كتيبة كبريت تقوم بإحراق قرية
بات الجيش السوداني والمشار إلى أحد فصائله تحديداً بـ “كتيبة كبريت“. متهماً بشكل متواتر بقيامه بحرق القرى كتكتيك عسكري. إلا أن كل ما يتوفر حالياً أقل من أن يستخدم كدليل ملموس.
خلال واحدة من المعارك التي هاجم فيها الجيش السوداني قاعدة عسكرية تابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال، بجبل توما، جنوب كردفان. وجد هاتف بجيب جندي من قتلى الجيش السوداني. ضم شريطاً مصوراً لحرق قريةأم برتمبو أواسط العام 2011، وبعد انتشار الفيديو الذي حصلت عليه (عاين) في وقت سابق. ظهرت كشوفات جديدة تعزز بقوة ارتكاب الجيش السوداني للعملية، فوفقاً لشهود عيان، فقد أحرقت العديد من القرى في جنوب كردفان منذ اندلاع الصراع فيها، ولكن يعتبر شريط أم برتمبو المصور أول دليل ملموس لقيام الجيش السوداني بذلك.
تحدثت (عاين) إلى قسمة، المجندة في قوات الحركة الشعبية – شمال، والتي وجدت الهاتف المحمول المحتوي على الفيلم المصور. استطاعت قسمة أن تثبت هوية مهدي علي مهدي، أحد جنود قوات الدفاع الشعبي الذين ظهروا في الفيديو وهو يقوم بتوجيه ارشادات لبقية الجنود خلال العملية، فهما من نفس القرية، الفيض. التابعة لسيطرة الحكومة، والجندي المقتول صاحب الهاتف كان هو الآخر عضواً فيما يسمى بـ“كتيبة كبريت“، وهو فصيل يضم جنوداً من الدفاع الشعبي وقوات الإحتياطي المركزي المعروفة شعبياً باسم (أبو طيرة)، وبينما يظهر الفيديو جنوداً في زي الدفاع الشعبي وهم يضرمون النار في قرية أم برتمبو. أظهرت الاختلافات في صور الأقمار الاصطناعية التابعة لمشروع سنتنيل (الحارس)التي التقطت قبل وبعد الهجوم ما يعزز من صحة هذا التقرير.
تتشكل أم برتمبو من مجتمع صغير يضم حوالي خمسين بيتاً في جنوب كردفان. قامت قوات الدفاع الشعبي ، بحرق منازل القرية والطاحونة الوحيدة بها. الكنيسة والمركز الصحي تم نهب كل ما له قيمة فيهما حتى الأسقف الزنكية. “ركضنا فوراً ما أن سمعنا أصوات الأعيرة النارية“ تقول حليمة، احدى سكان القرية : “وعندما عدنا لم نجد شيئاً. لم يعد في بيتي شيء يذكر. لقد احترق تماماً“.
نزح القرويين حالياً بسبب الهجوم، والأغلبية لجأت الآن إلى مناطق كواليب و ليرا جنوب كردفان، والمنطقتان تحت سيطرة الحركة الشعبية – شمال.
الجدير بالذكر أن الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال كانت قد خسرت انتخابات الولاية بفارق طفيف أمام مرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم. قبل فترة وجيزة من اعلان جنوب السودان استقلاله عن الشمال. مما دفع الحركة الشعبية – شمال للتشكيك في نزاهة عمليات الفرز، وهو ما أدى لاحقاً إلى احتدام الصراع بشكل عسكري بين الحكومة المركزية والحركة. حيث تعاني المناطق التي حازت فيها الحركة على شعبية واسعة من حملات عسكرية متواصلة. يقول إيفيل، شيخ قرية أم برتمبو “حكومة البشير جاءت إلى هنا وأحرقتها! هذه كانت حكومة الشمال. ليس هناك اتهام لأي طرف آخر“.
نشر في: ١٨ يوليو ٢٠١٢