قتال أهلي يسفر عن قتلى وجرحى وحرق مخيم نازحين غربي السودان
16 يناير 2021
أسفرت أعمال عنف أهلية دامية وقعت اليوم السبت حول مخيم كريندق للنازحين بمدينة الجنية في ولاية غرب دارفور عن مقتل 6 مدنيين وإصابة آخرين بحسب احصائية أولية نقلتها لـ(عاين) كوادر طبية وقيادات محلية في المدينة التي مازال يُسمع فيها اطلاق النار ويتصاعد فيها دخان الحرائق حتى وقت متأخر من مساء اليوم.
واندلعت أحداث مشابهة نهاية شهر ديسمبر 2019 أدت لمقتل أكثر من (60) مدنياً معظمهم من النازحين، وجرح العشرات يجانب حرق ثلاثة مخيمات للنازحين من بينها مخيم “كريندق” شرق المدينة.
ودائما ما يفاقم البعد القبلي الصراع في إقليم دارفور المستمر منذ العام 2003، عندما استعانت حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير بالقبائل العربية وسلّحتها ضد االحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة السودانية وقتها.
الحكومة تأمر بإستخدام القوة:
وتطورت أحداث اليوم السبت عقب مقتل شخص بالقرب من مخيم كريندق مساء الجمعة، الأمر الذي هاجم على اثره ذووه المخيم صباح اليوم السبت قبل ان تتحول الاحداث إلى اشتباكات شاملة بين مجموعتي “الرزيقات” و”المساليت” الاهليتين في المدينة.
وسارع والى الولاية، محمد عبدالله الدومة لإصدار قرار فوض بموجبه القوات النظامية باستعمال القوة لحسم المتفلتين بالولاية.
وأكد الدومة، أن القرار يأتي لمحاربة كافة أشكال الظواهر السالبة لفرض الأمن والاستقرار وبسط هيبة الدولة وعودة الطمانينة للمدينة وسوف تقوم الأجهزة بمباشرة مهامها القانونية والقبض على الجناة والمجرمين وتقديمهم للعدالة.
وأفاد احد سكان مدينة الجنينة، عبدالرحمن عيسى، بأن الاحداث إندلعت بعد مقتل مواطن من الرزيقات بمخيم “كريندق” شرق المدينة اثناء مشاجرة تحولت الي اشتباكات مسلحة وإستخدام الاسلحة الثقيلة وحرق حزء كبير من المخيم الذي يبعد نحو (5) كيلومرات شرق المدينة.
وقال عيسى لـ(عاين)، إن الاشتباكات إجبرت سكان المخيم الى الفرار والنزوح الجماعي نحو المدينة خاصة الاطفال والنساء بعد حرق المخيم ونهب الممتلكاات.
اتهامات
بالمقابل، عزت هيئة محامي دارفور تطور الاحداث في المدينة الى تراخي القوات الامنية عن مسؤولياتها وعدم التدخل الفوري لحسم المتفلتين، وأبانت الهيئة في بيات إطلعت عليه (عاين)، بان الاحداث سببا مشاجرة شخصية عندما قام أحد منسوبي قبيلة المساليت بطعن احد الأفراد من منسوبي الرزيقات وتسبب في قتله وتم القبض على الجاني، الا إن مليشيات مسلحة استغلت الحادثة وهاجمت مدينة الجنينة من جميع الإتجاهات واستعانت بعناصر اخرى من ولايات مجاورة.
واتهمت لجنة اطباء السودان، حكومة الولاية بالعجز في مواجهة الأحداث. وقالت في بيان، ” تدين اللجنة وتستنكر بأشد العبارات عجز لجنة الأمن عن القيام بواجبها في تأمين مستشفى الجنينة التعليمي، المرفق الأهم في تقديم الرعاية الطبية للمصابين وغيرهم من المرضى”.
وقالت، “حتى هذه اللحظة لا توجد قوة لتأمين الكوادر العاملة في الحوادث والاقسام الداخلية، رغم تواجد الأطباء بكثافة في الحوادث إلا أن هناك نقص كبير في الكوادر الأخرى الذين يصعب عليهم الوصول للمستشفى في ظل حظر التجوال المفروض، كما يتعرض الزملاء المرابطون بالمستشفى الآن لخطر الاعتداءات”.
ودعت اللجنة المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالتحرك الفوري والتنسيق مع حكومة الولاية لتأمين المستشفى وترحيل الكوادر الطبية المتطوعين من وإلى المستشفى عبر العربات العسكرية، وكذلك توصيل المزيد من الكوادر إلى مستشفى السلاح الطبي لمساعدة الطاقم العامل هناك.
وقالت اللجنة انها تقوم بإحصاء الإصابات التي وصلت إلى المرافق الصحية وستوافيكم بالتفاصيل في الساعات القادمة.