماه “التعنت الإثيوبي”.
ويقول مسؤول حكومي، وخبير في فض النزاعات الحدودية مشترطا حجب اسمه لـ(عاين)، إن الحرب في أفريقيا يتخذ القادة قرارها بشكل مفاجئ إثر تدخلات اقليمية وحرب المجتمعات على الموارد.
ويرى الخبير، أن رغبة السودان في وضع العلامات الحدودية على الفشقة قد تحدث في أي وقت ولو من جانب واحد بسيطرة الجيش على الأراضي السودانية لكن لا يمكن منع تقدم المزارعين الإثيوبيين لاستغلال الأراضي الزراعية في ظل شح الموارد في إثيوبيا.
وأضاف : “في أزمة الفشقة قرار الحرب لن يتخذ بواسطة حكومة موحدة لأن الفترة الانتقالية معروفة للجميع مستوى الانقسام الداخلي والتأثير الإقليمي على الداخل مرتفع للغاية في ظل هذه الأجواء من الصعب التكهن بالحرب أو عدمها لأن الدولة متعددة القرارات إلى جانب العوامل الخارجية الحاسمة”.
وحول زيارة الوزير البريطاني العاصمة السودانية الخميس الماضي ضمن مساع بريطانيا لتهدئة الوضع بين البلدين الجارين أكد مصدر حكومي لـ(عاين) أن السودان أبلغ المسؤول البريطاني بأنه لن يغادر المواقع التي سيطر عليها الجيش السوداني مؤخرًا لأنها أراض ضمن حدوده.