لقاوة في الشهر الثالث من الاعتصام مطالبة بضمها الى جنوب كردفان
٥ فبراير ٢٠١٥
ما زال سكان لقاوة في حالة إعتصام لثلاثة اشهر دون أن تُحرك السلطات ساكناً، مع تزايد المعتصمين عشيةً وضحاها بميدان الحرية، حتى وصل عددهم الى عشرة الف من كافة سكان الولاية، وقد مضى (87) يوماً على المطالب التي تقدم بها أهل المنطقة، والمتمثلة في توفير المياه ورصف الطريق الرابط بين المحلية والمناطق الأكثر أهمية إضافة الى اعادة تأهيل مستشفى المنطقة، ويعد هذا الاعتصام هو الاكبر من نوعه الذي تشهده المنطقة، وشهدت المنطقة تظاهرة حاشدة شارك فيها اكثر من (10) مواطن مطالبين بضم المنطقة الى ولاية جنوب كردفان الى جانب شعار مقاطعة الانتخابات.
مشاركة كبيرة من المنطقة الشرقية
منذ اليوم الستين للإعتصام توافد أهل الريف من 4 قرى جديدة وهي : (الطرين- تلشي ونمر شافو- الكتلا – وتيما) ويقول النور ابوراس من مناطق تيما لـ(عاين) إن المطالب المنطقة لا تتجزأ وهي التي تعاني شحاً لضروريات الحياة للسكان، من تعليم، صحة ومياه شرب، ويضيف (لذلك قررت المنطقة الشرقية من المحلية الإنضام الى اهل المدينة لتقوية الاعتصام)، ويقول ان اهل المنطقة الشرقية كانت لديهم مخاوف تعيق العمل المشترك مع سكان لقاوة، ويشير الى ان هذه المخاوف تتمثل في إتهام سكان المنطقة الشرقية بانهم يعملون مع الحركة الشعبية المقاتلة بحكم ان المنطقة تقع في مواقع الحرب، ويقول ان عدد من ابناء المنطقة انضموا الى صفوف الحركة منذ وقت بعيد الى جانب بعد المسافات والوضع الأمني في بعض المناطق التي تشكل خطراً، ويتابع (ولكن الأن تم تجاوز كل هذه المخاوف بإعلاننا للعمل صفاً واحداً لتحقيق مطالب التنموية بالمحلية).
وفي ذات الإطار شرع شباب غرب كردفان في تكوين لجان أطلقوا عليها لجان (النفرة) للتضامن مع لقاوة، وتستهدف هذه اللجان عشرة افراد في كل محلية من محليات الولاية مهمتها هي التصعيد السلمي المطلبي للحقوق، وتقوم بتنظيم إعتصامات في كافة المدن والقرى او السفر الى لقاوة للتضامن من داخل المدينة، ورحج الشباب جدوي الإعتصام في القرى والمدن لتصعيد الامر في اكثر من جهة، وكشف حمدين التجاني احد شباب الفولة لـ(عاين) عن الخطط المتنوعة لكل منطقة، تتمثل في إحياء وقفات إحتجاجية عبر التراث والرقصات الشعبية والغناء المحلي فضلاً عن انضمام عدد من الفنانين اللذين يجيدون عزف (الربابة) الى هذا العمل، موضحا ان عدد الشباب الذين سيدخلون في الإعتصام من مناطق اخرى وصل حتى الان المئة وان هنالك ساعة صفر محددة لبدء النشاط في كل الولاية.
الحكومة تقول انها رصدت اموال للتنمية ومنسقية الاعتصام تنفي
من جهتها اعلنت الحكومة الولائية عن إنتظام عمليات التنمية في الولاية حيث شرعت وزارة المالية في إرسال الآليات لرصف الطرق في كافة ارجاء الولاية، ويقول وزير مالية غرب كردفان الدكتور على حامد لـ(عاين) ان الولاية خصصت في ميزانية هذا العام مبلغ (150) مليار جنيه سوداني للتنمية وهي الأن بصدد العمل مع وزارة المالية الاتحادية لإرسال هذا المبلغ الى وزارته، ويضيف إن عمليات التنمية قد بدأت منذ نهاية العام الماضي في مناطق مثل لقاوة، متهماً جهات لم يسمها لكنه قال انها معلومة لديهم بالسعي وراء هذه الوقفات التي وصفها بالصغائر.
لكن عضو لجنة تنسيق الإعتصام فاطمة ضيف الله نفت لـ(عاين) وجود اي تنمية بالمحلية طيلة السنوات الماضية، وتقول (كيف تردد الحكومة بان هنالك تنمية في المنطقة ونحن ما زالنا في هذا الاعتصام قرابة ثلاثة اشهر؟)، واصفة حديث وزير المالية بالكذب البائن وإن الواقع يكذب كافة ادعاءاته.
حالات وفيات وسط النساء والاطفال والمسنين
وتاكيداً لتردي الخدمات الصحية بالولاية كشفت مصادر لـ(عاين) حقيقة تدهور الاوضاع العلاجية بالمستشفى الوحيد في المنطقة حيث أسفر فقر المنطقة للمستشفيات عن إزياد الوفيات بشكل مضطرد، وهو مما قاد عدد كبير من سكان المحلية للدخول في الإعتصام، وتقول المصادر إن نسبة الوفيات من داخل مستشفي لقاوة بلغت نحو (99) حالة وفاة في الربع الاخير من العام الماضي الى منتصف يناير من العام الجاري، ويقول مصدر طبي فضل حجب إسمه لـ(عاين) ان زيادة حالات الوفاة بسبب أمراض الباطنية والكلى الناتجة عن رداءة مياه الشرب، إضافة الى شح الإسعافات الأولية خاصة لحديثي الولادة مما تسبب في وفاة (42) إمرأة أثناء الولادة و(32) طفل حديثي الولادة بينما اصيبت (250) إمرأة بنزيف حاد اثناء الولادة.
ويقول المصدر الطبي ان حوالي (25) من المسنين توفوا بسبب امراض الباطنية ونقصان الاكسجين، ويعزي الفاضل النور علي من منطقة لقاوة توافد العشرات من القرى المتخامة للقاوة بسبب هذه الوفيات التي بدأت في التزايد بشكل مخيف مما يزيد من قوة المطالب خاصة وإن المنطقة منتجة للنفط وهي الأكثر فقراُ.
الحكومة تنفذ تنقلات ادارية لنسف الاعتصام
ومع تطورالإعتصام الذي بدأ يأخذ طابعاً متصاعداً بدخول عدد من المحليات والقرى، قامت السلطات في الولاية بخطوات إدراية اطلق عليها الناشطون اسم (خطوات تقويض الإعتصام)، تمثلت هذه الخطوات في اصدار اوامر تنقلات لعدد من المعلمين والموظفين الى مناطق بعيدة من لقاوة، بغرض تقليل الضغط على السلطات، حيث تم نقل كل من فاطمة ضيف الله التي تعمل معلمة الى مدرسة الميرم، و جواهر الى الكيلك،والطاهر وبخيت، وراشد الذي قال (عاين) إن الإستدعاء للنقل تم بطريقة غير رسمية عبر الإتصال بالهاتف من مديرى إدارات الوزارت مثل المعلمين إتصل بهم الهادي بشير حمدية مدير التعليم قائلاُ لكل فرد (إن قرار النقل جاء بتوجيه من الوالي شفاهة ونحن ابلغناكم)، واوضح راشد ان الامر تم رفضه من قبل مواطني لقاوة الذين رفعوا الشعارات الاتية (رغم النقل والتشريد صيوانا عمرو مديد، الغو النقل ياظالمين شبابنا هدفه تنمية ما تشريد)، مؤكداً عدم تنفيذهم لهذه التنقلات حتى ادى الامر الى فصلهم من الوظائف، ويضيف ان هنالك عدد كبير من موظفي المنطقة سيدخلون في عصيان مدني حال اصرار الوالي على اجراء التنقلات.
المواطنون يطالبون بضم لقاوة الى جنوب كردفان
هذا وقد جمع مواطنو لقاوة اكثر من(20) الف توقيع يطالبون فيها ضم المنطقة الى ولاية جنوب كردفان، قبل ان يرفعوا شعارات مناوئة للوالي احمد خميس اعقبتها تظاهرات سلمية شارك فيها (10) ألف مواطن من طلاب وموظفين وربات منازل، وصفها بعض المراقبين بانها اقوى تظاهرة منذ بداية الإعتصام الذي بدأ في شكل جلوس على الصيوان منذ الصباح حتى المساء بشكل منتظم تتخلله رقصات شعبية وأشعار حماسية، اضافة الى غناء الحكامات، ولكن الجديد في الامر ان التظاهرات طافت كل شوارع المدينة دون أن تعترضها السلطات الأمنية رغم شعارات رفض الإنتخابات والدعوة الواضحة لإحراق صناديق الإقتراع في المناطقة وتزامن شعار مقاطعة الانتخابات في لقاوة مع حملة قوى نداء السودان التي اطلقت شعار (إرحل) والتي تم تدشينها الاربعاء الماضي التى دشنتها القوة السياسية السودانية بدار حزب الامة.