طلاب جدد من جامعة واحدة يتوجهون الى داعش

 

طلاب جدد من جامعة واحدة يتوجهون الى داعش

– شبكة عاين – ٥ يوليو ٢٠١٥ –

لاول مرة تعترف الحكومة السودانية ان لديها طلاباً غادروا الى تركيا ومنها الى سوريا للالتحاق بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ( داعش ) ، وغادر حوالي (18 ) طالباً سودانياً يدرسون في جامعة العلوم الطبية التي يملكها وزير الصحة في ولاية الخرطوم مامون حميدة ، ومن ضمن المغادرين ابنة المتحدث باسم وزارة الخارجية علي الصادق ، وهذه ليست المرة الاولى التي يلتحق فيها طلبة كلية الطب من ذات الجامعة بتنظيم ( داعش ) ، حيث سبقهم (12 ) طالباً بينهم (3 ) طالبات ، ويرى محللون ان تربة التطرف الديني في السودان وفرها النظام الحاكم الذي كان يقوم بالتعبئة للجهاد ضد ما يسميه ( الكفار من المتمردين في جنوب السودان وجبال النوبة ) ، ويعتقد كثير من المحللين ان استضافة الخرطوم لعدد من قيادات الجماعات الدينية من دول عدة سهلت التجنيد وسط الشباب .

استعادة طلاب من تركيا

واعلنت السلطات السودانية ان المخابرات التركية استعادت في الساعات الأولى من فجر (الخميس) ثلاثة من الطلاب الذين غادروا البلاد مؤخراً للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، وتقول مصادر موثوقة لـ ( عاين ) إن الذين تمت استعادتهم هم طالبة وطالبان أحيلوا للتحقيقيات بمباني جهاز الأمن والمخابرات الوطني  وأفرج عن الطالبة بينما لا زالت السلطات توالي تحرياتها مع الطالبين .

وتقول المصادر إن الطلاب المذكورين كانوا قد غادروا البلاد يوم الجمعة الماضي وان السلطات فور حصولها على معلومات بسفرهم قامت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ، وفور وصول الطائرة التي كانت تقل الطلاب إلى مطار أنقرة الدولي قامت السلطات التركية بتفتيشها، حيث عثرت على الطلاب السودانيين وقامت باحتجازهم في المطار وأحالتهم للتحقيق ، ومن ثم أبلغت السلطات السودانية بوصولهم وبعد احتجازهم قامت بتسليمهم ونقلهم بالطيران إلى مطار الخرطوم ، ويذكر أن والدة الطالبة فور سماعها نبأ سفر ابنتها إلى تركيا للانضمام إلى داعش غادرت البلاد لتلحق بابنتها وبالفعل عند عودة الطلاب كانت والدة الفتاة برفقتها .

وصول عدد من الطلاب الى مدينة الموصل

تقول آخر المعلومات أن عدد من هؤلاء الطلاب وصلوا إلى مدينة الموصل، وباشروا عملهم في مستشفى المدينة الرئيس ، حيث قال أحد أطباء مستشفى نينوي اسمه سرمد الأيوبي، إن الأطباء وصلوا إلى الموصل، وتم توزيعهم على المستشفيات ، وأضاف الرجل الذي يعد بدرجة وزير في دولة الخلافة الإسلامية (داعش)، أن التنظيم بدأ الاعتماد على العناصر الطبية الأجنبية، وإدخالها في مستشفيات نينوي بدل الأطباء العراقيين، الذين امتنع كثير منهم عن تقديم العلاج للعناصر المسلحة التي تصل مستشفيات نينو وبعضهم يتعلل بعدم وجود الأجهزة والأدوية.

وأكد الطبيب العراقي أن داعش فرض إجراءات صارمة ومنع أي حديث للأطباء البريطانيين من أصول سودانية مع الأطباء العراقيين، لأنهم يعالجون عناصر تابعة للتنظيم تحمل جنسيات عربية وأوروبية، وهؤلاء يمنع العاملون في المستشفيات العراقية من الاقتراب منهم أو حتى الحديث معهم، ويقتصر الأمر فقط على أطباء وممرضي داعش الذين يقدمون لهم العلاج .

استعجال البرلمان واستدعاء وزير الداخلية

وكان النائب البرلماني المستقل أبو القاسم برطم قد قدم مسألة مستعجلة للبرلمان لاستدعاء وزير الداخلية حول حيثيات انضمام عدد من الطلاب السودانيين لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، والأسباب الموضوعية حول حصر الظاهرة بجامعة العلوم الطبية دون غيرها من الجامعات والكليات السودانية ، وقال وزير الداخلية إنه سيمثل أمام البرلمان متى ما طلب منه للإجابة على المسألة المستعجلة التي قدمها نواب البرلمان حول ظروف وملابسات مغادرة عدد من طلاب جامعة العلوم الطبية للإنضمام إلى داعش، وكيفية حصول بعضهم على تأشيرات خروج من سلطات الجوازات.

من جهته قال وزير الخارجية إبراهيم غندور إن وزارته تتابع عبر سفارتيها في انقرا ودمشق موضوع مغادرة طلاب جامعة العلوم الطبية إلى تركيا للانضمام إلى تنظيم داعش ووكشف عن اتصالات تجريها حكومته مع بعض الجهات – لم يسمها – ليعود الطلاب إلى أسرهم سالمين ، وتابع ” رغم حمل الطلاب الباقين لجوزات أجنبية إلا أنهم مواطنين سودانيون ” واكد ان الوزارة تبحث حول كيفية مغادرة سودانية البلاد بجواز دبلوماسي دون إذن من وزارة الخارجية ، موضحاً أنه علم من وسائل الإعلام بهويتها ولم يخبره أحد بذلك .

حملة جوازات دول غربية

وتحمل ابنه المتحدث باسم الخارجية السودانية صافيناز علي الصادق جواز سفر دبلوماسي ، غير ان (7 ) من الذين وصلوا تركيا يحملون جوازات سفر بريطانية ، واثنين وثائق سفر كندية ، وطالب واحد يحمل جواز سفر امريكي ، واثنين يحملان جوازات سفر سودانية ، ومن ضمن أسماء الطلاب الذين غادروا الخرطوم للالتحاق بــ(داعش) أمير مأمون سيد أحمد العوض الذي يدرس في المستوى الثالث كلية الطب بجامعة العلوم الطبية  ويحمل الجواز البريطاني ووالده طبيب معروف في لندن، إلى جانب الطالبة في المستوى الثالث طب، صافيناز علي الصادق تحمل جوازاً دبلوماسياً، وهي ابنة المتحدث الرسمي في وزارة الخارجية السودانية. وأوقفت المخابرات التركية أمير ومعه (2) آخرين، أما البقية من بينهم ابنة السفير لم يتم العثور عليهم ، وطبقاً للمعلومات فإنه تم القبض على إحدى الطالبات في تركيا لكنها أنكرت أمر سفرها إلى العراق وغادرت والدتها التي تعمل طبيبة في بريطانيا لمعرفة مكان احتجازها في تركيا ، إلى جانب طالبة ثالثة والدها يعمل استاذاً في الكلية ويدرس الكيمياء الحيوية بينما يعمل والد أحد الطلاب أخصائياً للكلى في مستشفى (الزيتونة ) المملوك للوزير مأمون حميدة.

السفير يتهم جهات وراء تجنيد ابنته

واتهم السفير علي الصادق – جهات لم يسمها – بأنها وراء انضمام ابنته إلى تنظيم (داعش) ضمن (18) آخرين يدرسون بكلية العلوم الطبية ، وقال إن ابنته تبلغ من العمر (19) عاماً التحقت بالتنظيم الإسلامي، وأشار إلى ان جهات وراء اتخاذ ابنته لهذا القرار وزاد: “هنالك أشخاص قرروا لها ذلك”. لكن مكتب السفير نفى تلك التصريحات، وقال إن ذلك حديث مختلق حيث إنه لم يتلق بأي حشد ولم يصرح بما تمت نسبته إليه من حديث.

ويقول قيادي نافذ بالمؤتمر الوطني في حديثه لــ(عاين) شريطة عدم ذكر اسمه، إن ظاهرة طلاب جامعة مأمون حميدة، وسفرهم للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أصبح ظاهرة خطيرة تستوجب اتخاذ موقف حاسم، وأوضح أن القضية خيوطها متشابكة، وتحتاج إلى جهد أمني لنزع فتيل أزمتها .

ولم يستبعد القيادي الإسلامي البارز ورئيس حركة (الإصلاح الآن) غازي صلاح الدين، تمدد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) داخل السودان وقال: “لاشيء يمنع”. واعتبر أ بروز التنظيم الأكثر تشدداً من القاعدة جاء نتيجة حتمية لإفلاس الأنظمة العربية والإسلامية وإخفاقها في تجارب الحكم والعدالة الاقتصادية.  

عنصر المفاجأة تغيير تذاكر السفر واستبدال الملابس

ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷسماء ﺍﻟﺘﻲ كشفت عنها السلطات البريطانية، محمد وحمزة سرار حمزة الحسن، أبناء شقيق عبد الباسط حمزة، ضابط الأمن السابق والشريك في (عفراء مول) و(سوداتل)، إلى جانب إيمان أو (أيمن) صديق عبد العزيز، زبيدة عماد الدين، محمد سليم محمد أحمد، إبراهيم عادل بشير عقيد، محمد عادل بشير عقيد وسجى محمد عثمان ، وطبقاً للطلاب حملة الجوازات البريطانية ما عدا اثنين فإن الطالب هشام محمد فضل الله حسب التقارير الواردة، فهو أول دفعة كلية الطب، وتنبأ له الأطباء بمستقبل باهر حيث يمتاز بالذكاء، وقد تخصص في الجراحة، واجتاز امتحاني (part 1) + (part2) وكان والده في انتظاره بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بعد أن حجز له تذكرة السفر، لكن هشام فاجأ والده بالمغادرة إلى سوريا، ليلحق به الأب إلى هناك في محاولة لاستعادته.

أما ندى سامي خضر، يقيم والداها في بريطانيا، وتعيش مع شقيقها وشقيقتها في منزل بأركويت، منذ أن التحقت بالجامعة لم يطرأ عليها تغيير إلا بعد العام الدراسي الثاني، حيث استبدلت ملابسها المعتادة إلى أخرى فضفاضة كانت ترتديها حينما سافرت إلى لندن لقضاء الإجازة، وتقول مصادر مقربة من الاسرة ان والدتها فوجئت بمظهرها، وهناك في لندن أعادت الأم شراء الملابس المعتادة إلى ندى، وألقت بالعباءات في سلة المهملات، ولكن ما إن عادت الطالبة إلى الخرطوم حتى اشترت ملابس واسعة وتبرعت بملابس لندن للفقراء ، وحاولت أن تقنع ابنة خالتها التي تدرس معها في نفس الجامعة بأفكار متشددة ، غير أن الأخيرة نفرت من الموضوع، ومع ذلك كان سلوكها عادياً، وفوجئ زملاؤها بأنها كانت في قائمة الطلاب الذين غادروا إلى تركيا.

شقيق يقنع شقيقته للالتحاق بداعش وطرق تسلل خفية

كان أحمد سامي خضر، له الأثر الاكبر في إقناع شقيقته ندى بالانضمام للتنظيم، ويقول مقربون انه ارتدى ملابس عادية جداً، واصطحب شقيقتيه إلى منزل جدتهم في أم درمان، وقال للأسرة إنه ذاهب لشارع النيل، واتفق مع أخته أن تأتيهم في وقت لاحق، وفعلاً، لحقت ندى بشقيقها .

وقصة تسنيم سليمان حسين فإنها ابنة مدير مستشفى شهير، طالبة ماجستير في كلية الصيدلة، تركت (اللابتوب )  وهاتفتها وكل متعلقاتها الشخصية، وفوجئت اسرتها بعدم وجودها في غرفتها ،  وفيما يختص بالطالبة لينا مأمون عبد القادر فإنها تدرس بكلية الطب، ووالداها في الخارج، أرسلت رسالة لوالدها بعد أن ذهبت إلى تركيا، وقالت له إنها أرادت مساعدة الجرحى في سوريا، فأجابها: “السودان وأفريقيا مليئتان بالجرحى”، ووجه لها لوماً بالذهاب إلى سوريا.

أما محمد أسامة ومحمد مليح فهما طالبان تخرجا قبل عامين، برزت لديهما الميول، ولم تتوفر معلومات كثيرة عنهما. أما روان كمال زين العابدين، تخرجت من الجامعة، قبل عام تقريباً، ولم تتوفر أيضاً معلومات حولها ، ويقول عدد من الطلاب في الجامعة تحدثوا لـ (عاين ) ان طالب الصيدلة عثمان فقيري لم يعثر على صورة له مثل الطلاب التسعة الاخرين، ويبدو أنه ليس من حملة الجواز البريطاني وهو الطالب الوحيد الذي يدرس حالياً في جامعة العلوم الكبية غير أنه جمد العام الدراسي ، وبحسب المعلومات فقد عقد قرانه على فتاة، وسافر بعد ذلك إلى تركيا، للالتحاق بالتنظيم.

داعش يتمدد في السودان

ويعتقد المتخصص في الجماعات الإسلامية الهادي محمد الأمين إن السودان في طريقه إلى نهاية المؤلمة في أعقاب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مفاصله، وأشار في حديثه لــ(عاين) إن قيادات التنظيم الدولي حررت شهادة وفاة لبلاد السودان بعد إقناع فلذات أكباده بالسفر إلى الجهاد في سوريا والعراق.

كيفية الاستقطاب:

لأن الطلاب التسعة من جامعة مأمون حميدة، بدا وكأن التنظيم الإسلامي المتشدد توغل داخل الحرم الجامعي، واستطاع استقطاب ليس أميز الطلاب فحسب، إنما من ليس لهم أي انتماءات إسلامية أو سياسية، ومن حملة الجوازات الغربية كنوع من إظهار قدرة الإقناع والوصول إلى أعقد وأصعب الأماكن، مثل جامعة العلوم الطبية التي تمنع النشاط  السياسي .

وقال عميد شؤون الطلاب بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، أحمد بابكر قال إن استقطاب طلاب حملة الجوازات الغربية باعتبار ان معرفتهم الدينية ربما ليست قوية، وهو المدخل الذي اعتمد عليه المتشددون، “بأنكم أيها الطلاب قادمون من دول الكفار، وأن المسلمين في بلاد الإسلام أولى بالرعاية” ، وأشار إلى أن أولى خطوات الاستقطاب للطالبات تمت عبر تكوين (sister to sister) أي أن تقوم داعية بالجلوس مع أربع أو خمس طالبات لإقناعهن بالفكرة، دون أن يكون الأمر ظاهراً لبقية الناس. وذكر أن الجامعة تشهد تنوعاً دينياً كبيراً، خاصة أن كثيراً من الأقباط  يدرسون في الجامعة الى جانب جنسيات مختلفة من النيجيريين والصوماليين، سوريون وعراقيون، لكن الأخيرين أبناء لرجال أعمال مقيمين في السودان .

وأوضح بابكر أن هناك أشياء واضحة جعلت الجامعة تلحظ وجود أفكار دينية مختلفة قليلاً  ، ويقول إن بعض الشيوخ كانوا يأتون إلى الجامعة لإلقاء محاضرات أو المشاركة في المعارض، بدعوة من بعض الجمعيات الخيرية، ولكنهم انتبهوا للمسألة، حيث لاحظوا أن جمعية الحضارة الإسلامية كانت تشارك في المعارض بصيوان كبير، رغم أنه لا يحتوي على معارض، إنما مجرد كلمات دينية تكون موجودة في براويز، فيقف مثلاً من لديه فضول ديني ويستفسر من في المعرض، ويبدأ صاحب الفكرة بالحديث ومن ثم الاستقطاب، لكن ليس للانضمام للتنظيم، إنما حول أفكار عامة، ومع ذلك قاموا بإلغاء المعرض ، ويضيف أن الاستقطاب الأكبر، تم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والالتقاء بأناس متشددين وسماع أفكار أخرى.

اتهامات وملاحظات اولياء الامور  

وكثرت الاتهامات لجامعة العلوم الطبية بسبب انضمام مجموعات اخرى للجماعات المتطرفة، مثل حالة الطالب (طارق) الذي درس في الجامعة وغادر إلى بريطانيا، واشتبهت فيه السلطات هناك بالانتماء للجماعات المتطرفة، واخر سافر إلى مالي للمحاربة مع جماعة بوكو حرام غير أنه عاد إلى الجامعة مرة أخرى.

وفي ذلك يقول عميد شؤون الطلاب إن النشاط السياسي الموجود في الجامعات الأخرى غير متوفر في جامعة مأمون حميدة، والتي استبدلت ذلك بأنشطة أخرى (جمعيات خيرية، مساعدة الأيتام، المرضى، أطفال المايقوما)، مضيفاً أن الطلبة عموماً غير ميَّالين للأنشطة السياسية، لأن هناك أنشطة رياضية وموسيقية وأعمالاً خيرية، وأكد أن منهج الجامعة تربوي وليس أمنياً، وبعض الطلاب لديهم خواء فكري أو ديني، ومن السهل استقطابهم، وهو ما دعا الجامعة للدخول في برنامج إرشادي، وجلب فقهاء في الدين ويمكن اللجوء إليه من الطلبة المتشكِّكين في أمور معينة، فضلاً عن تكثيف النشاط الخيري في الجامعة، لأن الطلاب من الدول الغربية أكثرهم  قدرة على ذلك العمل .

 

عدد من أولياء أمور الطلبة، اتصلوا بمسؤولين في الجامعة ليبلغوهم بتغير سلوكيات أبنائهم وبناتهم، مثل ارتداء الحجاب وعدم المصافحة، والتذكير بعذاب النار، وهو ما دعا العميد لاستدعاء أولياء الأمور والاجتماع معهم لبحث السبل الجيدة للتعامل مع هذه المواقف وأشار إلى أن كلية الطب تخرج سنوياً (200) طالب منذ (15) سنة، وأن من انضم للتنظيم نسبة بسيطة، لكن رغم ذلك نبهتهم إلى أشياء كثيرة، وكشف عن اهتمام رسمي من الجهات المختصة، وتعاون تم فيما بينهم لرصد حالات مشتبه بها، وأماكن مشتبه بها أيضاً.