محاولة امبيكي لاصلاح ما افسده المؤتمر الوطني
١سبتمبر٢٠١٤
تشهد العاصمة الاثيوبية اديس ابابا تحركات سياسية بين الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الافريقي والجبهة الثورية من ناحية ومع حزب الامة بقيادة الصادق المهدي من ناحية اخرى ، وتعد هذه التحركات مواصلة لما ابتدره رئيس الآلية ثابو مبيكي في الخرطوم الذي دخل قبل اسبوع في حوارات متعددة بين فرقاء الساحة السياسية لحل قضايا النزاع في السودان ، ومن المعلوم سلفا ان هناك عملية تفاوض منطلقة منذ شهر فبراير من العام الحالي بين جميع مكونات المجتمع السياسي في السودان وبين حزب المؤتمر الوطني الحاكم لما يقرب من 25 عاما بقوة النار والسلاح في السودان ابتدرها رئيس الحزب الحاكم عمر البشير بدعوة رفضتها اغلب مكونات الشارع السياسي السوداني
وقد التقي الامام الصادق المهدي بالسيد ثابو مبيكي رئيس الية الاتحاد الافريقي الاسبوع الماضي بفندق راديسون باديس ابابا بحضور ممثل الامم المتحدة وممثل منظمة الايقاد ، وقد قال حزب الامة القومي عبر بيان مزيل بتوقيع مدير مكتب الامام الصادق المهدي ان اللقاء كان بناء وقدم فيه المهدي شرحا لميثاق باريس الذي وصفة بانة لقي اجماع واسع من قبل القوي المعارضة وشكل مركز ثقل جديد في المعارضة مدعوم وطنيا ودوليا واقليميا ومن ناحية اخري فانه من المتوقع ان يلتقي مبيكي بقادة الجبهة الثورية ايضا في اديس ابابا في محاولة لادخالهم الي طاولة التفاوض
ولا يزال حزب المؤتمر الشعبي بزعامة عراب الانقاذ الدكتور حسن عبد الله الترابي يرفض هو وعضوية حزبه الحديث عن الحوار بينما يتمسكون به بصورة تدعو للدهشة والريبة في ان واحد حتي ان امينه السياسي كمال عمر المحامي يقول انهم سيواصلوا الحوار مع الحزب الحاكم حتي لو اعتقل الامين العام لحزبهم الدكتور الترابي في خطاب يزيد الشكوك حول نية الاسلاميين في السودان العودة الي مربع الانقاذ الاول والتي تغذيها اللقاءات التي عقدها مساعد الرئيس السوداني برفسور ابراهيم غندور مع القيادي بالمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج بالمانيا ، في هذه الاجواء يعود الوسيط الافريقي امبيكي الي الضغط علي اطراف النزاع في السودان حيث التقي في الخرطوم اليومين الماضيين بالقيادة السياسية للحكومة ومن ثم بقيادة حركة الاصلاح الان وقيادة تحالف القوي الوطنية وزعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي في اطار الدخول في حوار جاد من اتفاق علي خطوط عريضة للسلام في السودان فالي أي مدي قدم امبيكي للمعارضة والحكومة مقترحات في سبيل حل الازمة السودانية ؟
الراجح ان الوسيط الافريقي لعملية السلام في السودان ثامبو امبيكي ليس لديه ما يقدمه للمعارضة في ظل تمترس النظام الحاكم في موقفه الرافض لتقديم أي تنازل حقيقي من اجل حل المشكل السوداني حيث قال ل(عاين ) القيادي بحركة الاصلاح الان الدكتور اسامة توفيق انهم في الحركة اكدوا للوسيط الافريقي دخولهم الحوار من اجل بناء مؤسسات الدولة من الالف الي الياء وتعديل كل القوانين المختلف حولها وتعديل الدستور وقانون الانتخابات وكل ما له علاقة بادارة الدولة السودانية وان كان هناك بعض الاحزاب في الساحة ، ويضيف اسامة لقد ذهبت حركته الي الحوار مع النظام الحاكم كمحاصصة سياسية فقط ولا تبحث عن حلول نهائية للمشكل السوداني ، ويؤكد ان حركته ابلغت مبيكي ان أي حوار ينتج نفس الوجوه الموجودة هو حوار فاشل لن ينتج غير قسمة السلطة والسلطة لها مكانها المعروف هو صندوق الانتخابات لكن بعد الاتفاق علي كل شيء ، ويقول ( اخطرنا مبيكي باننا لا يمكن ان نتحاور في ظل القمع والاعتقال ومصادرة الحريات والصحف من قبل جهاز الامن الذي بلا شك عينه المؤتمر الوطني ويستطيع ان يأمره بايقاف هذا العبث ) ، وجدد دعوته الى اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين قبل بدء أي حوار بين النظام والمعارضة ، ويقول (اهم ما ابلغناه للوسيط مبيكي هو ايقاف الحرب قبل الدخول في أي حوار ) ومثل لذلك بالصراع بين الفلسطينين والاسرائلين الذين اوقفوا اطلاق النار من اجل الدخول في العملية التفاوضية
ورفض توفيق استمرار الحرب والحوار في نفس الوقت ، ويقول في شأن المعتقلين السياسين يمكن ان يخرجوا بعفو اذا سلمنا بانهم مذنبون كما خرج من قبل الكودة وود ابراهيم قائد الانقلاب الشهير ، ويضيف ( كذلك ابلغنا مبيكي بمطلبنا بالزامية ما يتم الاتفاق عليه وتأجيل الانتخابات بعد الانتهاء من عملية الحوار لاننا كقوي سياسية نريد ان نشارك في السلطة عبر صندوق الأقتراع بالوسائل السلمية المعروفة ) ، وشدد على أن تكون مفوضية الانتخابات على اسس قومية يقبل بها الجميع وتساهم كل القوي السياسية في اجازة قانونها ، ويقول ان مبيكي يمتلك ما يفاوض به النظام لانه مكلف بهذا الامر من مجلس السلم والامن الافريقي الذي اصدر قرار تسميته وسيطا لتحقيق السلام في السودان
فيما يقف القيادي بالموتمر الشعبي وامينه السياسي كمال موقف مناقض لقوي المعارضة السودانية ويقول ان حزبه دخل الحوار بدون أي شروط مسبقة وانه لا يرى مخرجا للسودان خلاف الحوار الذي يعمل عليه الان اطراف (7+7) ، ويضيف ان المؤتمر الشعبي يدعم الحوار بدون تحفظ عليه ، ربما في تأكيد علي حديث توفيق بأن هناك قوي سياسية تدخل الحوار من اجل المحاصصة السياسية التي يرفضها الاخرون ولا يخفي الشعبي دعمه للحوار حتي انه صار مدعاة للسخرية من قبل المراقبين والمحللين الذين يرون فيه اندفاع مبرر من قبل الجزء المنشق من الحزب الحاكم حيث يريد الحزب المنشق – بحسب مراقبين – ان يتوحد ضد الاخرين بعد الرفض الذي تعرضت له جماعة الاخوان المسلمين في الوطن العربي واجلائها عن الحكم في مصر ومناطق اخري مثل سوريا واليمن والان ليبيا ، ورغم معرفة الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي بما يفعله الحزب الحاكم من تنكيل بالمعارضين الذين يفترض انهم دعاهم للحوار الا ان حزبه يندفع نحو هذا الحوار بدون أي قيود ويقول قادته انهم سوف يدفعون بمطالبهم داخل ردهات لجنة الحوار السالفة الذكر في مغالطة لواقع اعتاده السودانين حيث عرف عن المؤتمر الوطني نقضه لكل الاتفاقات التي يقوم بتوقيعها مع خصومه السياسين منذ بداية انقلاب الانقاذ في العام 1989م وحتي تاريخ الان لذلك لا يفهم هذا الاندفاع من المؤتمر الشعبي الا في سياق وحدة اطراف الحركة الاسلامية في السودان من اجل مواجهة موجة الرفض التي علت عليها في المنطقة وتشكيل تحالفات جديدة تقف بالضد من برامج جماعة الاخوان المسلمين في المنطقة
وقريبا من د اسامة توفيق يقف القيادي بتحالف قوي الاجماع الوطني وممثل حزب البعث العربي الاشتراكي في لجنة قوي الاجماع الوطني المحامي عادل علي موسي حيث يؤكد لـ ( عاين ) رفض التحالف القاطع لاي حوار مع النظام الحاكم بدون تهيئة الاجواء لذلك الحوار والتي اجملها في اربعة نقاط ينادي بها تحالف قوي الاجماع الوطني منذ اطلاق رئيس المؤتمر الوطني لنداء الحوار الذي عرف لاحقا ب(الوثبة ) وهي اطلاق الحريات العامة وحرية الصحافة واطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين والمحكومين في قضايا سياسية ووقف الحرب بشكل نهائي قبل الدخول في أي حوار وتأجيل الانتخابات وتعديل الدستور والقبول بسلطة انتقالية تدير عملية الحوار يتفق عليها من الجميع
ويقول موسي ان المطالب التي ورد ذكرها ليست مطالب تعجيزية كما يردد النظام انما هي مطالب عادية من اجل تهيئة الاجواء للحوار بين الاطراف كافة ، ويضيف ( لا يعقل ان تتحاور مع نظام حاكم يمكنه ان يعتقلك في أي وقت ويمكنه ان يحد من حريتك ويضع قيودا علي نشاطك السياسي ويصادر الصحف اذا جاء فيها رأي يخالف رأيه في أي موقف سواء كان داخليا او خارجيا ) ، ويقول ( بدون هذه المطالب لن تنجح أي عملية حوار وتفاوض ولا يمكن ان يضع طرف شروط علي الاخرين ويكون لديه الغلبة عليهم وهو يريد التحاور معهم من اجل التوصل الي حلول في قضية مثل الحل السياسي الشامل في السودان) ، وحول دور الوسيط الافريقي ثامبو مبيكي يعتقد موسي انه لايملك القدرة علي جعل المؤتمر الوطني يقدم أي تنازل من اجل عملية التفاوض مع القوي السياسية من اجل التوصل الي حل سياسي في السودان ، ويقول ان مبيكي يسعى الى الدفع بالقوي السياسية في الساحة بدون ان يقدم لها أي ضمان للمضي قدما في حل نهائي وهذا ما يرفضه التحالف (قوي الاجماع الوطني) ، ويضيف ان تحالف المعارضة لايريد الدخول في حوار غير منتج وغير مثمر لحل المشكل السوداني، ويقول ان الدخول في مثل هذا الحوار يعتبر مضيعة للوقت وهو وقت يحتاجة التحالف من اجل التواصل مع الشعب حتي يقوم بالتغيير في اقرب وقت ممكن من اجل عودة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية في السودان
ويري محللون سياسيون تحدثوا لـ (عاين ) ان الوسيط الافريقي ثمبو امبيكي لم يقدم أي ضمانات للمعارضة السودانية من اجل الدخول في حوار مع النظام الحاكم يمكن ا ن تاتي بحلول لقضايا الحكم في السودان ولم يقم حتي بدعم الاطراف التي تحاور النظام وان ذلك من شأنه ان يطيل من امد التفاوض بين الاطراف بدون التوصل لحلول جذرية للمشكل السوداني ، ويضيف المحللون ان النظام الحاكم باتباعه سياسة يستفيد من المماطلة التي عرف بها وايصال الامور الي حافة الهاوية ومن ثم يقدم القليل من التنازل في قضايا ليست اساسية لا تحل القضايا الملحة والعاجلة مما يبشر بتطاول امد الازمة السودانية خصوصا وان النزاع في بعض اقاليم السودان بدأ ياخذ العنف كطابع اصيل له مما ينبي بنفاقم الاوضاع في مقبل الايام ان لم يثب الحزب الحاكم الي رشده ويقدم حلولا حقيقة للقضية السودانية بدلا عن سياسة الهروب الي الامام واستصحاب القضايا العالقة الي اطول فترة زمنية ممكنة من اجل اطالة عمر النظام بدون معالجة جذور الازمة الوطنية الشاملة التي قام هو بصناعتها بجدارة